الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العيد فى تركيا فرحة مطفية بدون أضحية

العيد فى تركيا فرحة مطفية بدون أضحية
العيد فى تركيا فرحة مطفية بدون أضحية




كتبت - أمانى عزام


فى الوقت الذى يحتفل المسلمون فى كل بقاع ابتهاجًا بقدوم عيد الأضحى المبارك، يقف الشعب التركى بائسًا يعانى ويلات الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى ضربت بلاده عقب تراجع قيمة عملتها المحلية أمام الدولار، فبعد أن بدد الرئيس الديكتاتورى رجب طيب أردوغان أموال بلاده فى دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، ترك الشعب التركى عاجزًا عن توفير احتياجاته الغذائية ومستلزماته الضرورية فى العيد، ثم أطل عليهم من جديد يطالبهم بضرورة التقشف وتحويل أموالهم من دولارات إلى ليرة دعمًا لعملتهم المحلية، مرددًا شعارات مستغلا فيها نصرة الإسلام والتصدى للمؤامرات الخارجية الوهمية التى يصدرها لمواطنيه البسطاء.
ومع قدوم هذه الأيام المباركة شهدت الأسواق والمحال التركية عزوفًا حادًا عن شراء مستلزمات العيد أو الأضحية، بعد الحالة الاقتصادية المتردية التى ضربت البلاد، وبدلًا من أن يتكفل أردوغان بالفقراء والمحتاجين فى بلاده أوهمهم أن الاحتفال بالعيد مجرد قشور ومظاهر سطحية بعيدة عن صحيح الدين الإسلامى.


منصور: استغل تقديس شعبه للإسلام ودعاهم للتقشف فى العيد لنصرة الدين


قال أحمد حاج منصور، القيادى الكردى البارز فى حزب الاتحاد الديمقراطى pyd المقيم فى مانشيستر: إن الأحوال الاقتصادية فى تركيا تتدهور من سيئ إلى أسوأ، وهو ما أثر بشكل كارثى على اقتصاد الشعب ومستوى معيشة الفرد التركي.
«منصور» أوضح فى تصريح خاص لـ «روزاليوسف»، أن أردوغان استغل الوضعين الاجتماعى والديني واحترام وتقديس الشعب التركى للدين الإسلامى ودعاهم للتقشف، معتبرًا أن طقوس الأضحية والاحتفال بالعيد مظاهر سطحية وقشور بعيدة عن الجوهر ديننا الإسلامى.
وأكد القيادى الكردى البارز فى حزب الاتحاد الديمقراطى pyd، أن زكاة العيد والأضحية أشياء مقدسة مثلها مثل الصلاة والصيام، ولكن بعد ارتفاع الأسعار أصبحت أضحية العيد ومستلزماته من الحلوى وغيرها باهظة الثمن، ولم تعد فى متناول الشعب التى تعيش فى تركيا.
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية والإحباط المتغلل فى نفوس الشعب سيؤدى إلى انفجار فى تركيا واحتجاجات ضد النظام الحاكم، خاصة أن الاسباب اقتصادية بحتة  بعيدة عن السياسة والحكم.


معارض تركى: أوهمنا أن أمريكا وراء هدم اقتصادنا
أكد المحلل السياسى التركى المعارض جودت كامل: إن المواطن التركى كان يستطيع أن يشترى بخمسين ليرة فى 2002- 28 لتر بنزين، وبعد 16 سنة من عام 2002 حتى عام 2018 نفس المواطن لم يعد هذا المبلغ يكفى سواء لشراء 7 لترات بنزين فقط ما يعنى 21 لترا خسارة.
وأوضح «كامل» فى تصريح خاص لـ»روزاليوسف»، أن أردوغان يحاول إحداث حروب نفسية بطرق شتى حتى لا يفهم المواطنون الواقع، لافتًا إلى أن الرئيس التركى يحاول أن يوحى لشعبه أن أمريكا هى التى هدمت الاقتصاد التركى وليس سياساته.
وأشار المحلل السياسى التركى المعارض، إلى أن رواتب العاملين ذابت أمام ارتفاع أسعار السلع بعد أن ارتفع الدولار إلى 7 ليرات.
حسين عمر: تراجع الليرة فضح أكاذيب أردوغان.. وقطر لم تنقذه
قال الكاتب والمحلل السياسى الكردى المتخصص فى الشأن التركي، إن تركيا تعيش فى الآونة الأخيرة مرحلة كشف طفرتها الاقتصادية التى تحققت بفضل عاملين رئيسيين أولهما وقف حزب العمال الكردستانى لعملياته العسكرية التى بدورها اعطى زخما قويا للمستثمرين لاستثمار أموالهم فى بيئة مستقرة وآمنة، والعامل الآخر هو الاستفادة من القروض المعروضة من البنوك الاوروبية بفوائد قليلة خاصة البنوك الاسبانية والفرنسية والإيطالية، لافتًا إلى أن هذين العاملين خلقا فرص كبيرة للطفرة الاقتصادية التى كانت الهدف منها الوصول بتركيا إلى مصاف الدول الكبرى وهو ما كان وما زال يطمح إليه السلطانى العثمانى أردوغان.
وأوضح «عمر» فى تصريح خاص لـ «روزاليوسف»، أن الطفرة التى حققها أردوغان لم تكن محسوبة أو محمية من مخاطر عجز الميزان التجارى الذى رافقه طوال سنوات الماضية؛ ما أدى إلى تراجع قيمة الليرة بسبب تزايد قيمة التضخم، لافتًا إلى أن المتضررين من فقدان الليرة لأكثر من 40% من قيمتها هم الطبقتان الفقيرة والمتوسطة التى لا تملك أرصدة بالعملات الصعبة، مشيرًا إلى أن تلك الطبقات فقدت نفس النسبة المئوية من إمكاناتها الشرائية خاصة فى عيد الأضحى.
ولفت الكاتب والمحلل السياسى الكردي، إلى أن الشعب التركى الذى كان يشتهر بذبح وتقديم الأضحية ببذخ لن يستطيع التفريط فى مدخراته والاحتفال بالعيد خلال هذه السنة، مشيرًا إلى أن المتابع للأعلام التركى يلاحظ الأمور المذكورة فى السنة الماضية حيث إنه قبل أيام من عيد الأضحى كانت القنوات التليفزيونية التركية تبث فى الكثير من الأحيان مباشرة ذبح الأضاحى والتجهيزات التى كانت تقوم بها الجماهير استعدادًا للعيد عكس هذه السنة التى مرت باهتة بسبب الوضع الاقتصادى المتردى والخوف من المستقبل.
وأشار إلى أن أردوغان استطاع بألاعيبه سحب كمية كبيرة من العملة الصعبة والمعادن الثمينة من الفقراء تحت شعار الصدقة، وجمع أكثر من 12 مليار دولار لتسديد جزء من القروض الأجنبية المستحقة على البنك المركزى التركي، لافتًا إلى أن حتى ما قيل بأن قطر ستستثمر 15 مليار دولار لن يساعده فى تحسين سعر الليرة بسبب التضخم والفارق الكبير بين ميزان الواردات والصادرات التى تعدت هذه السنة الـ 80 مليار دولار تقريبا.
وأكد أن الأزمة فى استفحال مهما تدخلت دول مثل فرنسا وألمانيا لتقديم النصائح والمساعدة فى تثبيت سعر صرف الليرة لأن الديون المترتبة على الدولة والشركات الخاصة والقروض التى حصل عليها البنك المركزى من البنوك الأوروبية تتعدى 480 مليار دولار، مع قروض مستحقة لا تستطيع تركيا دفعها كلها هذه السنة.
وأوضح أنه فى كل الازمات الاقتصادية تكون الشرائح الدنيا والمتوسطة من المجتمع هى ضحية جشع الأنظمة وتدفع ثمن أخطائها.


ديباجى: المستثمرون والسياح الخليجيون هربوا من تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية
قال السياسى السعودى فهد ديباجى، إن كل المؤشرات عن الأوضاع الاقتصادية فى تركيا تشير إلى أنه إذا استمر انهيارها بهذا المستوى سيؤدى إلى إفلاس البنوك واندلاع احتجاجات شعبية كبيرة خلال الأيام المقبلة، موضحًا أنه تم تحذير المستثمرين والسياح السعوديين والخليجيين من تدهور الأوضاع فى تركيا سواء على الصعيد الأمنى أو التجاري.
وأضاف «ديباجى» فى تصريح خاص لـ «روزاليوسف»، إنه مع سقوط الليرة وإفلاس البنوك ينصح بعدم زيارة أى جالية من الجاليات العربية لتركيا، مشيرًا إلى أنه بعدما فقدت الليرة التركية 70% من قيمتها كان يجب على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والحكومة التركية، تحمُّل المسئولية، وحماية استثمارات المستثمرين فى تركيا، وليس اللجوء إلى والخطابات الشعبية الحماسية التى يطرحها للتغرير بالمواطنين والمستثمرين، مؤكدًا أن تركيا تعانى أزمة اقتصادية حقيقية وتفاقمها سيدخلها فى منعطف خطير.
وأوضح السياسى السعودى، أن دعوات الرئيس التركى لمواطنيه بتحويل عملاتهم الأجنبية إلى الليرة التركية لوقف تدهور قيمتها، ليس حلا، مشيرًا إلى أن المستثمرين ينتظرون حلولاً اقتصادية واقعية تُوقف انهيار العملة التركية، وليس تصريحات تُفاقم أزمة وتفقد ثقة المستثمرين فى قدرة الدولة التركية على إمكانية معالجتها.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار يعصف بالأوضاع فى تركيا مع تصاعد الخلاف مع واشنطن، رغم استجابة عدد من الأتراك لمناشدة أردوغان ببيع الدولارات الأمريكية والذهب دعما للعملة المحلية الليرة، ولكن أصحاب الأعمال يعانون من التراجع فى الاقتصاد متوقعين الأسوأ، مؤكدًا أن التضخم سيزداد أكثر ما يفقد المواطن العادى قدرته على التحمل.
وتوقع «ديباجى» أن تزداد الأوضاع سوءا فى ظل تخفيض كل من وكالتى «موديز» و«ستاندرد أند بورز» التصنيف الائتمانى لتركيا، بالتزامن مع أزمة الليرة التركية، حيث قلصت وكالة موديز تصنيفها الائتمانى لتركيا إلى BA3 من BA2 وغيّرت النظرة المستقبلية إلى سلبية، فتشديد الأوضاع المالية فى تركيا وضعف سعر الصرف من المرجح أن يغذيا زيادة فى التضخم وأن يقوضا النمو، فى تقلبات حادة لليرة فمن المتوقع أن ينكمش النمو الاقتصادى العام فى قادم الأيام.

جمال بوحسن: سياسته المتعجرفة سبب تدهور الأوضاع
وفى السياق ذاته قال النائب جمال بوحسن، الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية، إن سياسة أردوغان المتعجرفة سبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التركية.
وأضاف «بوحسن» فى تصريح خاص لـ «روزاليوسف»: إن سياسة أردوغان أدت إلى تدهور قيمة الليرة التركية أمام الدولار لتسجل انخفاض ملحوظ وكارثى للعملة التركية.
وأشار إلى أن تردى الأوضاع الاقتصادية تسبب فى عدم قدرة معظم الشعب التركى على توفير متطلبات اسرته من احتياجاته الغذائية ومستلزمات عيد الأضحى المبارك، مضيفًا: «كان أولى بالرئيس التركى الاستماع إلى صوت العقل والمنطق بدلًا من الرعونة والتصلب عند رأيه وغروره السياسي».