الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الغضب الأوروبى يوقف استفزازات أردوغان فى شرق المتوسط

أمام الضغوط الإقليمية والزخم الدولى الذى ينادى بالامتثال للقوانين الدولية واحترام سيادة الدول، ومن ثم التلويح بحزمة عقوبات اقتصادية، تراجع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن نبرة العناد والإصرار على تحركاته الاستفزازية فى شرق البحر المتوسط، معلنه استعدادها للحوار مع اليونان لحل خلافهما حول الحقوق والموارد الطبيعية. يأتى هذا التراجع بعد التحذيرات التى أرسلها جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى يوم الاثنين، بشأن ضرورة توقف أنقرة عن انتهاكاتها بالمنطقة الاقتصادية اليونانية والعودة لطاولة المحادثات، وسرعان ما لبى وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء، مطالب الاتحاد الأوروبي، قائلا : «إن بلاده لديها النية فى إجراء محادثات مع أثينا بعد رفضهم المستمر، وإدعاءاتهم الكاذبة حول أحقيتهم فى التنقيب عن الغاز حول امتداد الجرف القارى الذى تنتشر فى معظم الجزر اليونانية.



وقبل إعلان تركيا الاستعداد للحوار، كان أردوغان قد أعلن تمديد عمليات التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، وتمديد مهمة سفينة المسح الزلزالى «عروج ريس»، إلى جانب سفينتى «عثمان» و«جنكيز خان»، حتى 12 سبتمبر.

وكان هذا العناد والإصرار على العربدة فى شرق المتوسط، جاء الرد الأوروبى قاسيا قولاً وفعلاً، سواء من خلال العقوبات الأوروبية، أو التحركات الفرنسية اليونانية لردع المخططات التركية للاستيلاء على ثروات المتوسط.

وما تسبب فى إثارة الذعر داخل تركيا، كما ذكرت صحيفة «بولد ميديا» التركية، هو قيام فرنسا بإرسال بارجتها الرائدة «شارل ديجول» التى يبلغ وزنها 42500 طن إلى شرق البحر المتوسط، وتحمل حاملة الطائرات التى يبلغ ارتفاعها 261 مترا، إلى جانب العديد من الغواصات والطائرات المقاتلة من طراز رافال.

وأشارت مصادر فرنسية إلى أن السفينة كانت تحمل على متنها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وذكر أن السفينة بها رادار وصواريخ، بالإضافة إلى أنظمة مضادة للغواصات والتتبع الإلكترونى والاستهداف والتدخل.

وفى الوقت ذاته، أرسلت اليونان عدد كبير من السفن والغواصات إلى شرق المتوسط وبحر إيجه، وأرسلت المزيد من الإمدادات البحرية إلى جزرها المتقاطعة مع الجزر التركية لحمايتها فى حالة شن الحرب، كما تبحث خلال هذه الفترة شراء طائرات مقاتلة فرنسية من طراز الرافال للرد على والانتهاكات التركية فى شرق المتوسط.

«حملة تضليل حكومية»

وبالرغم من تراجعهم أمام التهديدات الأوروبية، يحاول الرئيس التركى تجميل صورته التى شوهتها سياساته التى قد تتسبب فى إيقاع تركيا فى عزلة دولية، وجر البلاد إلى حرب لا يقوى اقتصاده على تحملها، بدأ أردوغان حملته فى نشر الأكاذيب، والترويج للمؤامرات التى تحاك ضد بلدهم، مستخدم جهاز الإعلام الخاضع لسيطرته للتلاعب بمشاعر الجمهور وتلقى الدعم والموافقة الشعبية على إشعال الحرب بشرق المتوسط.

وبالأمس أعلن الإعلام التركى حالة الحرب، من خلال عدة صحف تركيا منها «الأناضول، وتى آر تي، وأكشام، وميلييت»، وانضمت لهم بعض صحف المعارضة مثل «ينى اكيت، ينى تشاغ، جمهورييت» إذ قامت ببث حالة من الذعر إزاء تحركات اليونان والإمدادات العسكرية الفرنسية، ومن ثم بدأ التليفزيون التركى فى بث مقارنات بين الجيش اليونانى والتركي، مرجحين كفتهم فى هذه المواجهة التى أعلنوا عنها، متجاهلين المطالبات الدولية بالعودة للمحادثات والحوار.

وتتهم تركيا اليونان بالتحشيد العسكرى فى العديد من جزر بحر إيجه، ومنها جزيرة ميس اليونانية، بينما كانت تركيلهى من بدأت بحشد قواتها فى الحرق القارى اليوناني، فضلا عن محاولات البحرية التركية فى استفزاز البحرية اليونانية والتنقيب داخل مياههم، مخالفة العديد من الاتفاقيات الدولية التى تنص على إبقائها منزوعة من السلاح الثقيل.

وبحسب صحف تركية، فقد أرسلت اليونان قوات مسلحة عبر سفينة نقل سياح إلى الجزيرة التى تبعد 2 كيلومتر عن السواحل التركية و580 كيلومتر عن سواحل اليونان الرئيسية وتعتبر من أبرز محاور الخلاف بين البلدين حيث تطالب أثينا بجرف قارى كبير للجزيرة الصغيرة التى تقول تركيا إن ذلك يعنى حصار كامل للسواحل التركية.