الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاهرة تمد يدها بالسلام.. والعالم يصطف خلفها لنزع فتيل الأزمة فى ليبيا

ما زالت ردود الأفعال الليبية والدولية تتوالى على الخطاب التاريخى الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية المحاذية للحدود الليبية، والذى أكد خلاله أن «أى تدخل مباشر من مصر  فى ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء فى إطار میثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبى (مجلس النواب)، مؤكدًا أن «أى تدخل مباشر فى ليبيا سيهدف لتأمين الحدود ووقف إطلاق النار ووضع حد للتدخلات الأجنبية فى ليبيا وحقن دماء الأشقاء الليبيين»، مشددًا فى الوقت نفسه على حرص مصر على التوصل إلى تسوية سياسية شامل» فى ليبيا.



ولقى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، ترحيب وتأييد شعبى ورسمى كبير على المستوى الليبى والدولى، حيث اصطفت معظم الدول العربية وراء  مصر فى حقها فى حماية أمنها القومى فى الجهة الغربية فى ليبيا، مؤكدين دعمهم الكامل لتدخل الدولة المصرية لحماية أمنها القومى وإنقاذ الليبيين من إراقة الدماء على يد الميليشيات المسلحة والمرتزقة.

واستمرارًا للتأييد الليبى الرسمى، أكد اللواء أحمد المسمارى المتحدث الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبى، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى تاريخية ولها مدلول كبير من حيث الزمان والمكان، بداية من إلقاء الكلمة فى مطروح، والتى شهدت حضور وفد من القبائل الليبية التى دعمت الموقف المصرى الداعم للدولة الليبية.

وأضاف المسمارى خلال مؤتمر صحفى، أن ليبيا تواجه احتلالًا من تركيا، حيث يتحدث أردوغان عن إرث أجداده وبالتالى يسعى للسيطرة على ليبيا وتونس ومصر وكل الدول العربية، مشيدًا بالموقف المصرى الداعم للحفاظ على الأمن القومى العربى فى مواجهة الأطماع التركية.

وشدد الجيش الوطنى الليبى، أنه لن يترك سرت لتركيا مهما كانت التضحيات»، وأعلن أنه  تم فرض حظر جوى بطول 200 كيلومتر، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة سوف تكون تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة ووحدات الدفاع الجوى.

وشدد المتحدث باسم الجيش الليبى، على ضرورة منع تداول أى معلومات عن تحرك قوات الجيش الليبى، لافتًا إلى أن هناك طائرة تتبع القوات الليبية اضطرت للهبوط اضطراريًا عند الحدود مع النيجر، وفريق الطائرة سليم.

وكشف المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، أن الرئيس التركى رجب طيب أردغان حاول أن يشن هجومًا فى 6 يونيو الجارى، بدعم من المليشيات الإرهابية ووجود لقوات تركيا، على مدينة سرت، إلا أن هذا الهجوم فشل بعد صمود الجيش الليبى ضد هذا الهجوم.

ولفت المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، إلى أن الجيش الليبى عزز تواجده فى مدينة سرت الليبية، وأصبح يتحكم فى الأرض والأجواء بشكل جيد للغاية، واستغل الانسحاب من طرابلس فى سد الثغرات فى المنطقة، والطائرات التابعة للجيش الليبى تعمل بشكل جيد من سرت حتى مصراتة.

وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان الليبى، طلال الميهوب، دعمه لما جاء فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن ليبيا بحضور وفد القبائل الليبية.

وثمن «الميهوب» فى بيان صحفى، ما جاء على لسان الرئيس السيسى من منطلق العروبة والأمن القومى العربى، وشدد على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك مع مصر وكذلك الدول العربية الشقيقة التى تقف اليوم فى مواجهة الغزو التركى والأطماع الدولية فى ليبيا وغيرها من الدول العربية.

وقوبل بيان الرئيس السيسى بتأييد شعبى ليبى كبير، حيث خرج أهالى عدد من المدن الليبية حاملين أعلام مصر وليبيا منددين بالغزو التركى ومؤيدين للخطوة المصرية.

وقال أهالى طبرق فى بيان: «نتقدم نحن مؤسسات المجتمع المدنى وحكماء وأعيان ومشايخ ومواطنين مدينة طبرق ودار السلام ليبيا بتأييد كلمة الرئيس السيسى للوقوف بجانب ليبيا والشعب الليبى ضد الغزو والعدوان التركى والمليشيات السورية المسلحة».

واختتموا البيان بالقول: «المجد والخلود للشهداء، مرددين تحيا مصر تحيا مصر يحيا السيسى».

وتجاوبًا مع المبادرات المصرية، أعلن مجلس الأمن القومى الأمريكى عن مطالبته بوقف النار واستئناف المفاوضات فورًا فى ليبيا، داعيا كل الفرقاء فى ليبيا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات فورًا.

واستكمالًا للدعم العربى الكبير، أكد وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، وقوف الأردن الكامل إلى جانب مصر فى مواجهة أى تهديد لأمن واستقرار أراضيها، مشددا على أن أمن مصر هو ركيزة أمن واستقرار المنطقة برمتها.

وشدد الصفدى خلال اتصال هاتفى مع سامح شكرى وزير الخارجية، على استمرار التشاور والتنسيق بما يعكس صلابة العلاقات الأخوية الاستراتيجية التى يقودها الملك عبدالله الثانى والرئيس عبدالفتاح السيسى نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل.

كما قال السفير أحمد عبدالعزيز قطان، وزير الدولة لشئون الدول الإفريقية سفير الممكلة العربية السعودية السابق لدى مصر: إن البيان القوى الذى أصدرته الممكلة العربية السعودية حيال تصريحات الرئيس السيسى بشأن ليبيا يعكس قوة العلاقات السعودية المصرية ومتانتها.

من جانبه، أجرى الدكتور أنور قرقاش، وزير الخارجية الإماراتى، مباحثات مع أمين عام وزارة الخارجية الفرنسية حول الأوضاع فى ليبيا، حيث اتفقا على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا لأرواح المدنيين، خاصة فى سرت. وقال قرقاش فى تغريدة له نشرها عبر حسابه الرسمى على موقع «تويتر»، منذ قليل، «أجريت مشاورات مثمرة مع أمين عام وزارة الخارجية الفرنسية حول ليبيا، متفقون تماماً مع الأصدقاء الفرنسيين على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا لأرواح المدنيين خاصة فى سرت، نضم صوتنا إلى الموقف الفرنسى الواضح بشأن التدخلات الأجنبية، وأولوية الحل السياسى الجامع لليبيين».

ومن الإمارات إلى البحرين أعرب مجلس الوزراء البحرينى عن تأييد مملكة البحرين ودعمها لجمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أمنها القومى وحماية استقرارها تجاه تطورات الأوضاع والأحداث على حدودها الغربية. وأكد المجلس أن أمن جمهورية مصر العربية كلٌ لا يتجزأ من الأمن القومى العربي، فأمن مصر هو أمنٌ للعرب واستقرارها هو استقرار للوطن العربي.

جاء ذلك خلال الاجتماع الاعتيادى الأسبوعى لمجلس الوزراء البحرينى الذى عقد اليوم الاثنين عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي، وترأسه الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وبحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

وكانت أعربت مملكة البحرين عن تضامنها وتأييدها لما تضمنه خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية خلال تفقده للمنطقة الغربية العسكرية، بشأن حق مصر فى الدفاع عن أمنها القومى تجاه تطورات الأحداث فى دولة ليبيا الشقيقة.

وأعربت وزارة الخارجية عن تقدير مملكة البحرين وتأييدها لما تضمنه خطاب الرئيس المصرى من تأكيد على عزم مصر وتصميمها على حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة المصرية بعمقها الاستراتيجى من تهديدات المليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومى العربى، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبى.

وشدد النائب الثانى لرئيس مجلس النواب البحرينى علي زايد على أهمية خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حمل مضامين ورسائل مهمة، تؤكد احتفاظ مصر على حق الدفاع واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لحماية الأمن والمصالح المصرية ضد الميليشيات الإرهابية والمرتزقة التى تعيث فى الأراضى الليبية الفساد بقتلها الأبرياء واحتلال الأراضى ونهب ثروات الوطن وزعزعة استقرار الشعب الليبى الشقيق الذى يحتاج إلى كامل الدعم من الدول العربية كافة، وذلك للحفاظ على أمن الوطن العربى من بؤر الإرهاب وأعمال الفوضى والتفجير والتنكيل والتى لا يجب أن تمتد إلى جمهورية مصر العربية التى تملك كامل الحق فى الحفاظ على مصالحها.

وقال النائب البحرينى: إن مصر ساندت تاريخًا وحاضرًا مع أمن البحرين، ومواقفها مشهودة وبعث على الاعتزاز لأنها تصب فى تعزيز اللحمة العربية بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة، لافتًا إلى أن العلاقات البحرينية المصرية متينة وآخذة بمزيدة من التعاون فى مختلف المجالات. واستمرارًا للجهود المصرية المتواصلة لحل الأزمة الليبية، والتصدى لأى خطر يهدد الأمن القومى المصرى والعربى.

فيما أكد سامح شكرى وزير الخارجية، أن مصر تسعى لحل سياسى فى ليبيا لإنهاء الصراع العسكرى، مشيرًا إلى أن مصر دعت الأطراف لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسى.

وأوضح «شكري» فى تصريحات صحفية، أن مصر تدافع عن مصالحها وأمنها القومى وشعبها، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة المصرية ليست قوات معتدية وإنما لحماية الأمن القومى المصرى والعربى.

وذكر وزير الخارجية، أن تصريحات فايز السراج  المنتهية صلاحيته لا تتسق مع المجتمع الدولى، وما تسعى إليه مع الحل السياسى.

كما أكد «شكرى» أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن مصر تسعى إلى تعزيز الحل السياسى فى ليبيا والعمل على تجاوز هذه الأزمة بالوسائل السياسية، يؤكد أن مصر دولة لا تعتدى على أحد، مضيفًا: «ولكن بالتأكيد فإن أى تهديد للأمن القومى المصرى والعربى سيجد رد الفعل المناسب والحزم المناسب، وهذا لن يحول دون استمرار العمل من خلال الأطر المختلفة بالاتصال مع دول الجوار والجامعة العربية والأطياف السياسية فى ليبيا لتشجيعهم على التوصل إلى الحل الليبى – الليبي»، مشددًا على أن محاولات إنهاء الصراع الليبى عسكريًا لن تنجح.