أدب الطفل والأرض
مروة مظلوم
كان اعتماد أدب الطفل على الأغانى والحكايات والأساطير التى وجدت لها تربة خصبة فى دولة أفرد التاريخ لقصصها صفحات لا نهاية لها فكانت الريادة لمصر على يد رفاعة رافع الطهطاوى ونخبة من أمثاله الذين شقوا الطريق لمن بعدهم، ثم انتشر أدب الأطفال فى الدول العربية الأخرى فى العراق والشام وشمال إفريقيا.
وفى إفريقيا نعود إلى تلك البذور التى غرسها رفاعة الطهطاوى فى تربة أدب الطفل العربى الحدیث، عندما أصدر كتابه: «المرشد الأمین للبنات والبنین» وقد اعتمد على الترجمة فیما قدم و«بعده الأدیب محمد عثمان جلال وأحمد شوقى الذّى أصدر دیوانه «الشوقیات» عام 1898 م، ثم دیوان الأطفال ودعا فى مقدّمة دیوانه صدیقه الشاعر خلیل مطران إلى التعاون معه فى إرساء قواعد جدیدة لأدب الأطفال. أولى حكایات الأطفال ظهرت فى العالم العربى كانت للأدیب العراقى مصطفى جواد عام 1922ربما لم تعرف النور الذى یؤهّلها للانتشار والانتشار فعاد عود السبق إلى الأدیب كامل الكیلانى لیعطى إشارة الانطلاق فى التألیف العربى,
عتبر كلّ من مصطفى خریف والطیب التركى من الرواد الأوائل الّذین أسسوا لأدب الأطفال فى تونس فقد كتب الأول مجموعة قصص وقد كان هذا فى سنوات الخمسینيات، كما كان نشر الطیب التركى مجموعته القصصیة الّتى نشرت ضمن سلسلة قصص الأطفال.
ظهر أدب الأطفال فى المغرب مبكراً حیث إنّ «الشاعر علال الفاسى یعتبر الرائد الأول فى عالم الكتابة للطفل سواء فى فن المقطوعة أو النشید أو الحكایة الشعریة...فأدرك الطفل المغربى كسائر أطفال العالمین العربى و الغربى لونین من الأدب هما الشعبى والفصیح.
عرفت الجماهیریة العربیة اللّیبیة بعد التخلص من الاستعمار الإیطالى عام 1977 اهتماما بالتربیة والتعلیم وتطویر أدب الأطفال فأصدر «الكاتب یوسف الشّریف- وهو قاص أثبت مقدرة فى مجال الكتابة للكبار- مجموعة قصصیة للأطفال أیضا: ومن أشهر مجلات الأطفال فى لیبیا: «مجلّة الأمل» المصورة للأطفال
ئر بأدب الأطفال منذ الثلاثينيات من القرن العشرين على جميع الأصعدة والمستويات، وتأثر هذا الأدب بالثقافتين الغربية والثقافة العربية المشرقية على حد سواء. وقد قدمت الجزائر فى أدب الأطفال إنتاجات إبداعية كثيرة تبلورت ملامحه فى مدارس جمعية العلماء التى كان يسهر عليها كل من عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي.
لم یبدأ اتصال موريتانيا بالعالم العربى إلا بعد الانفتاح على مصر وحصولها على الاستقلال عام 1961 حیث فتحت أولى مكتبة عمومیة لها فى البلاد وكان لها دور فعال عام 1965 فى إثراء الساحة الثقافية الموريتانية بما جد فى العالم العربى من بوادر النهضة.






