الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى الذكرى الـ 58 لرحيله أنور وجدى.. «ملك الاستعراض ..صانع البهجة»




 
«صانع البهجة» النجم الذى صعد سلم المجد من القاع حتى وصل إلى قمة لم يسبقه إليها أحد ولم يلحقه بها حتى الآن... إنه الفنان أنور وجدى أو محمد أنور الفتال الذى ولد فى 11 أكتوبر 1911 لأبوين سوريين عاشا بالقاهرة.. وقاسى كثيرا فى بداياته الفنية بدرجة لا يحتملها إلا المؤمن بأن هناك ما ينتظره.. عانى فى بداية حياته الفقر لدرجة جعلته يتمنى الثراء مقابل فقدان صحته وكافح إلى أن أصبح نجم نجوم زمانه لتكتمل قصته الدرامية بأن ينقلب حاله ويتمنى قبل وفاته أن يأخذ الله جميع أمواله مقابل قدرته على تناول ساندوتش فول..ورحل فى 14 مايو 1955 تاركا خلفه تراثا فنيا تأليفا وتمثيلا واخراجا وانتاجا واكتشافا للنجوم وتزوج «أمير الانتقام» ثلاث مرات أشهرها ليلى مراد ثم ليلى فوزى حبه الأول ولم ينجب لأسباب صحية وتميزت شخصيتهبالجرأة حيث اكتشف المواهب واخترق عالم الأفلام الاستعراضية وكان أول نجم يقبل أن تشاركه البطولة طفلة بل ويحمل الفيلم اسمها ومن بينها «دهب»، «ياسمين» فى هذا الملف تحدث شركاء نجاحه وصناع الفن عن «سره» و«عبقريته» والإساءة له فى كل السير الذاتية التى ظهر فيها بدلا من تكريمه.
 
 
 
 
 
سميحة أيوب: تمتع بذكاء فنى.. وأبهرتنى شخصيته الراقية
 
على الرغم أن الفنانة سميحة أيوب لم يجمعها سوىعمل واحد مع أنور وجدى وهو فيلم «الوحش» إلا أنها لمست فى هذه التجربة مدى الذكاء الفنى لأنور وجدى فى اختيار الأدوار التى «تساير الموجة» وتناسب احتياجات الناس وتناقش القضايا التى تشغل الرأى العام، وتقول سميحة أيوب: تعاونت مع أنور وجدى سنة 1954 من خلال فيلم «الوحش» وكنت فى بداية حياتى الفنية ولم يتعد عمرى وقتها 20 سنة وعندما عرض على الفيلم سعدت به جدًا لأن أنور وجدى هو فتى الشاشة الأول ومعشوق النساء وانبهرت بشخصيته فقد كان إنسانًا جميلا وظريفًا ومهذبًا لأبعد الحدود وكان يتعامل معى برقى شديد فزاد احترامى له.
 
وأضافت أيوب أن أنور وجدى كان يتمتع بذكاء فنى واصرار على تقديم كل الأدوار ففى فترة الأربعينيات انتشرت موجة الأفلام الاستعراضية فساير الموجة وبرع فى هذه النوعية من الأفلام وقدم أعمالا أخرى بها مساحة تمثيل كبيرة وموضوعها جاد مثل «ريا وسكينة» تلك القصة الشهيرة التى شغلت الرأى العام مثل قضية خط الصعيد المعروفة فى هذا الوقت والتى تناولها فى فيلم «الوحش» جسدت أنا فيها دور زوجة ضابط الشرطة التى يطارد لصًا وقاتلا غير معروف وأيضا لا تنس له فيلم «أمير الانتقام» الذى اقتبسه عن قصة «اللورد دى موندكريستو» العالمية وهذا هو التنوع الذى أتحدث عنه والذى جعله لا يسجن موهبته فى نوعية واحدة من الأدوار.
 
 
 
 
بعد إصابته بالسرطان محفوظ عبد الرحمن تمنى التنازل عن ثروته مقابل صحته
 
وصف السيناريست محفوظ عبدالرحمن الفنان أنور وجدى بأنه كان «أسطورة السينما» فى عصره وأن كل من تعامل معه من مخرجين ومؤلفين وفنانين وعمال يشيدون بقدراته وذكائه وبراعته وهذا ما سمعه عندما دخل الوسط الفنى فى أوائل الستينيات من بعض الأشخاص المقربين له عن انطباعاتهم عن انسانية أنور وجدى.
 
وقال عبد الرحمن: استطاع وجدى أن يسيطر على السينما الاستعراضية من منتصف الأربعينيات حتى منتصف الخمسينيات وعندما قدمت مسلسل «أم كلثوم» لم أجد تفاصيل كثيرة عن حياة أنور وجدى ففضلت أن يظهر فى مشهد واحد أثناء اشتراكه مع أم كلثوم فى تقديم فيلم «فاطمة» سنة 1945م والذى افتخر بالتعامل معها فى عدة لقاءات صحفية وعن ظهوره بشكل يدل على حبه للمال قال أن هذا جزء من شخصيته التى يعتبرها البعض شطارة.
 
وأشار عبد الرحمن إلى أنور وجدى تعرض فى نهاية حياته لمأساة عندما أصيب بمرض سرطان المعدة الذى منعه من تناول أطعمة كثيرة فتمنى أن يرجع به الزمن ويتنازل عن أمواله فى مقابل أن تعود له الصحة. وعن فكرة تقديم حياة أنور وجدى فى مسلسل على غرار أم كلثوم وليلى مراد وصباح أكد عبد الرحمن أن هذه القضية مرتبطة بتوافر المعلومات الموثقة التى تظهر الشخصية الحقيقية لأنور وجدى دون الاساءة إليه .
 
 

 

 
مجدى صابر: لم أسئ إليه فى «قلبى دليلى» وعلاقته بليلى مراد كان يشوبها المصلحة
 
يرى السيناريست مجدىصابر مؤلف مسلسل «ليلى مراد» أن أنور وجدى ظاهرة فنية لم تشهدها مصر وأن حياته مليئة بالأحداث التى تصنع 10 مسلسلات.
 
وقال صابر: أنور وجدى فنان حتى النخاع ومعجون بالفن فقد دخل الوسط الفنى وعمره 15 سنة وعمل كومبارس بمسرح يوسف وهبى وحاول الهروب لأمريكا على إحدى المراكب لكنه فشل حيث تمنى أن يذهب لهوليوود وأنه استطاع أن يتحول من مجرد فنان صغير يقوم بأدوار ثانوية إلى فتى الشاشة الأول ومعشوق النساء حيث قدم عدة أفلام مهمة فى بدايات السينما المصرية أهمها فيلم «العزيمة».
 
وأشار صابر إلى أنه من خلال المراجع التى قرأها عن حياة أنور وجدى وليلى مراد اكتشف أن علاقتهما ببعض كان يشوبها شىء من المصلحة وقيل أنه كان لا يدفع لها أجرها عن الأفلام التى قدمتها معه وقام بإنتاجها وإخراجها وأنه كان يسعى دائمًا لكسب المال ولا يحبها أن تعمل مع غيره.
 
وأكد صابر أن واقعة خيانة أنور وجدى لليلىمراد مع إحدى الأجنبيات والتى جاءت ضمن أحداث مسلسل «قلبى دليلى» معلومة موثقة من خلال شهود وهذا ما جعله يضعها ضمن الأحداث وأنه لم يسئ لشخص وجدى خلال المسلسل وإنما أظهر علاقته الحقيقية بليلى مراد.
 

 
فداء الشندويلى: وقع فى حب صباح ووالدها رفض زواجهما
 
يرى السيناريست فداء الشندويلى مؤلف مسلسل «الشحرورة» أن أنور وجدى كان عاطفياً جدا خاصة فى علاقته بالفنانات التى يتعاون معهن فى الأفلام وخير دليل على ذلك قصة الحب التى جمعته بالمطربة صباح بعد فيلم «القلب له واحد» لكن والدها وقف فى وجه هذا الحب وطلب منه مهراً كبيراً وكان أنور وجدى فى هذا الوقت مازال فى بداية طريقه وعندما عرض أنور على صباح الزواج بعيداً عن اسرتها رفضت وهذه المعلومة حصل عليه من خلال مذكرات صباح وظهرت فى مسلسل «الشحرورة».
 
وأضاف الشندويلى أنه لم يجد كتباً عن حياة أنور وجدى يستعين بها أثناء كتابته مسلسلصباح لأن المادة التاريخية عنه بسيطة وإنما استعان بمذكرات عدد من الفنانين الذين تعاملوا معه والتى وثقت لحبه للفنانة صباح قبل ارتباطه بعد ذلك بليلى مراد.
 

 

 
 
النقاد: كمال الشناوى ظلمه فى «طريق الدموع»
 
 
أجمع النقاد على أن موهبة أنور وجدى وذكاءه لم يتكرر فى تاريخ السينما المصرية وأنه بجانب أنه كان ممثلاً بارعًا وفتى الشاشة الأول فى عصره إلا أنه يحسب له اكتشاف مواهب مثل فيروز ونيللى وتقديمه أنجح الأفلام الاستعراضية فى تاريخ السينما المصرية.
 
 
يقول الناقد محمود قاسم: بدأ الراحل أنور وجدى مشواره السينمائى سنة 1931 بتقديم أدوار ثانوية أشبه بأدوار الكومبارس فى مسرح يوسف وهبى وصعد سلم النجومية درجة درجة حتى أصبح الممثل رقم واحد فى مصر منذ أوائل الأربعينيات وحتى وفاته فى منتصف الخمسينيات وتفوق على منافسيه مثل حسين صدقى ومحسن سرحان وتعتبر المرحلة التى تزوج فيها ليلى مرادهى أنجح وأقوى مرحلة فى حياة النجمين و كمنتج ذكى رأى أن موجة الأفلام الاستعراضية هى السائدة فى هذا الوقت فأبدع فى هذه النوعية من الأفلام ووفر لها كل الإمكانات لذلك لا ننسى أفلام مثل «قلبى دليلى» و«عنبر».
 
 
وأشار قاسم إلى أن السير الذاتية التى ظهر فيها أنور وجدى مثل قلبى دليلى، الشحرورة، أم كلثوم ظلمته وأظهرته بشكل كاريكاتيرى وأنه لا يحب إلا نفسه وهذا يرجع لعدم وجود مراجع كافية عن حياته حتى عندما قام الفنان كمال الشناوى بتقديم قصة حياة أنور وجدى بعد وفاته بخمس سنوات من خلال فيلم «طريق الدموع» وقامت صباح بتجسيد ليلى مراد وليلى فوزى جسدت دورها الحقيقى كزوجة لأنور وجدى وأخرجه حلمى حليم أظهر هذا الفيلم أنه أسوأ رجل فى الدنيا.
 
 
من جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس أن أنور وجدى يحسب له اكتشاف عددًا من النجوم مثل فيروز ونيللى بجانب براعته فى تقديم الأفلام الاستعراضية التى أظهرت مواهب ليلى مراد فى الغناء والتمثيل بشكل كبير.
 
 
موضحة أن تأخر إنتاج عمل درامى يجسد شخصية وجدى ليس تقليلاً منه فهناك شخصيات أخرى كبيرة كالمطرب والموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب لم يتم إنتاج عمل درامى له وإنما يعود إلى فقر فى الدراما حيث أن الإنتاج الدرامى عقب الثورة أصبح محدودًا ولا يوجد تخطيط لهذه الأعمال بدء من الشخصيات الأكثر فالأقل تأثيرًا لأن السير الذاتية يتم عملها من خلال اجتهاد أشخاص أو مؤسسات.
 
 
وتابعت أن شخصية وجدى فيها الكثير من الغموض باستثناء عمله فقط أما حياته الخاصة غير واضحة مثلا أنه من أصل سورى، كان فقيرًا جدًا لدرجة أنه تمنى من الله «أن يمرض مقابل أن يعطيه الله المال الكثير، وحينما استجاب الله لدعوته وأصبح غنيًا ومريضًا كان ينظر للفقير ويتمنى أن يأكل مثله رغيف الفول».
 

 
 
أشهر أفلام أنور وجدى
 
■ فيلم «ليلى بنت الفقراء» بطولة ليلـــــى مراد - انتاج 1945 .
 
■ فيلم «قلبى دليلى» بطولة ليلى مراد انتاج 1947 .
 
■ فيلم «فاطمة» بطولة أم كلثوم انتاج 1947 .
 
■ فيلم «غزل البنات» بطولة ليلى مراد انتاج 1949 .
 
■ فيلم «أمير الانتقام» بطولة مديحة يسرى انتاج 1950 .
 
■ فيلم «أربع بنات وضابط» بطولة نعيمة عاكف 1954.
 
■ «الوحش» بطولة سامية جمال، انتاج 1954 .