وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عينى
روزاليوسف اليومية
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عينى وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرءاً منْ كلّ عيبٍ كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ منيرٌ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ
ولا تنمحى الآياتُ من دارِ حرمة ٍ بها مِنْبَرُ الهادى الذى كانَ يَصْعَدُ
ووَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقى مَعَالِمٍ، وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ
معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها أتَاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ، وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ فى التُّرْبِ مُلْحِدُ
ظللتُ بها أبكى الرسولَ، فأسعدتْ عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسى تبلَّدُ
مفجعة ٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ، فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ
وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ، وَلكِنّ نَفسى بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها على طللِ القبرِ الذى فيهِ أحمدُ
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
وبوركَ لحدٌ منكَ ضمنَ طيباً، عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ
تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً، عشية َ علوهُ الثرى ، لا يوسدُ
وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ، وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ
يبكونَ من تبكى السمواتُ يومهُ، ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
تَقَطَّعَ فيهِ منزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ، وَقَد كان ذا نورٍ، يَغورُ ويُنْجِدُ
يَدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدى بِهِ، وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُرْشِدُ
إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً، معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
عَفُوٌّ عن الزّلاّتِ، يَقبلُ عُذْرَهمْ، وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ
وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ، فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ
فَبَيْنَا هُمُ فى نِعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ دليلٌ به نَهْجُ الطّريقَة ِ يُقْصَدُ
عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى ، حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
عطوفٌ عليهمْ، لا يثنى جناحهُ إلى كَنَفٍ يَحْنو عليهم وَيَمْهِدُ
فَبَيْنَا هُمُ فى ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً، يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها، لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها فَقِيدٌ، يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ
وَمَسْجِدُهُ، فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ، خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ دِيارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْعٌ، وَموْلِدُ
فَبَكّى رَسولَ الله يا عَينُ عَبْرَة ً ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يجمدُ
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمة ِ التى على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ
فَجُودى عَلَيْهِ بالدّموعِ وأعْوِلى لفقدِ الذى لا مثلهُ الدهرِيوجدُ
وَمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ، ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ
أعفَّ وأوفى ذمة ً بعدَ ذمة ٍ، وأقْرَبَ مِنْهُ نائِلاً، لا يُنَكَّدُ
وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ، إذا ضَنّ معطاءٌ بما كانَ يُتْلِدُ
وأكرمَ حياً فى البيوتِ، إذا انتمى ، وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ فى العلى دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ
وأثْبَتَ فَرْعاً فى الفُرُوعِ وَمَنْبِتاً، وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ
رَبَاهُ وَلِيداً، فَاسْتَتَمَّ تَمامَهُ على أكْرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ
تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ، فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ
أقُولُ، ولا يُلْفَى لِقَوْلى عَائِبٌ منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ
وَلَيْسَ هَوَائى نازِعاً عَنْ ثَنائِهِ، لَعَلّى بِهِ فى جَنّة ِ الخُلْدِ أخْلُدُ
معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ، وفى نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ
اللَّهُ أكرمنا بنصرِ نبيه ،
اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه، وبنا أقامَ دعائمَ الإسلامِ
وَبِنا أعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتَابَهُ، وأعزَّنَا بالضّرْبِ والإقْدَامِ
فى كلّ معتركٍ تطيرُ سيوفنا فيه الجماجمَ عن فراخِ الهامِ
ينتابنا جبريلُ فى أبياتنا، بفرائضِ الإسلامِ، والأحكامِ
يتْلو علينا النُّورَ فيها مُحْكماً، قسماً لعمركَ ليسَ كالأقسامِ
فنكونُ أولَ مستحلِّ حلالهِ، وَمُحَرِّمٍ لله كُلَّ حَرَامِ
نحنُ الخيارُ منَ البرية ِ كلها، وَنِظَامُها، وَزِمامُ كلّ زِمَامِ
الخائضُو غَمَرَاتِ كلّ مِنيّة ٍ، وَالضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأيّامِ
والمُبْرِمونَ قوَى الأمورِ بعزْمهمْ، والناقضونَ مرائرَ الأقوامِ
سائِلْ أبا كَرِبٍ، وَسائلْ تُبّعاً، عنا، وأهلَ العترِ والأزلامِ
واسألْ ذَوى الألبابِ عن سَرَواتهم يومَ العهينِ، فحاجرٍ، فرؤامِ
إنا لنمنعُ منْ أردنا منعهُ، ونجودُ بالمعروفِ للمعتامِ
وَتَرُدُّ عَافِيَة َ الخَمِيسِ سيوفُنا، ونقينُ رأسَ الأصيدِ القمقامِ
ما زَالَ وَقْعُ سيوفِنا وَرِماحِنا فى كلّ يومٍ تجالدٍ وترامِ
حتى تركنا الأرْضَ حَزْنُها، منظومة ً منْ خيلنا بنظامِ
وَنجا أرَاهِطُ أبْعَطُوا، وَلَوَ أنّهم ثَبَتُوا، لمَا رَجَعوا إذاً بسلامِ
فَلَئِنْ فخَرْتُ بهمْ لَمِثْلُ قديمِهمْ فَخَرَ اللّبيبُ بِهِ على الأقْوَامِ