الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بنى عدى.. «صُناع الكليم»

بنى عدى.. «صُناع الكليم»
بنى عدى.. «صُناع الكليم»




محافظة أسيوط، مثالًا حيًا على صورة الصعيد الحقيقية إذ تضم قرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط، التى اشتهرت باسم قرية العلماء لإنجابها العديد من المشايخ الأفاضل على رأسهم الشيخ حسنين مخلوف المفتى الأسبق، وعبدالمتعال منصور عرفة شيخ عموم المقارئ فى سبعينيات القرن الماضى.
تضم القرية أعلى نسبة لتعليم الفتيات فى مرحلة الماجستير والدكتوراه وتؤكد شيماء الزرقا المعيدة بكلية التربية جامعة أسيوط أن المرأة العدوية تمتعت بالتعليم منذ القدم فكن حريصات على حفظ القرآن الكريم، وبلغت قمة المناصب العلمية فى الخارج أمثال الدكتورة فوزية مخلوف خبير علم النفس ببريطانيا ومن الحاصلات على لقب أستاذ الدكتورة فريال الشيمى، وكيل معهد الكونيسرفتوار ويوجد حوالى مائة أستاذة جامعية من القرية.
يذكر الكاتب حسن حمزة – جامع تراث القرية أنها قدمت قامات كثيرة أسهمت فى الثقافة والعلم بمصر والعالم العربى منهم الشيخ أبو العلا محمد، مكتشف أم كلثوم، ومنسى فهمى الممثل صديق نجيب الريحانى، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، وزير الشباب والإعلام الأسبق.
ويذكر المؤرخ والشاعر محمد على مخلوف فى كتابه «تاريخ بنى عدى» أن القرية كانت نقطة التقاء القوافل التجارية مثل قافلة دارفور وسنار القادمتين من السودان، كما أنها كنت نهاية درب الأربعين ودرب الطويل بالواحات.
ومن أبناء القرية أيضًا المهندس المعمارى عبدالرحمن مخلوف الذى صمم مدينتى أبوظبى ودبى ووسع الحرم المكى والمدنى وأول من فكر بالطريق الدائرى والمدن الجديدة.
ويؤكد الباحث مصطفى عبدالله العسيلى أنه منذ 700 عام  قام الشاعر على العمرى العدوى بتأليف أكبر قصيدة شعرية فى التاريخ يزيد عدد أبياتها على سبعة آلاف بيت وهى موجودة الآن على هيئة مخطوطة بمكتبة الجعفرية، وهى تستحق أن تدخل موسوعة جينز للأرقام القياسية، وكشف أن أصول فارس الرومانسية، يوسف السباعى، تعود إلى بنى عدى من نسل عائلة اشتهرت بالأدب، فوالده الأديب محمد السباعى من رواد النهضة الأدبية الحديثة وكان عضوًا بمجلس إدارة «روزاليوسف» عام 1960 وتولى منصب نقيب الصحفيين عام 1977.
الكشك الصعيدى
الكشك الصعيدى أشهر أعمال القرية الموسمية، وتؤكد أمال عبدالرحمن سلطان، مأمورة ضرائب، أن الكشك يعود للعصر الفرعونى، إذ يمر بمراحل تستلزم أيام طويلة ليصل لشكله المعروف تبدأ بدخول القمح البيوت بعد جمع المحصول، ثم تتبارى بنات القرية فى تنقية القمح من الشوائب ثم مرحلة سلقه حيث توقد نيران ويوضع القمح فى براميل كبيرة، وبعدها يتم تجفيف القمح على أسطح المنازل، ثم دش القمح وإضافة اللبن الرايب والملح والكمون ويوضع الخليط فى أوانى فخارية، ثم تقطيعه وتشكيله على هيئة كرات صغيرة وتجفيفه على أسطح الدور ويخزن فى صوامع طينية.
الكليم العدوى
نبوية سيد على العلوانى، وكيل معهد فتيات بنى عدى الثانوى، توضح أن صناعة الكليم العدوى بألوانه البيج والبنى والأسود، من الحرف التى ترتبط بالقرية وأخذت شهرتها منها، واندثرت حاليًا وكانت آخر محاولة لإحياء الكليم ما قامت به جمعية تنمية المجتمع ببنى عديات حيث حصلت على منحة من الاتحاد الأوروبى لتسويقه وتسجيله كحرفة تراثية، ومساعدة جامعة أسيوط فى إعداد رسالة ماجستير عنه.
زى موحد
رغم اختلاف مستوى المعيشة والتعليم، الثوب المكون من الشال والقميص الأسود، يميز نساء القرية، وتبرر جيهان أحمد العسيلى، بكالوريوس تجارة، ارتفاع ثمن الثوب لأكثر من 3 آلاف جنيه نظراً لأن مراحل صباغته وتطريزه معقدة إذا كان مشغولاً بالحرير، ويجب أن  يحتوى جهاز كل عروس من القرية على الثوب العدوى.