واحة الإبداع.. أنـا مصـر
اللوحات للفنان
اللوحات للفنان
محمد الناصر
يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:
[email protected]
أنـا مصـر
كلمات - بندر الدعيس/ اليمن
أنا مَنْ بَنَيْتُ مِن الصُمُودِ حَضَارتي
أَنَا مَنْ حَكَى عَنِى الزَمَانُ وَ أَخْبَرَا
أَنَا مِنْ قَدِيمِ الدَهْرِ أَحْتَكِرُ العُلاَ
أَنَا دُرةٌ مَكْنُونَةٌ فَوْقَ الثَرَى
أَنَا بِنْتُ (نَهْرِ النيلِ) يَكْفِى عِزَةً
أَنَّ مَاءهُ كَـ دَمِ بَأَوْرِدَتِى جَرَى
مِنْ خَيْرِهِ صَارَتْ قِفَارِى جَنَةً
وَ تُرَابُ صَحْرَائى انتشى فَتَخَضَرَا
مِن مَائهِ العَذْبِ الزُلالِ قَدِ احْتَسَى
شَعْبٌ عَرِيقٌ فارتوى وَ تَطَهَرَا
شَعْبٌ حَبَاهُ اللهُ أَجْمَلَ بَسْمَةٍ
وَ حَلاوةً فِى الرُوحِ تَقْطُرُ سُكَرَا
تَنسَابُ مِنْ عَيْنَيهِ تلكَ بَسَاطَةٌ
وَ تَوَاضعٌ مَلأَ المُحَيَا الأسْمَرَا
مَنْ جَاءَ (مِصْرًا) كَانَ مِضْيَافَاُ لَهُ
شَهْمًا ، كَرِيمًا ، بَاسِمًا ، مُسْتَبْشَرَا
بِتُرَابِ مَوْطِنهِ النَفِيسِ مُتَيَمٌ
عِشْقٌ ، وَلاءٌ ، انْتِمَاءُ , وَأكْثَرَا
■ ■ ■
أَنَا (مِصْرُ) عَاصِمَةُ الفَرَاعِنَة التي
فى (جِيزَتي) أَرْقَى الفُنُونِ تَعَمَرَا
فِى غَرْبِهَا يَزْهُو (أبو الهَوْلِ) الذي
فِى صَمْتِهِ نَطقَ التُرَاثُ وَ ثَرْثَرَا
عَبْرَ الزَمَانِ يَظَلُ صَرْحَاً خَالِدَاً
صَلْبَاً ، عَنِيدَاً ، شَامِخَاً ، مُتَكَبِرَا
أَنَا مَنْ بَنى (الأَهرَامَ) صَامِدَةً عَلى
مَرِ العُصُورِ ِ فَلَمْ وَ لَنْ تَتَغَيَرَا
تَحْكى حِجَارَتَهَا العَظِيمةُ قِصَةً
عِزٌ ، شُمُوخٌ ، مَجْدُ لَنْ يَتَكَرَرَا
هَل فى البَرِيِةِ مِثْلُهَا أُسْطُورَةً ؟
هَلْ مِثْلُهَا لُغزٌ يَظَلُ مُحَيِرَاَ ؟
■ ■ ■
أَنَا (مِصْرُ) سَمُونِى (الحَبِيبَةَ) ، إنَني
إِنْ حَلَ عِشْقِى فِى القُلُوبِ تَنَمَرَا
أَنَا حُضْنُ - مَنْ لا أرْضُه - حُضْنٌ له
وَ شَوَاطِى - مَنْ نَحْوى - اسْتَرَاحَ وَأَبْحَرَا
مَنْ زَارَنى ، حَتْمَاً تَمَنَى عَوْدَتي
مَنْ غَابَ عِنى اشتاقَنى وَ تَحَسَرَا
مَنْ عَاشَ فى أَرْجَائى يَوْمَاً حَنَ لي
وَ تَمَادَى فِى عِشْقى أنَا وَ تَمَصَرَا
■ ■ ■
فى كُلُ أَحْيَائِى العَتِيقَةِ نَكْهَةٌ
فِيهَا تَرَى الزَمَنَ الجَمِيلَ مُصَوَرَا
سُوقٌ ، مَقَاهٍ، زَحْمةٌ ، وَ أزقَةُ
فِيهَا يَعودُ بِكَ الزَمَانُ إلى الوَرَا
وَ بقَلْبِ (قَاهِرةِ المُعزِ) مَعَالِمٌ
شَتى ، تَسُرُ النَاظِرِينَ وَ تَأسِرَا
فِيَهَا جُسُورٌ ، فِيهَا أَنْفَاقٌ ، بِها
(بُرْجِ الجَزِيرِةِ) فى (الزَمَالِكِ) أَنْوَرَا
فِيهَا (بَسَاتِينُ المَعَادِي) تُحْفَةٌ
وَ بـ (كُوبرى قَصْرِ النيلِ) إِبْدَاعاً تَرَى
وَ (المَنْيَلُ) الفَتَانُ فِى أَجْوَاءهِ
تَلْقَى بِهِ سِحْرَاً عَجِيبَاً قَدْ سَرَى
وبِعِلْوِهِ (جَبلُ المُقَطَمِ) فِتْنةٌ
فِيهِ الغُرُوبُ على السَمَاءِ تَبَعْثَرَا
وَ بـ (فَيْصَلٍ) ، تَسْتَهْوى فِيهِ زِحَامَهُ
صَخَبٌ ، ضَجِيجٌ ، والهُدُوءُ تَعَسَرَا
وَبحُسْنِهَا - (مِصْرُ القَدِيمةِ) – لَنْ تَجْدْ
فِيهَا (الحُسِينُ) حَوَى وَ ضَمَ (الأزْهَرَا)
مِنْ نُورِهِ ضَاءَتْ قَنَادِيلُ الهُدى
وَلأجْلِ دينِ الحَقِ أَصْبَحَ مِنْبَرَا
فى (قَلْعَة الأيوبي) مَهْدُ بُطُولَةٍ
فيها (صَلاحُ الدينِ) جَالَ وَ سَيْطَرَا
فى (الأُقْصرِ) الأطْلَالُ شَاهِدَةٌ عَلى
تَارِيخِ يَرْوى لِلْخَليقَة مَا جَرَى
■ ■ ■
فى شَطِ (شَرْمِ الشَيْخِ) طَقْسٌ فَاتِنٌ
صَيْفٌ تَدَلَلَ والرَبِيعُ تَبَخْتَرَا
المَوْجُ يَعْبَثُ بَالرِمَالِ بِرِقَةٍ
والبَحْرُ مَنَ عَبِقِ النَسيمِ تَعَطَرَا
وَ (اْسْكِنْدِريَةُ) رَوْعَةٌ شِطْآنُهَا
يَرْتَادُهَا العَشَاقُ مِنْ كُلِ الوِرِى
الصُبْحُ فِيهَا يَسْتَفِيقُ مُبَكِرَاً
واللِيلُ عَنْهَا يَنْطَوِى مُتَأَخِرَا
■ ■ ■
أَنَا (مِصْرُ) – للشُعَرَاءِ – مُلْهِمَةُ ، أَنَا
دِيوَانُ فَنٍ بالبَدَائِعِ أَثْمَرَا
غَنَى لأَجْلى (العَنْدَليبُ) قَصَائِدَاً
وَ تَبَاهَى (شَوْقِي) فى وُصُوفِى وَ أَشْعَرَا
وَ تَغَزَلَتْ فِيَ (امُ كُلثومٍ) فَمَا
صَوْتٌ سِوَاهَا - بِالشُجُونِ – تَفَجَرَا
■ ■ ■
أَنَا (مِصْرُ) مَقْبَرَةُ الغُزَاةِ وَ لَحْدِهِمْ
وَ النًيْلُ مِنْ مَجْدِى العَظِيمِ تَعَذَرَا
أحْلاَمُ كُلِ المُعْتَدِينَ تَحَطَمَتْ
وَ طُموحُ كُلِ الحاقدينَ تَبَخَرَا
مَا دُمْنَا مُتَحِدِينَ أَجْمَعُنَا فَلَنْ
تَتَهَاوَى قُوَتُنَا وَ لَنْ تَتَكَسَرَا
■ ■ ■
أَنَا (مِصْرُ) ، قالوا إنِنى وَلاَدَةٌ
صَدَقُوا فَمَا قَدْ قَالوا إِفْكَاً مُفْتِرى
أَنْجَبْتُ للتاريخِ أَعْظَمَ قَادَةٍ
شَيَخَاً ، زَعِيمَاً ، عَالَمَاً وَ مُفَكَرَا
وَ صَنَعْتُ جَيشَاً لو تَسِيلُ دماؤُهُ
كـ (النِيلِ) فَيْضاً ما انحنى وَ تقَهْقَرَا
جَيْشٌ إذَا رَامَ القِتَالَ بِسَاحِةٍ
خَاضَ المَعَارِكَ كالأسُودِ مُزَمْجِرَا
جُندٌ بَوَاسِلُ لا يُخُيفُهُمُ الرَدَى
يُولِى العَدُو – لِئِنْ رآهم – مُدبِرَا
شَادَت بُطُولَتُهُمْ مَلاحِمَ ثَوْرَةٍ
وَ دِمَاؤهُمْ نَسَجُوا بِها (أُكْتُوبِرَا)
..................................................
أَنَا (مِصْرُ) فُقْتُ الأَقْدَمِينَ حَضَارَةً
وَ تُرَاِثى لَنْ يَفْنى وَ لَنْ يَتَفَطَرَا
أَنَا (مَصْرُ) فِرْدَوسُ الحَيَاةِ بأَسْرِهَا
لِى - كُلُ خَيْرٍ فِى الوُجُودِ – تَسَخَرَا
مَحْرُوسَةٌ مِنْ كَيْدِ كُلِ مُدَبِرٍ
تَبَتْ يَدَا – مَنْ لِى – المَكَائِدَ دَبَرَا
اللهُ حَافِظُنى ، فـ جَلَ جَلاَلُهُ
واْسْمِى بِمُصْحَفِهِ الشَرِيفِ تَسَطَرَا
أنا مِصْرُ (أُمُ الدُنْيَا) مَا مِنْ مَوْطِنٍ
فى الحُسْنِ مِثلى قَدْ طغى وَ تَجَبَرَا
لا لَيْسَ أَرْضٌ أَو بِلادُ بَرَوْعَتِي
كَلا وَ مَنْ خَلَقَ السَمَاءَ وَ صَوَر






