السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسلة فرعونية.. حاجة حلوة من صان الحجر إلى روما

مسلة فرعونية.. حاجة حلوة من صان الحجر إلى روما
مسلة فرعونية.. حاجة حلوة من صان الحجر إلى روما




كتب - علاء الدين ظاهر


حظت منطقة آثار صان الحجر باهتمام كبير الأيام الماضية،بسبب مسلاتها الضخمة والتى تم نقل 3 منها إلى المتحف المصرى الكبير،وما صاحب ذلك من لغط نتيجة ما تردد عن طريقة نقلها التى وصفها البعض بالسرية الغامضة، فيما نفت وزارة الآثار ذلك،مؤكدة أنها فى المتحف لحين ترميمها وإعادة إقامتها مرة أخرى عند الافتتاح. وتبقى المسلات واحدة من أبرز وأشهر مفردات الحضارة المصرية القديمة، والتى تتميز بها شكلًا وموضوعًا, خاصة إذا وجدنا أشياء مشابهة لها فى حضارات أخرى كالاشورية والرومانية، لتبقى المسلات اختراعًا فرعونيًا خالصا بلا منازع. ولم تكن المسلات مجرد كتل حجرية ضخمة، حيث استخدمها الفراعنة كالسجلات لعدة أمور، وإن كانت عادة لتخليد ذكرى الانتصارات فى المعارك الحربية، وخارج مصر هناك عشرات المسلات الفرعونية التى تزين ميادين دول عدة، وتختلف قصص خروجها لتلك الدول ولا تخل من إثارة فى بعض الأحيان. إيطاليا وحدها بها 8 مسلات مصرية،وربما هذا العدد الكبير يعضض فرضية خروج تلك المسلات أثناء احتلال الرومان لمصر،ومنها مسلة تؤكد روايات أن من نقلها الإمبراطور الرومانى كاليجولا من عين شمس إلى روما،وحاليا هى مستقرة فى ميدان سان بيتر بالفاتيكان. يعد عصر محمد على باشا الأكثر من حيث عدد الآثار المصرية التى خرجت عن طريق الإهداء خاصة إلى دول أوروبا،وذلك كما رأى محمد على باشا وسيلة لدعم علاقاته مع حكامها،وبالتالى ضمان الاستقرار لحكمه،ومن أبرز تلك الآثار التى خرجت حينها المسلات.
ومن الإثارة أمر محمد على باشا بإهداء مسلة كانت فى الإسكندرية لإنجلترا عام 1831،ونظرا لثقل وزن المسلة وكبر حجمها وصعوبة تحريكها لم يتم نقلها إلا عام 1877م،وفى هذا التوقيت تكلفت عملية نقل المسلة ما يقرب من 10000 جنيه إسترليني،وهو مبلغ ضخم بتقديرات الزمن حينها،ووصلت إنجلترا بعد 4 شهور.
ومن أشهر المسلات المصرية بالخارج واحدة فى ميدان الكونكورد فى العاصمة الفرنسية باريس،وكانت أيضا هدية من محمد على باشا،وتم نقلها من الأقصر وكانت على مدخل معبد الأقصر، تم نقلها إلى فرنسا عام 1833، وكانت تزن 250 طنًا ما أدى لصعوبة عملية النقل التى استغرقت عدة شهور وتكلفت أكثر من 500 ألف فرانك فرنسى.