الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هنا التاريخ والسلام وتعانق الأديان على أرض سيناء

هنا التاريخ والسلام وتعانق الأديان على أرض سيناء
هنا التاريخ والسلام وتعانق الأديان على أرض سيناء




أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن العالم سيحتفل فى أكتوبر القادم على أرض السلام وملتقى الأديان وتعانق الحضارات بالوادى المقدس طوى- منطقة سانت كاترين حاليًا - ويقدم صورًا  فوتوغرافية ومعلوماتية عن عناصر الإبداع والالتقاء الحضارى بملتقى الأديان
 ويوضح الدكتور ريحان أن الصورة الأولى تجسّد تعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى والبرج هو برج الناقوس الذى شيده راهب من سيناء يسمى غريغوريوس عام 1817م ويشمل تسعة أجراس معدنية مهداة من الكنيسة الروسية عام 1817م، وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا، أما الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد وهو البرج الخاص بكنيسة التجلى الذى بناها الإمبراطور جستنيان فى القرن الثالث الميلادى وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة  وبعد العثور على رفات القديسة كاترين فى القرن التاسع الميلادى أطلق على هذه الكنيسة اسم كنيسة التجلى وعلى الدير دير سانت كاترين
وعن المئذنة يوضح الدكتور ريحان أنها مئذنة الجامع الفاطمى الذى شيده داخل الدير الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ناتج العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والتى بلغت أوجها فى العصر الفاطمى من خلال منشورات الأمان العديدة بحماية الرهبان وأملاكهم ومصالحهم ليصلى فيه البدو الذين يقومون على خدمة الدير من قبيلة الجبالية وكذلك المسلمون الذين يسكنون فى ضواحى الدير ويقومون على خدمة الدير من نقل المؤن الخاصة بالدير من ميناء السويس وميناء الطور وكذلك حماية الرهبان وكذلك ليصلى فيه الحجاج المسلمون أثناء زيارتهم الدير مع إخوانهم المسلمين فى طريقهم إلى مكة المكرمة للتبرك بالأماكن المقدسة عند جبل المناجاة فكان وقد ترك الحجاج المسلمون كتابات فى تجويف محراب المسجد.
ويوضح الدكتور ريحان أن المئذنة تقع بالركن الشمالى الشرقى من الجامع  مبنية من الحجر الجرانيتى غير المنتظم والدبش المتوفر فى المنطقة، مدخلها فى الضلع الغربى من الدورة الأولى ولها درج خشبى من الداخل، ارتفاعها 12م تتكون من دورتين، الأولى 3.50م طولًا، 3م عرضًا تنتهى بشرفة تبرز 50سم عن سمت الحائط الذى يبلغ سمكه  75 سم  والثانية مربعة طول الضلع فيها 2.55م، وسمك الحائط 45سم، تغطيها قبة ، وتنتمى هذه المئذنة للمآذن ذات الطوابق المربعة المسقط التى عرفت فى العصر الفاطمى ولكنها هنا بشكل أكثر بساطة،  وتعتبر أقدم مئذنة باقية من العصر الفاطمى بعد مئذنتى جامع الحاكم.
ويستكمل الدكتور ريحان صور التعانق  فالصورة الثانية هى التى  تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان، حيث بنى الإمبراطور جستنيان دير سانت كاترين فى القرن السادس الميلادى، ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة، وبنى المسلمون فى العصر الفاطمى جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان فى بوتقة واحدة.