الأم مدرسة.. رحلة نجاح إيمان مع إبراهيم فى تحدى «داون»
علياء أبوشهبة
كتبت- علياء أبوشهبة
يعيشُ بالأملِ الإِنسانُ فهو إِذا أضَاعَه زالَ عنه السعيُ والعملُ بهذه الكلمات العذبة أنشد الشاعر جميل صدقى الزهاوى ليكتب عن الأمل وهكذا كانت قناعة إيمان والي، والدة البطل الرياضى إبراهيم وهو من متحدى متلازمة داون، ويدرس الآن فى كلية الإعلام، على مدار 21 عاما كانت رحلة مشتركة قوامها الأمل ونتاجها النجاح الملهم.
من الصعب جداً سرد تاريخ طويل ممتد طوال 21 سنة ، هكذا بدأت السيدة إيمان والى حديثها إلى روزاليوسف عن رحلتها مع ابنها إبراهيم منذ لحظة ميلاده وبالتحديد بعد شهرين من ولادته حين وقعت على مسامعها كلمات الطبيب الحادة ابنك غير قابل لأى حاجة فى الدنيا ، تتذكر جيدا دموعها التى بللت وجهه وهو نائم كالملاك، وتقول ظللت أردد الدعاء :»اللهم إنى لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، بعدها بالفعل شعرت بلطف الله بى الذى بدل هذه اللحظات إلى قوة لم أكن أمتلكها من قبل.
ومع السنوات الأولى فى عمر إبراهيم بدأ مشوار التأهيل، ولكن كما تقول والدة إيمان والى: مهما كانت مدة جلسة التأهيل سواء علاجا طبيعيا أو تخاطب مدتها لا تزيد على ساعة فكنت أقول لنفسى وماذا عن باقى 24 ساعة الأخرى، لذلك عملت بحب على زيادة ذكائه المكتسب بناء على نصيحة أحد الأخصائيين.
وعن أصعب ما مرت به إيمان والى خلال رحلتها مع إبراهيم كان مرحلة الالتحاق بالمدرسة، حتى نجحت فى إلحاقه بمدرسة عادية تعتبر أنها كان لها الفضل الأكبر فى تكوين شخصية ابنها حتى وصل إلى الالتحاق بالدراسة الجامعية فى كلية الإعلام، وتقول:» منذ لحظة ميلاده وجدت الكثير من التحديات ولكن وجدت أيضا الطموح المستمر عند ابنى لكسر كل الحواجز التى تقابله وكلما زاد طموحه كلما زاد حماسى لمعاونته.
ممارسة إبراهيم لرياضة التنس الأرضى كانت بالصدفه، عندما أصر مدربه كابتن سيف على تدريبه، وتقول والدته : رغم صعوبة التوافق العضلى الذهنى للداون سندروم والحمد لله إبراهيم بطل مصر والشرق الاوسط وشمال إفريقيا للتنس الأرضى وحقق بطولات جمهورية فى السباحة وتنس الطاولة، وتم اختياره ممثلا لمصر فى المؤتمر الإقليمى للشباب وألقى قسم الأولمبياد فى الافتتاح، دعنى أفوز فإن لم أستطع دعنى أكون شجاعاً فى المحاولة وكان ممثلا مشرفاً لمصر.
خلاصة تجربة السيدة إيمان والى مع ابنها إبراهيم تلخصها فى الآتي» كل طفل له ميزة وموهبة خلقه الله بها وقدرة الأم تتمثل فى معرفة هذه القدرات من أجل توصيله إلى بر الأمان.