الإسراء والمعراج بين النبوءة القرآنية والنبوءة التوراتية
روزاليوسف اليومية
لقد جمعت أوائل سورة «الإسراء» حادثة الإسراء وهى الرحلة العجيبة التى كان بطلها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والإسراء السير ليلا والمقصود به ما كان من انتقال النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس فى لا زمن حينما يكون الذى أدار هذه الرحلة هو الله تعالى القوى العزيز - الذى لا يحتاج فعله إلى زمان أو مكان ولا يتوقف عليهما - «سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» - الإسراء-.
أما رحلة المعراج فهى التى تلت الإسراء ومعناها العروج إلى أعلى ويقصد به ما كان من ارتفاع النبى إلى العالم العلوى حتى وصوله وبلوغه سدرة المنتهى مرورا بالسموات السبع فى مهرجان حافل بالترحيب والإجلال من الملائكة المطهرين والأنبياء قادة العالمين حتى بلوغ سدرة المنتهي المكان الذى تنتهى عنده علوم الخلائق، هو بقعة من الإمكان - إمكان رؤية الله تعالى حيث لا زمان ولا مكان ولا أين ولا كيف، ورد ذلك فى سورة «النجم».
«ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى - النجم - الآيات 13 - 16»
والملاحظ أن آيات سورة الإسراء قطعت شوطا مع بنى إسرائيل بداية ونهاية هذا الكيان الذى قام على المزاعم والأساطير والنبوءات ففى نبوءة التوراة التى أقاموا عليها دولة إسرائيل فى العصر الحديث قول الله لإبراهيم «لنسلك أعطى هذه الأرض من النيل الكبير إلى الفرات».
تحولت هذه النبوءة إلى مستند لقيام هذه الدولة الصهيونية العنصرية تلك الدولة الدينية وهم الذين لا يزالون تتفتح أبواقهم الإعلامية لتقبيح وتبشيع الدولة الدينية.
قامت الصهيونية فى القرن التاسع عشر تزعم أن اليهود شعب الله المختار وأنهم قدر كونى لابد أن يتحقق لكى تتحقق معه إرادة الله.. وللنبوءة تفاصيل أخرى يحتالون لإيقاعها ليجدوا تأصيلا عقائديا لوجودهم مثل هدم المسجد الأقصى وقيام الهيكل المزعوم نهاية بنزول المسيح بعد حرب كونية يفنى معها العالم ليرفع المؤمنين به إلى السماء حتى تتطهر الأرض ليعيشوا الألفية السعيدة ألف عام من السعادة بعد نهاية العالم، والمؤمنون بالمسيح هم كل من عاون اليهود على إنفاذ وتحقيق هذا الوعد وللأسف آمن بهذه النظرية ساسة وقادة العالم بل أصبحوا دراويش للصهيونية العالمية، واستعانت الصهيونية بالأموال والتغلغل الإعلامى والسياسى فملكت العقول والقلوب بل والأجساد لتحقيق العلو الكبير الذى ذكره الله تعالى فى نبوءة القرآن الكريم، حينما أصبحت الصهيونية العالمية تسيطر على مواقع صنع القرار بحيث يعد عاصيا لإرادة الله كل من يحدث حدثا من شأنه أن يدين أعمالهم وممارساتهم.
والنبوءة التوارتية من النيل إلى الفرات نبوءة صادقة ولكن من هم نسل إبراهيم من المقصودون بهذا الدعد فنحن نسل إبراهيم أبناء إسماعيل عليهما السلام، ولقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم تحقيقا لهذه الرؤية فى رحلة المعراج.
يقول: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل تلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فقال: هذه سدرة المنتهى - قال: وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذا يا جبريل قال: أما الباطنان فنهران فى الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات.
ومما يلفت النظر الآن أن الجدل الدائر حول مياه النيل ومسألة السدود، محاولة للإلتفاف على ما أخبرنا به رسول الله صلي الله عليه وسلم خاصة بعد التوغل الصهيونى فى العراق بعد الحرب الغاشمة التى والغير مبرر قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها تلبية للرغبة الصهيونية وذلك للوجود الصهيونى حول الطرف الأول من النبوءة وهى نهر الفرات، ثم الآن محاولة السيطرة على منابع النيل وهى تعلم أن السيطرة الكاملة والاستعمار التقليدى الكامل شبه مستحيل فتلجأ إلى السيطرة الرمزية بمعنى التحكم فى هذه الشرايين الحيوية.
فهل يعلمهم الرب والمسلمون طبيعة الصراع مع هذا الكيان؟