الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مرسي» مع «مجلس الحرب»




في الوقت الذي يتحفظ فيه الجيش عن الحديث في عملية «خطف الجنود» حيث أدارت الرئاسة هذه الأزمة منذ بيانها الأول للمساواة في التعامل بين «الخاطف والمخطوف» في الحفاظ علي حياتهم وبعد إذاعة الفيديو الذي وضع أمام المصريين جميعا خيارًا واحدًا لا بديل عنه وهو استخدام «القوة» ليكون هؤلاء الخاطفين عبرة لمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأفعال الإجرامية الشائنة، جاء المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم الرئاسة السفير «عمر عامر» ليتراجع ويصحح العبارة التي أغضبت كل المصريين وهي المساواة بين المجرمين والمخطوفين ليعلن المتحدث بأنه لا يمكن المساواة بينهم.. جاء هذا بعد عشية يوم سابق اجتمع فيها الرئيس مرسي مع القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورئيس الأركان الفريق صدقي صبحي ورئيس هيئة العمليات محسن الشاذلي ورأفت شحاتة رئيس المخابرات العامة ووجود الأربعة مع الرئيس لا يعني إلا شيئا واحدا أن العملية العسكرية هي الحل وشواهدنا في ذلك هي أن رئيس هيئة العمليات هو الذي يضع خطة العملية والتي يمكننا أن نطلق عليها «X» حتي إشعار آخر.

ولعل رجوع «عامر» عن المساواة بين المجرم والضحية إنما جاء بعد علم الرئاسة بأنه لا يمكن بأي حال القيام بأي عملية عسكرية إلا وأن يكون هناك قتلي من كل الأطراف بما فيهم القوات نفسها التي ستقوم بالعملية لأن الإرهاب لن يقف مكتوف الأيدي أمام القوة العسكرية ولكن مهارة «قواتنا الخاصة» -صاعقة ومظلات- نعول عليها في أن تكون الخسائر بأقل ما يمكن وترجع قواتنا وجنودنا سالمين.. وهذه العملية سوف تتطلب إبعاد السائحين عن مسرح العمليات المنتظر وأيضا استعداد شيخ الأزهر والمفتي وممثلي الكنائس لتأهيل المجتمع لتقبل ما يمكن أن ينتج عن «العملية العسكرية» ولذلك اجتمع الرئيس بكل هؤلاء ومعهم وزير الإعلام للإعداد المعنوي للعملية ونتائجها.
ويأتي ما سبق في إطار ما يمكن أن نطلق عليه عدم وجود أي نوع من التفاوض قد حدث ولكن وكما جاء من أحد مصادرنا في الخدمة السرية بسيناء بأنها كانت اتصالات بشكل فردي وغير رسمية ولا ترقي إلي التفاوض وأنه حتي إذاعة الفيديو المهين لم تكن الجهة الخاطفة قد أعلنت عن طلباتها مقابل تحرير الجنود وأن أول إعلان كان من خلال المخطوفين والمهددين بالسلاح لتلقينهم كلاما بعينه يذكرونه دون إعطائهم فرصة حتي نفهمه.
وأضاف مصدرنا أن الفيديو أكد للجهات الأمنية أن الجنود في سيناء وذلك من خلال وضع «بطانية» لإخفاء حائط الحجرة الذي إذا ما تم ظهور تم الوصول إلي مكان المختطفين في الحال وتحديد مكانهم بالضبط وأيضا الكاميرات التي قامت بالتصوير هي كاميرا احترافية ودليل ذلك أن الخاطفين محترفون ومدعمون من جهات أو جماعات لها باع في ذلك.