المشالى وريث «أبقراط»
السيد الشورى
جعل من عيادته محرابا، يتعبد فيه بعلمه، ويتقرب من ربه بمساعدة المرضى من غير القادرين، مقابل جنيهات بسيطة، مؤمنا بقيمة الحياة، وأهمية رسالة الطب.
لقبه أبناء طنطا بـ «طبيب الغلابة»، لأنه منذ تخرجه جعل هدفه فى الحياة مساعدة غير القادرين، محددا سعر الكشف بـ«10 قروش»، إلى أن وصل مؤخرا لـ10 جنيهات فقط، يضاف لها 5 جنيهات قيمة التحليل، وإعادة الكشف بـ 5 جنيهات.
داخل «عيادته» التى تطل على مسجد «البدوي»، تجده جالسا على مكتبه القديم، وبين كتبه العتيقة، وأدواته التى تلازمه أثناء فحص المرضى، لم يستسلم لكبر سنه، شاهرا سيف علمه فى وجه المرض، مصرا على مواصلة رسالته والبر بقسم «أبقراط»، بألا يترك مريضا بحاجة له حتى نهاية عمره. نشأة «المشالى» فى بيئة متواضعة، وتحمله مسئولية أشقائه جعلته ينحاز للفقراء ومحدودى الدخل، ومنذ أن افتتح عيادته منذ أكثر من 40 عاماً، لم يغلق بابها أمام أى مريض، فابتسامته لا تفارق وجهه دائما خلال مقابلة مرضاه، فهو دائما ما يعمل على كسب ثقة المرضى عبر معاملتهم بأسلوب أقرب للصديق منه للطبيب.
«روح للمشالى»، كلمة تتردد على لسان الكثير من المرضى وأهاليهم، فبعد أن يضيق الحال بهم، وبعد أن يذهبوا للكثير من الأطباء أصحاب «الفيزيتا» المرتفعة، يلجأون فى نهاية المطاف لـ«دكتور الغلابة»، داعين الله أن يكون سببًا فى شفائهم، فهو لا يعتمد على كتابة الأدوية المرتفعة للمرضى، ولا يرهقهم بالتحليل التى قد يجريها فى عيادته للتخفيف عن كاهل المرضى.
د. محمد المشالى، أكد لـ «روزاليوسف»، أن ظروفه الصعبة فى بداية حياته جعلته يرتبط بمحدودى الدخل والفقراء ، مضيفًا أنه يعفى الذين لا يجدون قيمة العلاج من «الفيزيتا»، متمنيا من الله أن يبارك له فى القليل. وتابع: «أنا سعيد بحب الناس، فقد كانت أول «فيزيتا» 10 قروش، أما الآن فقد أصبحت 10 جنيهات للكشف و 5جنيهات للإعادة».
وحول أطرف المواقف التى حدثت له، قال: «جاء لى رجل يحمل ابنه الصغير، وكانت حالته صعبة، وفوجئت به يحمل سلاحًا، ويهددنى قائلاً: ابنى لو مخفش هضربك بالنار، لكن يبدو أن الله لم يكن يريدنى أن أقتل، فجعلنى سبباً فى شفاء الطفل».
وعن معاملته للأطفال تابع: «بجيب لهم حلويات عشان أكسب ثقتهم، وأعرف أكشف عليهم.