الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. استرجاع

واحة الإبداع..  استرجاع
واحة الإبداع.. استرجاع




اللوحات للفنان: محمود بقشيش

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

 استرجاع

قصة قصيرة

بقلم - على حزين سوهاج      

أرسلت الشمس ترنيمة الحياة فوق النافذة الزجاجية.. أطرقت بدفء علي الفتنة الناعسة في عينيها.. فتستيقظ.. مدت عيناها علي ساعة الحائط....
ــ ياه الساعة الثامنة...؟!.
نفضت نومها.. بهستيريا.. تطوف بين مثلث الدولاب، المنضدة، غرف البيت القديم، الذي جاءه قرار إزالة في الشهر الماضي، فرغت من إصلاح ملابسها الأنيقة، تأبطت حقيبتها في لمح البصر، هرولت نحو الباب، ولم تعبأ بنداء الأم القادم من المطبخ...
ـــ الفطار جاهز يا أولاد...   
كان الشارع مكتظاً بالمشاة، والمارة، والعربات الفارهة، التي تأخذ بالقلوب، والأبصار، تنبعث أصوات شاذة من كل مكان، تطلق عليها دوماً اسم «سمفونية الحياة العصرية».. التي تزرع الاكتئاب بين خلايا المخ، وأكوام الدخان المتصاعد يدفعها التأفف إلي طبقات الجو العليا، لتخرجها من ثقب الأوزون، شعرت بالاختناق ــ الحفر والمجاري طافحة حتى الآن..؟!..
تذكرت أنها لم تكتب واجب الرياضة للأستاذ «مجدي» وتذكرت أنها المرة الوحيدة التي سهرت فيها البارحة.. كان عليها أن تقف مع جارتها مدام «هدى» زوجة الأستاذ «فاروق» وهي تضع للمرة الأولى، وزوجها في الخارج، ولم يكن معها أحد.. فقد طلبت منها أن تظل بجوارها حتى يأتي الفرج .
ــ  كم هو جميل، وبريء.. لسوف يفرح الأستاذ «فاروق» به كثيراً..
اندست بين زميلاتها الواقفات أمام المدرسة.. تستمد الدفء من ثرثرتهنَّ، ونكتهنِّ «البايخة»، والتي هي أقل ضرراً من البرد، وصفعته.. اقترب الأستاذ «مجدي» مسح وجوههنَّ بجمرتيه الخضراء..
ــ افتح الباب يا أستاذ مجدي لو سمحت..؟!!..
ــ ولماذا تأخرتنَّ حتى الآن..؟!!..
شعرت بإحساس ما يتسلل بداخلها.. طربت له.. أطرقت للحظة.. ثم انقلبت عائدة..  تلبِّي نداء أمها.. الذي يدوي صداه في محيط أذنيها...
ــ الفطار جاهز يا أولاد.