الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناع الدراما: مدينة الإنتاج تحمينا ولا بديل عنها




يعتبر الكثيرين من صناع الفن استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى هى الحصن الأكثر أمنا لهم خاصة فى تصوير المشاهد الخارجية، ومع زيادة الانفلات الأمنى فى الشوارع زاد إقبالهم عليها كنوع من الشعور بالأمان على المعدات الفنية وفريق العمل هذا بجانب أن الديكورات والأحياءالقديمةوالقري المصرية لا يمكن للأعمال الفنية الاستغناء عنها بإعتبارها الاستديوهات الاهم في الوطن العربى

 
 ومع تكرار الاعتصامات أمام بوابات المدينة يحاول صناع الفن أن يقفوا ضد أغراض المعتصمين بوقف الحياة بداخل المدينة التى تعد من أهم الاستوديوهات الفنية والإعلامية فى الوطن. فقد أكد المخرج عادل الأعصر قد اختار بعض الديكورات الخاصة بالحى الشعبى داخل أسوار المدينة كنوع من الهروب من الانفلات الأمنى خارجها، وذلك لتصوير المشاهد الخارجية من مسلسله «جداول» للفنانة سهير رمزى حيث قال: «مدينة الإنتاج تعد صرحًا دراميًا وإعلاميًا كبيرًا وفكرة حصارها لن تمنعنا من التصوير بداخلها، بل على العكس فطالما المكان مؤمن من الداخل سوف نذهب ونعمل ولن نوقف صناعتنا لأنها مهمة وتفتح بيوت الآلاف.. وإذا تطور الوضع للعنف وهدد حياة فريق العمل سوف أقوم بتأجيل المشاهد بها لحين استقرار الأوضاع.
 
 
ولكن المشكلة ليست فى انقطاع التصوير الدرامى بقدر ما هى مشكلة فى استثمار البلد، فهذا المكان يعد رمزًا للإعلام وبه أغلب استوديوهات القنوات الفضائية الخاصة المصرية والعربية والحكومية وغيرها، وهى تدر دخلاً كبيرًا للبلد والاعتصام أمام أبوابها ليس حلاً للخلاف فى الرأى، فلو أنا مختلف مع أحد يجب أن أتناقش معه وأتحاور للوصول لاتفاق بدلا من التسبب فى قطع عيش المصريين.. ولو كان فكرهم أنهم سيضايقون الإعلام فمن السهل على أى قناة أن تنقل بثها لأى بلد آخر والإعلام أصبح مفتوحًا لكل الناس فى أى وقت، أما على مستوى الإنتاج الدرامى فالإنتاج الخاص قليل جدا لهذا العام ونحاول جذب مستثمرين من الخارج ووجود الاعتصامات والتظاهرات المستمرة ستمنع أى أحد من الاستثمار داخل البلد».
 

 
 
ونفى المنتج طارق الجناينى وجود أى مشاهد لمسلسليه «نحن لا نأكل الخرشوف» للفنانة يسرا و«نيران صديقة» لمنة شلبى ورانيا يوسف بداخل المدينة، ولكنه يرى أنه من سخرية القدر توتر الأحوال الأمنية فى الأماكن التى كان صناع الدراما يهربون إليها فى الفترة الماضية فى المدينة والمقطم.. وأكد قائلا: «لا يمكن لأى مسلسل أن يستغنى عن التصوير ولو مشهدين فقط داخل مدينة الإنتاج ولا يمكن الاستغناء عنها خاصة فى حالة الانفلات الأمنى كما أنها من الأماكن القليلة فى مصر التى تم صنع استوديوهاتها الإعلامية والفنية على أعلى مستوى، فلا يصح هدم كل كيانها وإيقاف العمل بها بسبب الاعتصامات».
 
وقال مهندس الديكور والمنتج عادل مغربى: «هناك عدة مشاهد خاصة بمسلسل «القاصرات» للفنان صلاح السعدنى سوف يتم تصويرها داخل المدينة بديكور الحى الريفى، وعلى الرغم من أنه ما زال الوقت مبكرا على الانتقال للتصوير هناك إلا أننا سوف نصر على التصوير حتى لو كانت بواباتها كلها محاطة بالمعتصمين، وهذه ليست المرة الأولى التى أقدم فيها عملاً يصور داخل المدينة تحت تهديد اعتصامات، فعندما حاصروها لأيام عديدة منذ عدة أشهر كنا ندخل ونخرج ولا يتعرض لنا أحد واستكملنا التصوير بداخلها.. والمشكلة أن المدينة ليست لها بدائل بالاستوديوهات الخارجية ومنها ديكور الحى الريفى والحى الشعبى والحى الإسلامى وغيرها».
 

 
وعلى الرغم من اعتراض المؤلف فداء الشندويلى على الاعتصامات أمام أسوار المدينة فإنه كان يتوقع هذا منذ البداية خاصة فى ظل ظروف العنف والمشاكل التى تمر بها مصر حاليا فهذا فى رأيه رد فعلطبيعى على حالة بلطجة الأحزاب السياسية المنتشرة حاليا.. وقال: «هناك مشاهد قد يتم الاستعانة بديكورات المدينة لتصويرها خلال مسلسل «آدم وجميلة» لحسن الرداد ويسرا اللوزى وعلى الرغم من أن هذا العمل لا يتم تحضيره لشهر رمضان، أى أنه يمكن تأجيل مشاهده، ومن يريد التصوير فى ظل هذه الظروف يجب أن يتحدى الصعاب داخل المدينة أو خارجها، وكل الاعتصامات أمام بوابات المدينة اعتقد أنها حتى الآن ستكون سلمية مثلما حدث فى اعتصام أولاد أبوإسماعيل فى الأشهر الماضية، فهم لم يتعرضوا للبوابة الخاصة بالفنانين وفريق العمل الدرامى ولكنهم كانوا يركزون على الإعلام.. ولو صار هناك أى مظاهر للعنف أمام أسوار المدينة سوف نقوم بتأجيل تصوير مشاهدنا لحين هدوء الأوضاع.
 
بينما يرى المنتج أحمد سمير أن التصوير بداخل مدينة الإنتاج مهم جدا بسبب الانفلات الأمنى الذى يعانى منه الشارع المصرى، حيث قد انتهى منتصوير بعض المشاهد الخارجية لمسلسله «رحلة فرعون» للفنان خالد صالح بالشارع المصرى داخل المدينة، ومن المقرر أن يعود لها خلال الأسابيع المقبلة لاستئناف التصوير الخارجى هناك.. وأضاف قائلاً: «مدينة الانتاج يميزها أنها مسورة مما يحمى الممثلين والمعدات، ولكن دون ذلك فلها بدائل أفضل من الشوارع المغلقة والأحياء الريفية فأنا أرى أن الأماكن الطبيعية أفضل من التصوير داخل ديكورات واستوديوهات، وإذا وجدت هناك مضايقات أثناء دخولى وخروجى للمدينة سوف نقوم بتأجيل التصوير بها أطول وقت ممكن لحين هدوء الأوضاع.
 

 
وأكد المنتج محمود شميس على اعتماد مسلسلى «العقرب» لنيكول سابا ومنذر رياحنة و«الشك» لرغدة ومى عز الدين على التصوير فى الأماكن الطبيعية كليا وعدم الاستعانة بأى مشهد داخل مدينة الإنتاج، وقال: «ليس معنى أننى ليس لى مشاهد هناك أننى من الممكن أن أرضخ لرغبة البعض فى ايقاف تصوير الأعمال الدرامية، فلو كان لى عمل بداخل المدينة كنت سأذهب واستأنف التصوير بشكل طبيعى، ولكن فكرة حصارها لن تضرنى أنا كمنتج بشكل أساسى خاصة أنها لها بدائل كثيرة فى الأماكن الطبيعية كما أن أغلب ديكوراتها والأحياء الخاصة بها تم حرقها فى عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية وأصبح هناك العديد من الاستوديوهات الفنية التى يمكنها أن تحل محلها بجدارة.
 
ومن جانبه قال اللواء محمود بركات رئيس قطاع الأمن بمدينة الانتاج: «استوديوهات المدينة تعمل بشكل جيد سواء الدرامية أو الإعلامية ونحن قمنا بتكثيف الحالة الأمنية بالاستعانة بقوة خارجية من وزارة الداخلية وبعض قوات الأمن المركزى لتأمين بوابات وأسوار المدينة جيدا.. كما أننا قمنا بتدشين حملات تفتيش وتحقيقات من شخصية كل من يدخل أو يخرج من المدينة، ولا يوجد أى استوديو أغلق منذ أول يوم للاعتصام ونفشل أى محاولات لاقتحام البوابات».
 

 
كما أضاف أن حركة التصوير الدرامى مستقرة حتى أن مسلسل «الراكين» للمخرج جمال عبدالحميد والفنان محمود عبدالمغنى قام بافتتاح أول أيام التصوير   ولن يحدث أي شيءيعيق استمرار الحياةالفنية داخل مدينةالإنتاج الإعلامى.