الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فيروس «تركياستان»

فيروس «تركياستان»

فى وقت تسيطر رهبة الفايروس كورونا على العقول وما يتبعها من اصابات ووفيات، يتناسى البعض والمعظم من المتابعين عدد ضحايا الارهاب، ليس فقط القتلى والجرحى نتيجة عملياته بل ايضا المصابين به والذين يتسببون يوميا بمقتل واصابة العشرات من المدنيين ومن الذين لا حول لهم ولا قوة، والأمر عائد إلى التركيز الاعلامى على قضية دون غيرها، وبالتالى تحويل اتجاه الراى العام إلى قضية هامة بالطبع لكنها قد تكون هامشية مقارنة بفايروس الارهاب الذى تقوم تركيا بنشره مستغلة الانشغالات الكثيرة التى تضرب دول المنطقة والعالم، وان كان العالم سيتخلص من كورونا كوباء بعد التوصل للقاح مناسب إلا أن فايروس الارهاب يحتاج لجهد اقوى واوسع وقد يكون اصعب من الحصول على مصفة طبية او لقاح، فلا لقاح لتنظيف العقول المسرطنة والموبوئة بالارهاب. فايروس الارهاب التركى لم يعد محصورا بمنطقة جغرافية واحدة، بل أصبح عابرا للحدود والقارات، وأصبح أشبه بالوباء الذى تصعب مهمة القضاء عليه او الحد من انتشاره كل ما مرت الساعات والأيام، فتركيا ومعها قطر الممول الاول للارهاب حول العالم، تقوم بعد انحسار وباء ارهابها فى مصر فى محاولة للتعويض عن الخسائر التى اصابتها بسقوط مشروعها فى مصر، وبدأت تركز دعمها باتجاه الفصائل الاخوانية - الارهابية التابعة لها فى سوريا، والتى أصبحت ورقة اردوغانية بامتياز، بدليل التلاعب بها وتغيير نقاط تمركزاتها فى سوريا وتديل اسمائها، وصولا إلى نقلها خارج الحدود السورية باتجاه ليبيا للحفاظ على الصعلكة الاردوغانية هناك والمتمثلة بحكومة غير شرعية تعتبر بالفعل وباء خبيث ينخر الجسم الليبى. وفى سوريا اليوم وضع شاذ فى محافظة إدلب، حيث استطاعت المخابرات التركية تجميع عناصرها الارهابية المنتمية الى جماعات عدة اخوانية الأصل والمنهج، كتنظيم القاعدة وتنظيم جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليا) وحراس الدين وأبناء القوقاز والحزبب التركستانى وتنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق (داعش) والجيش الوطنى السورى وبقايا الجيش الحر والجبهة الوطنية، باستغلال واضح للوضع السورى، من الناحية السياسية عبر استغلال مطالبات السوريين بتعديلات جوهرية على واقعهم المعيشى ومادى من خلال استغلال الفقر المدقع وانعدام فرص العمل وارتفاع نسب البطالة، فكونت وللأسف جيشا من الموالين لها يأتمرون بأوامر ضباط المخابرات التركية. وما يجب وصفه بالمخزى، ان ابناء سوريا من الموالين لمشروع الاخوان المسلمين ودولة تركيا الحديثة باعوا وطنهم الأم سوريا، ويرفعون العلم التركى ويعممون اللغة التركية كلغة أساسية فى مدارس مناطق نفوذهم ويرفعون صور أردوغان بمبايعة تامة وتنفيذ واضح وصريح لمبدأ «السمع والطاعة» الذى سمح بالأساس لعصابة الإخوان المسلمين بالانتشار والتوسع فى القواعد الشعبية ليس فقط فى مصر بل فى سوريا ولبنان وتركيا وقطر وبعض البلدان الأخرى، وقد يستغرب البعض من إدراج لبنان فى هذه القائمة، لكن الوقائع تثبت تورط تركيا وقطر فى لبنان عبر دعم جماعات سياسية ومسلحة لتوتير الأجواء فى لبنان لصالح المحور القطرى - التركى - الايراني.  لا يوجد سبيل لإنقاذ شعوب المنطقة من هذا الفيروس المتحول لوباء، إلا من خلال الوصفة المصرية، أى بملاحقة واعتقال ومعاقبة العناصر الإخوانية ومعها من يتبعها من أذناب، والتخلص من ركائز التنظيم الفعلى أى الجناح العسكرى والذى يعد من أكثر التنظيمات تنظيما حول العالم، بالإضافة طبعا إلى اجتثاث مواطن التجنيد الاساسية ووقف مصادر التمويل الذى يغرى ضعاف النفوس، والأهم القضاء على الفتاوى المعلبة التى حرفت وشوهت الدين الاسلامى الجميل بمعانيه وشريعته، والذى تم تبديل الصورة السمحاء لوجه قبيح ملتحى يرتدى الجلباب بيد ماسطة السيف وقلب متعطش للدماء. هذا المقال هو الاول لى عبر هذا المنبر الوطنى بامتياز، ويعتبر تمهيدا لما يليه من مقالات تعايش الواقع الذى فرض علينا بسبب الفايروس التركى فى بلداننا العربية والشرق اوسطية، وهى مقدمة لا بد منها وان كانت مختصرة جدا للتعرف على سبب اسباب انتشار فايروس الارهاب فى المنطقة رغم محاولات التجميل التركية - القطرية المستمرة.