السبت 2 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«هيومان رايتس ووتش».. الحظيرة الإخوانية!

تحولت من الدفاع عن حقوق الإنسان للدفاع عن الإرهاب بأموال قطر

«هيومان رايتس ووتش».. الحظيرة الإخوانية!

تكمن أهمية ثورة ٣٠ يونيو فى أنها كشفت الغطاء السياسى والتنظيمى عن جماعة الإخوان الإرهابية، بل أن هذه الثورة أجبرت التنظيم على استدعاء حقيقة ذاته عندما مارس الإرهاب والعنف الذى كان مؤجلا التزاما بالتكليف التنظيمى، ولما صدر الأمر بإطلاق العنف تم استخدام كامل رصيد هذا العنف المتأصل فى نشأة أعضاء التنظيم وفِى عقيدتهم الفكرية.



 ثورة ٣٠ يونيو أفرزت كيانا وطنيا عنوانة «دولة ٣٠ يونيو»، التى تجسدت فيها فكرة الدولة الوطنية بوضوح شديد وهى الفكرة التى لا يمكن أن يعيش التنظيم فى وجودها، لتستمر عملية الكشف عن حقيقة التنظيم وصولا لرفع الغطاء الإنسانى عنه، وبالتالى كانت حقيقة أن التنظيم الإخوانى خطر على الإنسانية هى أهم إفرازات ثورة الدولة المصرية.

■ ■ ■

هنا تكمن خطورة الفكرة الإخوانية من واقع قدرتها على تجاوز إنسانية حاملها، أى أن التجربة العملية تقول إنه ليس هناك إخوانيا مسالما ولا إرهابيا.. فقط هناك إخوانى مكلف!

اليوم ينفذ التكليف بالتبسم فى وجهك من أجل استقطابك أو تحييدك، وغدا يقتلك تنفيذا للتكليف الإخوانى أيضا إذا ما خالفت فكرة واعتقاده وفِى الحالتين هو نفس الشخص.

الفكرة الإخوانية ضد الإنسانية لسببين وهما:

- قدرتها على تحويل أعضائها من أشخاص إلى شخوص تفتقد مقومات الشخصية الإنسانية من خلال قدرة مدهشة على ممارسة السلوك وعكسه فى لحظة زمنية قصيرة إذا ما صدر التكليف بذلك.

- إنها تبيح القتل دفاعا عن التنظيم وأصنامه وقد رأينا ذلك وهم يطلقون النيران على المواطنين الذين تجمعوا حول مكتب الإرشاد مساء ٣٠ يونيو فأردوا عددا غير قليل ما بين قتيل وجريح.

هذه الحقائق التى أفرزتها التجربة مع الإخوان على مدار السنوات الست الأخيرة أثبتت أن الفكرة الإخوانية لا تستقيم مع الفطرة الإنسانية السليمة، وبالتالى فإن أى حركة إخوانية فى اتجاه ما يسمى بملف حقوق الإنسان هى حركة تجافى المنطق لأنها منطلقة من داخل كيان لا يؤمن بقيمة حياة الإنسان بل يراها أدنى من مستوى وجود التنظيم حتى ولو على حساب حياة أعضائه أنفسهم.

■ ■ ■

 خطورة الفكرة الإخوانية تتمدد عند اتصالها بأى كيان خارج جسم التنظيم فينسحب عليه سريعا حالة من افتقاده التدريجى لإنسانيته من جراء المخالطة مع أعضاء الإخوان الذين تسللوا إليه ونفذوا عملية احتلال إخوانى للسيطرة عليه واستخدامه للدفاع عن فكرتهم اللاإنسانية. 

يتجلى هذا النموذج بوضوح فيما حدث لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» التى تحولت بفعل التمويل القطرى من كيان للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أداة إخوانية للدفاع عن وجود التنظيم الذى هو أساسا ضد وجود الإنسان طالما أنه ليس إخوانيا.

ليست فقط عملية لتسييس قيمة حقوق الإنسان بل جريمة تمت لإفراغ المنظمة من أى مضمون إنسانى.

بمرور الوقت تحولت «هيومان رايتس ووتش» إلى شعبة إخوانية لا تدافع عن الإخوان من منطلق إنسانى بل تدافع عن الفكرة الإخوانية التى تبيح القتل من واقع عملية توحد مع هذا التنظيم. ■ ■ ■

تنفيذا للتكليف الإخوانى اتجهت «هيومان رايتس ووتش» التى تحولت إلى حظيرة إخوانية، اتجهت نحو إعادة الصياغة الإعلامية لجرائم الإخوان ومجرميها، أى أنها بدأت حملة ممنهجة لإعادة التكييف القانونى لجرائمهم واستبداله بتكييف إعلامى زائف، فأصبح المحكوم عليه «معتقلا». وتحول الإرهابى إلى «سجين رأى»!

كل ذلك بهدف خلق حالة استعداء للدولة المصرية وإضفاء أغطية حقوقية على الممارسات الإرهابية الإخوانية.

عدوى اللاإنسانية الإخوانية انتقلت إلى جسم المنظمة فأفقدتها قيمتها الأخلاقية وحولتها إلى لجنة إخوانية إلكترونية.

■ ■ ■

تتجاوز المنظمة الأسيرة إخوانيا قواعد الحياد والمنطق فتجدها بفعل المال القطرى قد أسندت ملف مصر للإخوانيين التنظيميين إبراهيم عبدالمنعم متولى، وسلمى أشرف عبدالغفار، لتتحول حرفيا إلى مكتب من مكاتب التنظيم الدولى، وتتحول تقاريرها إلى نشرات إخوانية تفتقد حتى لمهنية الصياغة أو لمنطقية القضايا المعروضة.

لقد أدى ارتباط المنظمة بالحالة الإخوانية إلى تسطح معلوماتى فيما تعرضه من تقارير، وإلى تورطها فى حالة تلفيق ممنهج وصل إلى حد التبرير الصريح لجرائم إرهابية ارتكبها أعضاء التنظيم. وبفعل الأداء الإخوانى داخل المنظمة تحول  العمل المسلح إلى نوع من المعارضة التى تبيح القتل كنوع من أنواع الاتصال السياسى.

■ ■ ■

الانحراف السياسى والإنسانى للمنظمة الحقوقية جاء عقب اندماجها كأحد أدوات المكتب الإعلامى التابع للتنظيم الدولى فى أسطنبول والذى ساهمت فى تأسيسه الهاربة سلمى أشرف عبدالغفار. وبفعل العبث الإخوانى تحولت  المنصات الإعلامية والمنظمات الحقوقية إلى روافد لكيانات إرهابية صريحة خاصة بعد الدخول المكثف للتمويل القطرى لتلك المنظمات وتحديدًا «هيومان رايتس ووتش»، لنكون أمام حالة كاشفة لمنظمة أصبحت تُمارس البغاء السياسى المعلن مع مصادر التمويل دون تمييز.

■ ■ ■

الاحتلال الإخوانى لـ»هيومان رايتس ووتش» جاء مدعومًا بتمويل قطرى ضخم بدأت تفاصيله خلال اللقاء الذى جمع أمير الإرهاب «تميم بن حمد» مع المدير التنفيذى لها «كينث روس» بمدينة نيويورك  الأمريكية منذ ثلاث سنوات، حيث عقدت صفقة الدماء فتحولت المنظمة من مهمتها للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أداة إخوانية تبرر جرائم من يقتل هذا الإنسان .

ومن خلال نهج مكثف يعتمد على إحداث ضغوط دولية على مصر باستخدام التأثير التراكمى للحملات المشبوهة والموظفة إخوانيا دخلت «سارة ليا واتسون»  المديرة التنفيذية لشئون الشرق الأوسط بالمنظمة على خط التمويل القطرى وكانت أول من وضع خطة المظلومية الإخوانية بعد فض اعتصام رابعة الإرهابى المسلح.

■ ■ ■

لقد فقدت المنظمة الحقوقية الدولية شرفها بفعل حالة الاغتصاب الإخوانى الطوعى لها، فتحولت إلى منصة إخوانية صريحة تدافع عن الإرهاب فكرًا وتنفيذًا وتنظيمًا، وسطرت نظرية أصبحت حقيقة دامغة بأن منظمات حقوق الإنسان يمكن جدا أن تتحول لحظائر وأفنية وواجهات لجماعات الإرهاب طالما أن ذلك يضمن تدفق التمويل الحرام.