الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر وإثيوبيا.. لا ضَرر ولا ضِرار

مصر وإثيوبيا.. لا ضَرر ولا ضِرار
مصر وإثيوبيا.. لا ضَرر ولا ضِرار




كتب - أحمد إمبابى

فى المرة الأولى لإنعقاد اللجنة المصرية – الإثيوبية على مستوى القمة، وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام ديسالين، على اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، ومحضر اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة السادسة، ما يؤكد أن الدبلوماسية المصرية لازالت قادرة على إيجاد الحلول واتخاذ خطوات للتقارب وتجاوز العقبات.
«مصر وإثيوبيا أمتان وحضارتان أفريقيتان عريقتان، تربطهما علاقات تاريخية ممتدة عبر آلاف السنين، ويجمعهما نهر النيل العظيم الذى كان وما يزال رابطاً للتكامل والتعاون ومصدراً رئيسياً للحياة لشعبى البلدين»، هكذا قالها الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب انتهاء مراسم توقيع الاتفاقيات المشتركة.
«السيسى» أكد أن اللقاء يعتبر إشارة واضحة لشعوبنا وللعالم أجمع على ما لدينا من إرادة سياسية وعزم على تجاوز أى عقبات قد تكتنف تطوير العلاقات بين البلدين، وتسهيل سبل إقامة منطقة صناعية مصرية فى إثيوبيا.
الرئيس أوضح: تناولت أيضاً مع شقيقى رئيس وزراء إثيوبيا موضوع التعاون المشترك فى إطار دول حوض النيل، وأكدت على إيمان مصر الذى لا يتزعزع بحق إثيوبيا وكل الدول الشقيقة وشعوب العالم فى التنمية، كما حوض نهر النيل يتمتع بموارد وإمكانات هائلة تجعله مصدرًا للترابط والبناء والتنمية، لا مصدراً للصراع.
الرئيس السيسى، حرص خلال مناقشاته مع ميريام، على التأكيد على أن نموذج التعاون فى حوض نهر النيل لا يجب أن يكون بأى شكل من الأشكال «معادلة صفرية»، وإنما قاطرة لتحقيق التنمية والرخاء لشعوبنا، من خلال التعاون وتفهم شواغل الطرف الآخر، لا سيما حينما تتعلق تلك الشواغل بشريان الحياة الرئيسى لشعب يتجاوز عدد سكانه المائة مليون نسمة، ويعتمد بشكل رئيسى على هذا النهر كمورد للمياه.
واستطرد الرئيس: فيما يتعلق بموضوع سد النهضة، أعربت عن قلقنا البالغ من استمرار حالة الجمود التى تعترى المسار الفنى الثلاثى المعنى بإتمام الدراسات المتفق عليها مع ضرورة أن تعمل الأطراف الثلاثة فى أسرع وقت ممكن على تجاوز حالة الجمود الحالية لضمان استكمال الدراسات المطلوبة للبدء فى ملء الخزان وتحديد أسلوب تشغيله سنوياً.
مصر طرحت بشكل عاجل على الأشقاء فى إثيوبيا والسودان اقتراح مشاركة البنك الدولى فى اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية المعنية بسد النهضة كطرف فنى محايد للبت في الخلافات الفنية بين الدول الثلاث.
رئيس الوزراء الإثيوبى أكد أنه لن يعرض مصلحة الشعب المصرى للخطر بأى شكل من الأشكال، موضحاً أنه تم قطع شوطًا كبيرًا فى قضية سد النهضة بين البلدين على مدار السنوات الثلاث السابقة منذ تولى الرئيس السيسى السلطة، وتقابل مع الرئيس أكثر من 10 لقاءات.
«ديسالين» أشار إلى أن هناك بعض الخلافات البسيطة سيتم الاتفاق عليها، قائلا: «نعمل على إنهاء المشروع بشكل يحقق المكاسب لكلا البلدين والسد عنصرًا هامًا للتنمية بالنسبة لإثيوبيا ويجب النظر إليه كتنمية بالنسبة لمصر أيضا.
وأضاف: «فى الواقع إن النيل هو شريان الحياة بالنسبة لوجود مصر، كما تفهم مصر احتياجات إثيوبيا للتنمية، فيجب أن نتناول الجفاف الذى نعانى منه فى الوقت الحالى والمرتبط به من مجاعة، وهذا تم التأكيد عليه فى إعلان المبادئ بشكل شامل».
ووجه ديسالين كلامه للرئيس السيسى، قائلا :»أؤكد لسيادتك أننا سنلتزم بأن أحد طموحات إثيوبيا هو أن نتغلب على الفقر بالنسبة لشعبنا, وهذا يتطلب مقدارًا كبيرًا من الطاقة والموارد البشرية وهذا ما قادنا لبناء السد، إننا ندرك تماما أن هذا يمثل أحد شواغل الشعب المصرى, ولكن دعنى أوضح بشكل جلى أنها لن تؤثر على مصر بشكل سلبى، السد لن يشكل أى ضرر بالنسبة لأى جهة أخرى أو لأى مصرى».
وتابع: «مصر وإثيوبيا يجمعهما نهر النيل وهذا ما يمكن أن يقودنا لمجال جديد للطاقة وتحسين الحياة بالنسبة لشعوبنا، بلادنا يمكن أن تصل لمستوى أعلى من التفاهم بتبادل المسئولية والمثل والقيم، واليوم نضع نهر النيل  كمصدر ثقة للأجيال القادمة».
هيلارى أكد أن الشعب الإثيوبى لم ولن يفكر فى تعريض حياة أشقائنا المصريين للخطر، نهر النيل سيتدفق فيما بيننا ولن نضر بلدكم بأى حال من الأحوال، سنعمل فيما بيننا وسنكفل الحياة بالنسبة لشعوب نهر النيل والقرن الأفريقى وإخراجهم من دائرة الفقر، وكفالة رفاهة الحياة لكل شعوب حوض النيل ولا يمكن أن ننفصل فإن مقدراتنا مشتركة وسنلتزم بالاتفاقيات التى أبرمناها».
وسعى الطرفان عبر الفترة الماضية لعقد هذا الحدث الهام بغرض ترفيع مستوى التشاور حول سبل دفع التعاون الثنائى، انطلاقاً من رغبتنا الصادقة فى تعزيز أواصر الصداقة والأخوة التى تربط بين البلدين.