الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر كوربريشن 1!






 
حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 26 - 09 - 2009



متي يتحقق حلمنا جميعاً كمصريين؟ أن تصبح مصر مؤسسة اقتصادية ضخمة مؤسسة اقتصادية تستغل كل عناصر الاقتصاد علي أراضيها وفي باطن تلك الأراضي وبحارها وبحيراتها ونيلها والبشر الرائع الذي يعيش في أرجائها في الوادي وفي السواحل والصحاري والريف والحضر - الحلم العظيم - وتحقيقه ليس بالشيء صعب المنال وليس ببعيد فلسنا أقل مقدرة أو أقل ذكاء من شعوب وحكام دول كثيرة تحولت من مجتمعات بادية إلي أرقي المجتمعات الاقتصادية في العالم ولسنا ببعيدين عن تجارب أشقاء لنا في الإمارات العربية والكويت ودبي ولن نذهب بعيداً إلي ماليزيا أو الولايات المتحدة الأمريكية فكل ما تحقق في مثل هذه الدول هو أنهم امتلكوا إرادة سياسية علي تحقيق هذا التحول وهذا التقدم وتغيير أسلوب حياة إلي أسلوب آخر بحرية كاملة ودون سفسطة أو فزلكة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من أمور بديهية للحياة المعاصرة في أرجاء المعمورة فقط كانت هناك إرادة سياسية وشعبية في الانتقال من أسلوب حياة إلي أسلوب آخر فقط بالنظام والجدية وصرامة تطبيق وتنفيذ القوانين والحرص علي تطبيق القواعد دون استثناء وبشفافية كاملة وإعطاء الحرية كاملة لكل ما هو صالح وكل ما هو قادم لمصلحة الوطن ولعل بالنظرة السريعة علي سطح مصرنا الحبيبة نجد أننا منذ القرن الثامن عشر نعيش علي 4٪ من أرض المحروسة حينما كان تعداد سكان مصر لا يزيد علي 8 ملايين نسمة والتقسيم الجغرافي لأقاليم مصر هو نفس التقسيم العثماني علي شكل محافظات متراصة فوق بعضها البعض سميت بأسماء منبثقة من تاريخها أو من مشايخها ومعتمدة من السلطان الحاكم في الأستانة ويقوم ولاته في القلعة بإداراة شئون الولاية المصرية ونقل الجباية والخير إلي الأستانة حتي عمالها المهرة هم أيضا ملك أوامر السلطان وواليه في المحروسة!
ورغم كل ما حدثناه علي مدي قرنين ونصف القرن من الزمان مرورا بعصر محمد علي باشا والخديو إسماعيل باشا وحتي السلطان حسين باشا كامل وفؤاد باشا وحتي الملك فؤاد والملك فاروق الأول وحتي انتقال الحكم إلي النظام الجمهوري لاتزال مصر ترزح تحت هذه الفلسفة العثمانية بتقسيمات جغرافية لمحافظاتها 26 محافظة ومدينة الأقصر ووصلت التقسيمات الحديثة إلي ثمانية وعشرين محافظة وتعتمد جميعها علي مخصصات مالية من الموازنة العامة للدولة المركزية وبالتالي ما ينتج في تلك المحافظات علي المستوي القومي يؤول للخزانة العامة وما أتفهه وحجمه من ضألة تميزه بالعقم وبالتخلف! البقية غداً..!!