الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أردوغان يواصل استفزاز العالم باستئناف التنقيب فى المتوسط

لص الغاز

إذا اتخذنا التاريخ دليلاً، سنجد للغزاة العثمانيين سجلا حافلا بالانتهاكات والجرائم والتحالفات المشبوهة، والأطماع فى ثروات ومقدرات الشعوب الأخرى، واعتبار القرصنة والنهب سنة من سنن الله، وهو ما عاد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لانتهاجه كى يسير على خطى أجداده البربر الذين سفكوا الدماء فى سواحل البحر المتوسط فى القرن السادس عشر، وبالرغم من المحاولات الدولية للتهدئة، إلا أن أردوغان «لص الغاز» الطامع فى ثروات النفط، عاد لتهديد الأمن الإقليمي، مع الإعلان عن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز بمياه البحر المتوسط، معلنا تراجعه عن اتفاق التهدئة بينه وبين اليونان، وإرسال سفن تركية للتنقيب عن الغاز فى الجزر اليونانية بشرق المتوسط، بما يمثل اعتداء على المياه الإقليمية اليونانية. 



وتحت اسم أحد القراصنة البربر الموالين لأجداده الغزاة، أخطرت البحرية التركية أن السفينة التركية «عروج ريس» ستصل خلال أسبوعين لإجراء عمليات مسح زلزالى فى شرق البحر المتوسط، ما يعد انتهاكاً تاماً لكافة القوانين والمواثيق الدولية.

وأمام تلك التهديدات والاعتداءات التركية لن تقف أوروبا مكتوفة الأيدي، فمن المتوقع أن ينظر قادة الاتحاد فى فرض عقوبات على تركيا لإجبارها على وقف عمليات التنقيب غير القانونية التى تتم فى المنطقة الاقتصادية البحرية لقبرص اليونانية. 

ومن أجل تخفيض احتمالات المواجهات العسكرية المباشرة فى شرق المتوسط وإيجه، سارع وزراء الخارجية فى مصر واليونان وقبرص إلى إجراء اتصالات هاتفية لبحث حفظ الأمن الإقليمى وردع الانتهاكات التركية.

وبعد إعلان تركيا اسئتناف التنقيب شرقى البحر المتوسط بمنطقة بين قبرص واليونان، طالبت اليونان، أمس الثلاثاء، بعقد اجتماع عاجل للاتحاد الأوروبي، وعليه ستقدم وزارة الخارجية اليونانية، طلبا لمجلس الشئون الخارجى فى الاتحاد، من أجل عقد قمة طارئة. وعقد رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، اجتماعا لمجلس الأمن القومى لاتخاذ التدابير اللازمة، ووضع القوات المسلحة اليونانية فى حالة تأهب، إذ قال وزير الدولة اليونانى جورج جيرابتريتس، إن غالبية الأسطول اليونانى على أهبة الاستعداد فى الوقت الحالى بما فيه الفرقاطات البحرية والطائرات الحربية للإقلاع فى أى وقت، كما استدعى الجيش الضباط المجازين للتمركز فى أماكن الخدمة الخاصة بهم فى استعداد لأمر التحرك العسكري. 

وصرحت الخارجية اليونانية رفضها أى ابتزاز، واستعدادها للدفاع عن سيادتها، مطالبة أنقرة بالتوقف الفورى عن أية أنشطة غير قانونية، والتى وصفتها بأنها تقوض السلام والأمن بالمنطقة.

ودخلت ألمانيا التى تترأس الاتحاد الأوروبى على خط المواجهة التركية اليونانية، وانتقدت الحكومة الألمانية تركيا بسبب إعلانها المستفز عن مسح زلزالي للتنقيب عن الغاز الطبيعى جنوب جزيرة ميجيستي، كاستلوريزو اليونانية، ودعت أثينا وأنقرة لبدء محادثات مباشرة لحل الخلاف القائم بينهما بعد إعلان تركيا وقف المفاوضات.

وبعد دعوة اليونان لاجتماع اوروبي، أعلن الاتحاد الأوروبى أمس الثلاثاء، عن دعمه وتضامنه الكامل مع قبرص واليونان فى مواجهة أى إعتداء تركي.

وكان الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل قد حذر تركيا من خطورة المناورات البحرية قبالة السواحل اليونانية، معتبرًا أنها ستؤدى إلى زيادة الخلاف وانعدام الثقة تجاه الأزمة التى تفجرت بعد توقيع السراج اتفاقًا لا أساس له مع تركيا.

وبعد أن ضرب أردوغان الحائط بالقانون الدولي، وأثار غضب دول الناتو، شدد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج على ضرورة إيجاد تسوية للأزمة فى شرق المتوسط، إذ قال أنه تناول التطورات المتعلقة بشرقى المتوسط فى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء اليوناني، وأكدوا خلاله أنه «ينبغى تسوية الوضع فى شرقى المتوسط عبر روح «تضامن التحالف» وضرورة انصياع أنقرة واحترامها للقانون الدولي».