الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهل المؤامرة

أهل المؤامرة
أهل المؤامرة




كتب- محمود محرم

حالة من التلاحم والالتفاف حول القيادة السياسية شهدتها مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وعلينا أن نشكر غباء المتآمرين على نوبة الصحيان واليقظة التى دبت فى شوارع وقلوب المصريين فى مواجهة أعداء هذا الوطن على قلب رجل واحد، بعد أن كشفت الجماعة الإرهابية ومن حولها من المتآمرين والمقاولين من خلال حملات الكذب وفبركت الفيديوهات وقنواتهم المشبوهة ودولهم الداعمة فى قطر وتركيا،عن حجم ما يحيكونه من مؤامرات ومخططات وقودها الكذب والشائعات والفيديوهات المفبركة.. بهدف العودة بالدولة للوراء وإنهاء عمليات الإصلاح والنجاح الاقتصاد التى قامت به الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة.
ولن نكون مبالغين إذا أعدنا التذكير بالتاريخ الملوث والفاضح لجماعة الإخوان الإرهابية ، التى تترقب لحظة غفلة للانقضاض على مصر وفتح باب عودة الفوضى.. وهو ما أكده ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات إعلامية له أمس، لكنه أكد أن الانشقاقات بدأت تضرب الإخوان وقياداتهابعد فشل دعواتها الأخيرة للتظاهر خاصة أن القيادات بالجماعة ترفض الإعتراف أمام شبابها بأخطائهم.. وهو ما يشير إلى احتمالات انقسام وتفتت الجماعة إلى عدة جماعات متفرقة متخاصمة.


لم تتوقف جماعة الإخوان الإرهابية عن ممارسة الخداع والتضليل والكذب منذ نشأتها قبل ٩١ عامًا، حيث بدأت رحلتها مع الكذب على يد مؤسسها الأول حسن البنا إلى أن انتهت مع محمد بديع، حتى باتت سلعة رائجة لديها وصناعه احترفت فى إنتاجها.
لم يتخل التنظيم الإرهابى عن استراتيجيته المتوارثة عبر قياداته جيلا بعد جيل فى استخدم الكذب كطريق لفرض إرادته على المواطنين باستخدام كل الأساليب من التلون والخداع والتشويه والدعاية المضللة لتحقيق أهدافها وضمانة استمرارها من خلال العمل على إسقاط الرموز الوطنية والإساءة إليها بغسل عقول الكثير من الشباب، وتصوير نفسها على أنها الجماعة التى ضحت فى سبيل الدين والأمة والوطن، وتحملت التعذيب والتشريد وكل أنواع الظلم، فاختلقت الأساطير والقصص والحكايات الدرامية التى تعمل على تأصيل هذه الفكرة فى نفوس الناس
ويعد حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية أول من استخدم أسلوب الكذب والخداع، كما انه كان حريصًا على تكوين الشخصية الإخوانية التى تتصف بالكتمان والسرية على مبادئ الطاعة العمياء بعد زعمه تأسيس جماعة دعوية تعمل من أجل الدين وغرس فى أتباعه أن الكذب والمراوغة هما من وسائل التمكين ومن أدوات الحركة والعمل وكان هو أول المطبقين لذلك الأمر فاستخدم الكذب الصريح والمقنع وجعله سبيلا إلى تحقيق أهدافه السياسية.
ومنذ أربعينيات القرن الماضى أى فى عهد البنا، زعم الإخوان أنه حدث بين مؤسسها حسن البنا والأديب طه حسين لقاء فى محاولة منها لصنع أمجاد موهومة له، وزعمت أن طه حسين أبلغ حسن البنا أنه استمع إلى محاضرة له، كما اتخذت جماعة الإخوان من الكذب والنفاق ستارًا كاذبًا لتغطية أعمال الإجرام التى تقوم بها منذ نشأتها بحيث لا يتصور أن هذه الجماعة لها صلة بأعمال العنف والإجرام، بينما فى الحقيقة أن التنظيم الخاص السرى الذى كان عبارة عن ميليشيات عسكرية تابعة للجماعة تمارس عنفًا يشمل التهديد والتفجير والقتل ونفذ العديد من الجرائم فى المجتمع المصرى، وابرزها تفجيرات حارة اليهود «٢٠ يونيو و٢٢ سبتمبر ١٩٤٨»، وتفجيرات فى المحال التجارية لليهود «يوليو وأغسطس ونوفمبر ١٩٤٨»، واغتيال المستشار أحمد الخازندار «٢٢ مارس ١٩٤٨» أمام بيته فى القاهرة، واغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء «٢٨ ديسمبر ١٩٤٨»، بعد ٢٠ يومًا من قراره إغلاق المقر العام للجماعة فى الحلمية لما تمثله من خطر على أمن الوطن ومحاولة تفجير مبنى محكمة شمال القاهرة وحوادث إلقاء القنابل على أقسام الشرطة وتفجيرها وهو ما ويوضح أن ما تدعيه الجماعة من أنها قامت للدعوة إلى الله والعمل على نشر تعاليم الدين الإسلامى بين الشعب هو زعم كاذب لا نصيب له من الصحة.
فيما مارست الجماعة الإرهابية الكذب والتلاعب بكل التيارات السياسية بداية من 1938إلى عام 1942 حيث تحالفوا ضد الوفد مع القصر وأحزابه ثم من 1942 حتى عام 1944تحالفوا ضد القصر وأحزابه مع الوفد ومن 1944 حتى 1948 استعراض العضلات وأعمال العنف وفى 1984 تحالفوا مع الوفد للوصول إلى البرلمان ووصل لهم 14 نائبا وكذلك فى 1987 نقضوا العهد مع الوفد الليبرالى وتحافوا مع نقيضيه حزب العمل والاحرار الاشتراكيين وبعد ما وصل لهم 36 نائب نتيجة هذا التحالف نقضوا العهد معه، وقال رئيس الكتلة البرلمانية لهم مأمون الهضيبى نحن نعتبر التحالف كأتوبيس نصل به إلى البرلمان لا اكثر ولا اقل، كما اتبع أيضا سيد قضب منظر الجماعة ومرشدها الأمر نفسه فى الترويج لأفكاره المتطرفة والتكفيرية، وفى الانتخابات الرئاسية 2005 أعلنوا دعمهم لمبارك ووجهوا قطعانهم لانتخاب أيمن نور، وفى 2011 استغلوا هوجة الشباب وركبوا الموجة خططوا لابتلاع الدولة وتفكيك مؤسساتها وما زالوا يكذبون ويروجون الاشاعات ويفبركون الصور والمشاهد التلفزيونية عبر منصات الكذب الإخوانية التى تسمى فضائيات قطرية وتركية، وعبر صفحات الكتائب الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى
أكذوبة أخرى من أكاذيب الإخوان فى خمسينيات القرن الماضى وهى شائعة عدم تورط الإخوان فى محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واعتبارها تمثيلية حيث حاول التنظيم تصوير حادثة محاولة اغتيال «عبد الناصر» بأنها ليست حقيقة، وأن الإخوان لا علاقة لها بها، إلا أن اعترافات محمود عبداللطيف الإخوانى الذى أطلق الرصاص على عبدالناصر فى المنصة كشفت الأمور، حيث اعترف بأنه أخذ الأوامر من الجماعة وبالتحديد من مرشد الإخوان حينها حسن الهضيبى وأكد فى اعترافاته أن الإخوان خدعوه.
وكشف عمرو فاورق، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أن الجماعة الإرهابية تطلق الشائعات كسلاح لتشوية خصومهم، مشيرًا إلى أن الجماعة استخدمت عملية توظيف الأكاذيب على مدار تاريخها بهدف إسقاط هيبة الدولة ورموزها، وكان فى مقدمتهم عدد كبير من رجال نظام الرئيس عبدالناصر، الذين وصفتهم بأبشع الأوصاف، والصقت بهم عشرات التهم.
واستكمل: شائعات الجماعة طالت عقيدة الرئيس عبدالناصر التى وصفته بأنه لم يكن مسلمًا، وأنه أعلن الحاده بهدف الاساءة للنظام الناصرى الذى كشف حقيقية عنف الجماعة واتجهاها إلى التكفير فى وقت مبكر، مشيرًا إلى أن المذكرات الشخصية لقيادت الرعيل الأول من الجماعة الإرهابية حملت الكثير من الأكاذيب التى تعلقت برؤساء مصر، بداية من عبدالناصر، ومرورًا بالسادات، ووصولا بمبارك،
وواصل: ضمن الشائعات والأكاذيب التى أطلقتها الجماعة قيامها بنشر وثقية تحت عنوان «استئصال الإخوان»، أدعت فيها أن النظام المصرى وضع خطة بهدف القضاء على الإخوان والمشروع الإسلامى بالكامل لصالح المشروع الشيوعي، وأن عبدالناصر خطط للقضاء على كل المظاهر الإسلامية فى مصر، رغم أن عبدالناصر كان صاحب قرار تسجيل القرآن الكريم كاملًا، وصاحب قرار إنشاء أول إذاعة خاصة بالقران الكريم، وتم فى عهده تطوير وتوسيع غالبية مساجد آل البيت بالكامل، موضحًا أن يوسف ندا اعترف بتزوير الوثيقة باعتبار أن الحرب خدعة وعليهم تشويه صورة النظام المصري.
واستطرد: وثيقة «استئصال الإخوان» ليست الوثيقة الوحيدة التى تم تزويرها، لكن أيضا كتاب «أيام من حياتي»، المليء بالأكاذيب والتلفيقات، والتهويل ألف فصوله وأحداثه يوسف ندا من وحى خياله المريض والمغرض بهدف الاساءة للرئيس عبدالناصر، والان المخطط يسير فى نفس الطريق لكن باستخدام وسائل أكثر تطورًا عبر وسائل الوسشيال ميديا، واختلاق الأكاذيب والفيديوهات والصور المفبركة التى تنال من رموز النظام المصرى الحالي، موضحًا أن الجماعة استمرت فى استخدامها للأسلوب القذر من الكذب  والفتن عندما قالوا لن نترشح على كامل مقاعد البرلمان فى أعقاب ثورة 25 يناير ثم ترشحوا على المقاعد بالكامل بعد أن نسقوا مع باقى شركائهم والنكوث عن العهد فى عدم المنافسة على مقعد الرئيس ثم الترشح بل وقبول التزوير لصالحهم فى تأكيد على صدقية إيمانهم بكثير من القيم التى دهسوها مطمئنين.
وأوضح: بعد قيام جموع الشعب المصرى وخروجه فى ثورة 30 يونيو مطالبًا بإنهاء حكم الإخوان لمصر بعد سنة كاملة من سيطرتهم على الحكم فى البلاد تكرر نفس المنهج الإخوانى الخبيث فى تفعيل منظومة الخداع الدينى والاجتماعى والسياسى وممارسة الكذب والافتراء والقيام بنسج القصص والحكايات وادعاء وقوعهم تحت الظلم والاضطهاد والخيانة من خلال جميع الوسائل الإعلامية المتاحة لبث الشائعات الخبيثة الكاذبة وظهر ذلك عندما صرح محمد البلتاجى، أحد قادتها فى وسائل الإعلام بعد ثورة ٣٠ يونيو وعلى الملأ، وقال عن أعمال القتل والتفجيرات التى تقوم بها جماعات التكفير المسلحة: إن الذى يحدث فى سيناء يتوقف حين يعود الرئيس محمد مرسى إلى الحكم» كما تتبنى القنوات الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعى التى يقدمها الخونة ممن لم يعرفوا بدين ولا خلق ولا وطنية يعملون من خلالها على تنفيذ مخططات الإخوان مقابل المال .
كما تستخدم الجماعة أحط الوسائل فى الخداع  وهى توظيف نسائها فى التحريض ضد الدولة ومؤسساتها من خلال الادعاء بتعرضهن للاعتداء فى محاولة رخيصة لاستثارة الناس ضد الدولة بجانب ترويج كذبة الاختفاء القسرى وظهور هؤلاء المختفين بعد ذلك وبعضهم كان من المنضمين لجماعات الإرهاب  كما مارست المتاجرة بحياة المواطنين فكانت الاعتصامات أبرز مظاهر الكذب والخداع عند الإخوان عند طريق خداعها للأبرياء من أبناء الوطن وتصوير الأمر لديهم أن الدولة تحارب الإسلام وعلى ذلك فإن عليهم أن يظلوا فى الشوارع والميادين معتصمين دفاعا عن الدين.وأضاف ابراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، أن تنظيم الإخوان تم تأسيسه برعاية جهاز المخابرات البريطانية ليكون كيان موازى للدولة الوطنية ويقوم  بحرب اللا عنف ليفكك العلاقة المنطقية بين المواطن والوطن حتى ينتهى الامر بصانعة الكائن اللامنتمى لصناعة خريطة سياسية جديدة تخدم على مصالح القوى الاستعمارية
وأضاف: اعتمد تنظيم الاخوان منذ تأسيسة على طمس الحقائق وتزييف الوعى العام وتفتيت الضمير الجمعى للامة المصرية حتى يسهل له النفاذ كتنظيم سرى إلى عقول وقلوب المصريين ليتمكن من التوغل والاستيطان المجتمعى واحتلال العقل والوجدان المصرى والتلاعب به فى كل المواقف والأحداث واعتمد على صناعة هشاشة وتزييف الوعى من خلال التشكيك فى الايجابيات وجعلها استثناء ونادرة وذلك حتى يمتلئ المواطن بالدونية ويفقد ثقته بنفسه وبوطنه ويصاب بعدم الجدوى من أى انجاز معتمدة على التكبير من حجم السلبيات وجعلها قاعدة وهى الأصل حتى يصاب المواطن باليأس والإحباط وعدم القدرة على المحاولة.
الإهانة والسخرية من الرموز الوطنية والتشكيك فيها لاسقاط القدوة ونماذج الالهام فيبحث المواطن عنهما خارج الوطن «اردوغان نموذجا»
وتابع: ترويج الشائعات عن مؤسسات الدولة وتبديد الثقة بها وخاصة مؤسسات القلب الصلب «الجيش – الشرطة – القضاء – المخابرات» فيتجرأ المواطن عليها ويسقط نفوذها وسلطتها فى ضميره وهذا بداية الانفلات والفوضى  ونشر الاكاذيب والشائعات عن انجازات الدولة وتضليل المواطن بشأنها وعدم جدواها بالنسبة له حتى لايشعر بالأمل فى جودة الحياة فيقاوم أى تطوير ويعطل أى إنجاز وهذا مبدأ إخوانى وعقيدة تنظيمية على مدار عشرات  السنين منذ تأسيس التنظيم  وليس شيئا مستحدثا بعد ازاحتهم من على صدر مصر بثورة 30 يونيو 2013.
واوضح هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الاسلامية بان الاخوان بنيت فى الأساس على أكذوبة وخدعة كبيرة اسمها تحويل الدين الذى هو روحانى وقيم أخلاقية ويهتم بالأخلاق والجوهر واصلاح الإنسان إلى مطية ووسيلة للسطو على السلطة والحكم وللتخديم على هذه الكذبة الكبرى الرئيسية صنعوا ملايين الكاذيب الأخرى التى تخدم عليها فى الدين وفى تفسير نصوصه وفى الفكر والثقافة والتاريخ وتشويه سمعة الرموز السياسية والفكرية منذ مصطفى كامل ومحمد فريد مرورًا بجمال عبد الناصر وقبله سعد زغلول والنحاس باشا إلى اليوم، وكل هذه الأكاذيب والافتراءات تستخدم، وتوظف فى هدف حيازة الحكم والانفراد به مدى الحياة.
واشار الى ان ابسط مثال لخداع هذه الجماعة الكاذبة ادعائها بانها  جماعة دعوة تهتم فقط بشؤون الدين ثم يتضح بعد ذلك منذ عام 1938 أنها سياسية الغرض من انشائها السلطة واقامة حكومة دينية بزعامة مرشد الجماعة.