الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كارثة «المرفأ» تطيح بالحكومة اللبنانية

أكد وزراء  لبنانيون أمس  الاثنين اتخاذ الحكومة قرارا بالاستقالة، فيما يترقب اللبنانيون كلمة رئيس الوزراء حسان دياب لإعلان القرار رسميا.



وكانت قد الحكومة اللبنانية قد قررت إعادة عقد اجتماعها في السراي الحكومي بعد أن كان من المفترض عقده في قصر بعبدا.

كما تغير جدول أعمال الجلسة مع الاستقالات المتتالية للوزراء والضغط لمزيد من الاستقالات.

وقدّم وزير المالية غازي وزني الاثنين استقالته من الحكومة، وفق ما أفاد مصدر وزاري وكالة فرانس برس، في خطوة هي الرابعة من نوعها عقب انفجار مرفأ بيروت الضخم الذي أوقع نحو 160 قتيلا وأكثر من ستة آلاف جريح ودمارا هائلا.

وتتألف الحكومة من 20 وزيرا، وبموجب القانون، لا بد من استقالة أكثر من ثلث أعضائها لتسقط حكما.

ومنذ وقوع الانفجار، اشتعلت المظاهرات في العاصة اللبنانية، حيث يطالب المحتجون الحكومة بالاستقالة، محملين إياها مسؤولية الانفجار. وتقدمت وزيرة العدل اللبنانية مارى كلود، باستقالتها، من الحكومة إلى رئيس الوزراء حسان دياب، لتلحق بوزيرة الإعلام منال عبدالصمد ووزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار، لتصبح ثالث أعضاء الحكومة فى قائمة الاستقالات منذ انفجار مرفأ بيروت، الذى خلف خسائر بشرية بالجملة ودمارًا واسعًا فى العاصمة اللبنانية.

وقالت الوزيرة فى خطاب: إنها قدمت استقالتها «بسبب انفجار بيروت والاحتجاجات» التى تضرب العاصمة منذ يومين.

كما تقدم النائب هنرى الحلو، باستقالته من منصبه فى البرلمان اللبنانى، إلى الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، ليكون بذلك عاشرنائب يقدم استقالته، فى حين قدم عضو المجلس البلدى فى بيروت استقالته.

ويشغل الحلو منصبه نائبا عن دائرتى بعبدا وعالية منذ إعلام 2003، وهو عضو فى اللقاء الديمقراطى الذى يترأسه السياسى الدرزى وليد جنبلاط.

وكان 9 من أعضاء مجلس النواب اللبنانى أعلنوا التقدم باستقالتهم من البرلمان، يمثلون تكتلات نيابية مختلفة وآخرون مستقلون، وذلك على خلفية تداعيات الانفجار المدمر الذى تعرضت له العاصمة بيروت والتدهور الحاد فى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية. والسبت قدم 6 نواب استقالتهم من البرلمان اللبنانى، عقب انفجار مرفأ بيروت، من بينهم 3 نواب من حزب الكتائب، فضلا عن النائبة المستقلة بولا يعقوبيان، ومروان حمادة المقرب من جنبلاط، ونعمة أفرام.

وأعلن النائب نعمه إفرام (مستقل) وميشال معوض رئيس حركة الاستقلال وعضو تكتل لبنان القوى (الكتلة النيابية للتيار الوطنى الحر) وديما جمالى عضوة الكتلة النيابية لتيار المستقبل، الاستقالة من البرلمان.

وسبق وأعلن فى غضون اليومين الماضيين نواب حزب الكتائب اللبنانية سامى الجميل ونديم الجميل وإلياس حنكش، استقالتهم من المجلس النيابى، وكذلك النائبة المستقلة بولا يعقوبيان.

وكان النائب المخضرم مروان حمادة، عضو الكتلة النيابية للحزب التقدمى الاشتراكى أول من أعلن استقالته من البرلمان عقب وقوع الانفجار المدمر الذى طال العاصمة بيروت. من جهة ثانية، قدم عضو مجلس بلدية بيروت كبريال فرنينى، استقالته من عضوية المجلس البلدى، وذلك فى رسالة بعث بها إلى محافظ بيروت مروان عبود.

وجاء فى الرسالة: «جئت بكتابى هذا أتقدم باستقالتى من مجلس بلدية بيروت، وذلك إيمانا منى بمبادئى التى تربيت عليها وبهذا الوطن الحبيب وبإمكان خدمته وخدمة هذه المدينة بالطريقة التى تستحق».

وأضاف فرنيني: «أتمنى لكم النجاح فى مسيرتكم، رغم كل هذه الظروف الصعبة التى يمر بها لبنان ونعيشها بألم.

وكان فرنينى قد عبر عن سخطه من تعاطى المسئولين مع فرق الإغاثة الدولية التى وصلت تباعًا إلى بيروت، للمساعدة فى عمليات المسح والإنقاذ، مشيرًا إلى العراقيل التى واجهتها أثناء مهمتها.

والأحد، قدمت وزيرة الإعلام اللبنانى ووزير البيئة استقالتهما من الحكومة، وسط ضغوط شعبية، قائلين: إن الحكومة لم تنجح فى الإصلاح.

ترددت أنباء حول اتجاه رئيس الوزراء اللبنانى حسان دياب، لإعلان استقالة الحكومة، عقب سلسلة الاستقالات الجماعية التى شملت وزيرة العدل اللبنانية مارى كلود، ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد، ووزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار.

ومن المفترض أن سقوط الحكومة يتطلب استقالة 5 وزراء آخرين، حيث تشير التوقعات باستقالة وزيرة المهجرين غادة شريم ووزير الاقتصاد راؤول نعمة ووزير التربية طارق المجذو، حسب وسائل إعلام محلية.

وفى حال استقال ثمانية وزراء، من أصل 20 يشكلون مجلس الوزراء، تعتبر الحكومة بحكم المستقيلة، وقال مصدر حكومى إن دياب اجتمع مع عدد من الوزراء، بينهم وزيرا الاقتصاد والدفاع.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن قرارًا اتخذ بإسقاط الحكومة يوم الخميس القادم فى البرلمان. 

ونقل موقع صحيفة النهار عن رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى قوله: «جلسات مفتوحة للمجلس النيابى اعتبارًا من الخميس لمناقشة الحكومة على الجريمة المتمادية التى لحقت بالعاصمة».

ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مشيرًا إلى أن استقالة الحكومة الحالية غير كافية لحل الأزمة التى تعصف بالبلاد، فى أعقاب كارثة مرفأ بيروت التى فجرت الغضب إزاء الطبقة السياسية.