الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصيبة.. شبكة وزفة والعرايس أطفال

مصيبة.. شبكة وزفة  والعرايس أطفال
مصيبة.. شبكة وزفة والعرايس أطفال




كتبت -  رانيا رضا  


 ظاهرة بدأت تنتشر بالمجتمع المصرى ألا وهى اعتياد الأهالى على إقامة حفلات خطوبة ومراسم زواج لأطفال لا تتعدى أعمارهم الثانية عشرة، ومؤخراً انتشرت صورة خطوبة لطفل وطفلة من الفيوم، إذ أكد أهالي الطفل الذي يبلغ 12 عاماً أنه الولد الوحيد وسط فتيات وأنهم يريدون تزويجه لضمان مستقبله، هذا وقد لاقت هذه الصور الكثير من الانتقادات عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال صفحات التواصل الاجتماعى التى طالبت بضرورة وضع حد لهذه الظاهرة التى تمثل خطورة على الأطفال وتعد اغتيالا لبراءتهم، وطالب الكثيرون بتدخل المنظمات المعنية بحقوق الطفل..
 «روزاليوسف» تناقش هذه الظاهرة وتنبه لتلك الكارثة المجتمعية.
 أشارت خبيرة الصحة النفسية للأطفال سهام حسن إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى، والأمر بدأ يتخذ شكل الظاهرة، وتتركز تلك الأخبار بالقرى بين الطبقات ميسورة الحالة من كبار أصحاب المحال والتجار، ويقبلون على تلك الحفلات للتباهى والتفاخر بما لديهم من أموال، ويتركز الخبر فى حجم الأموال المصروفة لشراء الذهب الذى يقدمه أهل العريس الطفل لأهل العروسة الطفلة وأيضا تكاليف الزفة.
وقالت حسن إن هناك خطورة فى تغليب المصالح الشخصية بين العائلات واستغلال الأطفال من خلال دمج النسب بالماديات وكل ذلك يعكس غياب الوعيين الاجتماعى والتربوى بين هؤلاء.
 وعن تأثير ذلك على صحة الأطفال الذين تتم خطبتهم وهم ما زالوا فى عمر الزهور فتؤكد أن ذلك يقتل براءتهم ويحرمهم من الاستمتاع بمراحل الطفولة ويعيد توجيه اهتماماتهم من التعليم وحلم الطفل بالعمل كطبيب أو محام إلى ارتداء فستان الفرح أو بدلة وتجهيز بيت مما يخلق جيلا بلا وعي، كما يؤدى ذلك إلى تفتيح مداركهم على علاقات تتخطى أعمارهم خاصة أن كثيرا ما نلاحظ ارتباط الأطفال عاطفيا بزملائهم وزميلاتهم في المدرسة والتصريح بحبهم لهم فى هذا السن الصغيرة.
وأوضحت أنه عندما يجدون أنه بالفعل هناك من تتم خطبتهم رسميا سيفكرون جديا فى مثل هذه الأمور ويخلق لنا جيلا كل همه الزواج والارتباط وكأنها لعبة يلهون بها وستتراجع الأهداف الأساسية كالتعليم والتفوق الرياضى وينتج الكثير من المشاكل المجتمعية.
 وتناشد حسن كل القائمين على رعاية وحماية حقوق الطفل المصرى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة ونشر الوعى المجتمعى بحقوق الاطفال وفقا لمدركاته النفسية والعقلية.
  فيما أشارت نجوى الدماطى، مقرر المجلس القومى للمرأة بالدقهلية، إلى أن الواقعة متكررة بقرى الدقهلية وبالأخص القرى الغنية ويتباها العائلات بهذا الفعل الشائن، وهذا يعد نوعا من أنواع الجرائم والتعدى على براءة الأطفال.
 وشددت على أنه يجب على المشرع إضافة نص للقانون يحدد سن الخطوبة أيضاً فلا يكفى تحديد سن الزواج بمجتمعنا، وعلى الوالدين ترك الأطفال للنضوج وحرية الاختيار لإتمام زيجة صالحة تفيد المجتمع ولا تضر لتنضج الناحية العاطفية والجسدية  والعقلية لهؤلاء الأطفال.
 وأكدت الدماطى أن هناك حملات توعية للأسر للحد من تلك الظاهرة وإجهاض تلك الزيجات الصغيرة من قبل المجلس القومى للمرأة.
 كما أدانت عبير العراقى، عضو الاتحاد العالمى لحماية الطفولة فى مصر، هذه الظاهرة وقالت إنه يجب على الإعلام التصدى لتلك الظواهر الدخيلة على المجتمع، وعلى القانون تحديد سن الخطوبة بجانب سن الزواج وأيضا وجود نص يحدد عقوبة على الوالدين المتسببين فى تلك المهزلة لعدم تداولها بين الأسر.