السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استعداد السماء والأرض للشهر الكريم




 
مع قدوم شهر رمضان الكريم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعد وأصحابه والسلف الصالح من الأمة والذى نحن مأمورون باتباعهم - بقدوم رمضان؟
 
لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا جاء رمضان استعد لله، لا بالمأكل ولا بالمشرب، ولا بالزينة.. فقط، بل بالطاعة والعبادة والجود والسخاء، فإذا هو مع الله العبد الطائع، ومع الناس الرسول الجائع، ومع إخوانه وجيرانه: البار الجواد، حتى لقد وصفه عبد الله بن عباس- رضى الله عنهما-: «كان رسولالله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل. وكان يلقاه جبريلُ فى كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فَلَرَسولُ الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».
 
وكذلك كان صحابته يفعلون، والسلف الصالح من بعده يتصفون، وبذلك كان رمضان عندهم موسما تتنسم فيه أرواحهم روائح الجنة، وتطير فيه أفئدة المؤمنين إلى السماوات العلى، وترتفع فيه جباه المصلين على رؤوس الطغاة الظالمين.
 
عمر يستعد بإنارة المساجد بالأنوار والقرآن: وهذا عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- يستعد لرمضان فأنار المساجد بالقناديل ، فكان أول من أدخل إنارة المساجد، وجمع الناس على صلاة التراويح، فكان أول من جمع الناس على صلاة التراويح فى رمضان، فأنارها بالأنوار وبتلاوة القرآن، حتى دعا له الإمام على -رضى الله عنه - بسبب ذلك، فعن أبى إسحاق الهمدانى قال: خرج على بن أبى طالبفى أول ليلة من رمضان والقناديل تزهر وكتاب الله يتلى فى المساجد، فقال: «نور الله لك يا ابن الخطاب فى قبرك كما نورت مساجد الله بالقرآن».(4)
 
ويروى التاريخ إن جارية علمت أسيادها كيف يستعدون لرمضان، حيث باع قوم من السلف جارية، فلما اقترب شهر رمضان، رأتهم يتأهبون له، ويستعدون بالأطعمة وغيرها.
 
فسألتهم عن سبب ذلك؟ فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان! لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردونى عليهم.
 
كما تستعد السماء لقدوم رمضان فعن أبى هريرة رضى الله عنه: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان أَوَّلُ ليلة من شهر رمضان صُفِّدَتِ الشياطينُ وَمَرَدَةُ الجنِّ وَغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ فلم يُفْتَحْ منها بابٌ وَفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغْلَقْ منها بابٌ وَيُنَادِى مُنَاد ٍكلَّ ليلةٍ يا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ويا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وللهِ عُتَقَاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ».(5)
 
فهل يا ترى أن الله فتح لك أبواب الجنة وهو يريد أن يحرمك منها، وأغلق أبواب النار دونك ويريد أن يعذبك فيها، وصفدت الشياطين إلا لتقبل عليه، فانظر إليه كيف يعاملك وكيف تعامله!! كيف يطلبك وأنت تهرب منه!! كيف يدعوك إلى نجاتك وتتوانى!!
 
وحافظ على شهر الصيام فإنه لخامس أركان لدين محمد
 
تغلق أبواب الجحيم إذا أتى وتفتح أبواب الجنان لعبد ترفرف جنات النعيم وحورها لأهل الرضا فيه وأهل التعبد
 
وقد خصه الله العظيم بليلة على ألف شهر فضلت فلتتزود.