الفسطاط تسمية عربية أصيلة وليست «فسطاطوم» اليونانية

علاء الدين ظاهر
كتب - علاء الدين ظاهر
كشف د.محمد عبداللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق أنه بعد أن استقرت الأمور للجيش الإسلامى، وتم فتح مصر بدأ عمرو بن العاص فى عام 642م فى تأسيس مدينة، لتكون عاصمة لمصر وهى الفسطاط التى تعتبر بحق أصل القاهرة الحالية.
واختار عمرو بن العاص موقع حصن بابليون الذى بنيت على جزء منه كما سبق الذكر الكنيسة المعلقة وأن عمرو بن العاص كان موفقاً جداً فى اختيار هذا الموقع وذلك لأن موقع الفسطاط يمتاز بحصانة طبيعية إذ تحميه التلال «ومن بينها هضبة المقطم» من الشرق والشمال ويحميه من الغرب خندق مائى طبيعى وهو نهر النيل الذى كان فى الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب.
لذلك سنجد فيما بعد ومع توالى العصور أن الامتداد الطبيعى يتجه نحو الشمال ومثال ذلك مدينة العسكر إلى الشمال من الفسطاط ومدينة القطائع التى أنشأها أحمد بن طولون إلى الشمال من مدينة الفسطاط والعسكر، ثم مدينة القاهرة التى شيدها الخلفاء الفاطميون إلى الشمال من مدينة القطائع وكذلك الامتداد خارج القاهرة نحو الشمال حيث العباسية فمدينة نصر ومصر الجديدة حتى طريق الإسماعيلية حالياً.
أما عن تسمية الفسطاط بهذا الاسم فلقد ورد بصددها الكثير من الآراء، ولا نجد أدنى شك فى أن التسمية عربية وليست مأخوذة من أصل يونانى «فسطاطوم» بمعنى المدينة أو الحصن أو الخندق وذلك لأسباب عدة، حيث إن العرب كانوا يعرفون كلمة فسطاط بمعنى مجتمع المدينة.
وهناك سبب آخر يتناوله المؤرخون من باب الدعابة، وهو قصة اليمامة التى كانت فوق إحدى الخيام الخاصة بجيش عمرو بن العاص، ثم أرادوا فكها للرحيل إلى الإسكندرية لفتحها فوجد الجنود هذه اليمامة، فرفض عمرو بن العاص أخذ هذه الخيمة أو الفسطاط باللغة العربية.
وعند عودته من الإسكندرية كان قد حدد مكان إقامة الجيش كنواة للعاصمة الجديدة فسماها الفسطاط، وهذه القصة يتم تناولها حالياً كنوع من الدعابة فقط مع السائحين، وقد استمرت الفسطاط عاصمة لمصر ومقرا للأفراد وذلك حتى تم بناء العواصم التالية وهى مدينة العسكر ثم القطائع ثم القاهرة فأصبح بعد ذلك يسكن الفسطاط العامة من المسلمين المصريين وليس الأمراء.