26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

«الألباستر».. موروث فرعونى لتحويل الأحجار إلى تحف فنية

صناعة «الألباستر».. حرفة الأجداد التى ورثها أبناء محافظة الأقصر عن الفراعنة، وأبدعوا فى نحت صخوره المستخرجة من محاجر صعيد مصر، وتحويلها لتحف فنية وديكورات راقية تزين المنازل. لذا لم يكن غريبًا على الشاب الأقصرى «رجب حسان» أن يترك عمله فى مجال دراسته ليمتهن حرفة والده كصانع للألباستر، ويضفى على منتجاته لمسة عصرية تناسب احتياجات الأسرة المصرية. والألباستر هى كلمة مصرية قديمة ومعناها الوعاء أو المزهرية الخاصة بالألهة باستيت، وهى ربة المرح والسعادة عند المصريين القدماء، وتطلق على صخر الرخام، الذى يسمى أيضًا بالمرمر، وقد استخدم قديمًا فى نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة، ويتواجد فى محاجر محافظات أسيوط والمنيا وقنا. يقول «حسان» إنه درس إرشاد سياحى وعمل لفترة من الوقت فى مجال السياحة، إلا أنه قرر تركها والتفرغ للعمل فى مشروع الألباستر، الذى أسسه والده وبدأ فيه كصنايعى إلى أن أصبحت تلك الصنعة مجال عمل العائلة. ويوضح طريقة صناعة منحوتات الألباستر قائلا: «هو نوع من أنواع الرخام، يتميز بألوانه الطبيعية، ويأتى إلينا من محاجر الصعيد، واشتهرت به مصر منذ أيام الفراعنة، الذين كانوا يستخدمونه فى حياتهم اليومية ويصنعون منه أطباق الطعام والتوابيت والتماثيل واقتصر استعماله على الملوك وكبار رجال الدولة، وقد توارثت الأجيال  صناعته على مر العصور، وخاصة أبناء الأقصر». ويضيف:  «يتم تقطيع الحجر بالمقاسات المرغوبة ويلى ذلك مرحلة تشكيله ثم التشطيب والصنفرة وأخيرا التلميع، موضحا أن لون الحجر أصفر أو أبيض، وحتى يتم تلوينه بألوان أخرى يتم وضع القطعة فى المياه، وعند درجة حرارة معينة يتم وضع اللون المرغوب به وتمتصه، ويصنع منه حوامل للشمع وفازات ولمبات إضاءة، فهو يتميز بقدرته على عكس الضوء بسهولة». ويشير إلى أنهم حريصين على تطوير الصناعة بما يتناسب مع متطلبات العصر، لذا تم إدخال عنصر الإضاءة إلى منتجات الألباستر، حتى لا تكون مجرد شكل جمالى فقط، ويكون لها فائدة وضرورة بالمنازل.