الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تركيا «تشعل» فتيل الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

كما هو معتاد منها، إثارة الفتن لإشعال الخلافات والحروب، أشعلت تركيا أزمة أرمينيا وأذربيجان، أمس، بتصريحات مثيرة بعد الاشتباكات، التى وقعت على جانبى إقليم ناغورنو كاراباخ وسقوط طائرتين هليكوبتر تابعتين لأذربيجان.



واندلع قتال بين أرمينيا وأذربيجان أمس حول منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إنها أسقطت طائرتى هليكوبتر أذربيجانيتين.

ومن أشكال إشعال الفتنة، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، عمر جليك، على «تويتر»: «ندين هجوم أرمينيا على أذربيجان بشدة. عارضت أرمينيا ذات مرة ارتكاب استفزاز يتجاهل القانون» .

ووعد بأن تقف تركيا إلى جانب أذربيجان، مضيفا «أرمينيا تلعب بالنار، وتعرض السلام الإقليمى للخطر».

من جانبه، أدان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ما فعلته أرمينيا على تويتر أيضا، وقال: «أرمينيا انتهكت وقف إطلاق النار بمهاجمة المستوطنات المدنية. يجب على المجتمع الدولى أن يتدخل ويأمر فورا بوقف هذا الاستفزاز الخطير».

كما أصدر وزير الدفاع التركى، خلوصى آكار، تصريحات دان فيها ما أسماه الهجوم الأرمنى، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان فى الدفاع عن وحدة أراضيها.

واعتبر الوزير «موقف أرمينيا العدوانى أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار فى القوقاز» مطالبا بالرجوع فورا عن هذا العدوان.

ووسط هذا الموقف التركى المؤدى للفتنة،ردت أرمينيا باتهام جارتها أذربيجان بمهاجمة تجمعات سكنية مدنية فى منطقة متنازع عليها وطالب السكان بالاحتماء بالملاجئ لتفادى خطر الهجمات.

وقالت أرمينيا فى ساعة مبكرة من صباح أمس إن جارتها أذربيجان هاجمت تجمعات سكنية مدنية فى منطقة ناغورنو قرة باغ المتنازع عليها وحثت السكان هناك على الاحتماء بملاجئ.

ونقلت رويترز عن وزارة الدفاع الأرمينية إن قواتها أسقطت طائرتين هليكوبتر وثلاث طائرات مسيرة لأذربيجان، ردا على هجوم استهدف التجمعات السكنية ومن بينها العاصمة الإقليمية خانكندى.

وأكدت الوزارة فى بيان «سيكون ردنا متناسبا والقيادة العسكرية السياسية فى أذربيجان تتحمل المسئولية الكاملة عن الموقف».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع فى أذربيجان قولها إنها شنت عملية عسكرية عند «خط الاتصال» وهى منطقة ملغومة بشدة وغير مأهولة تفصل بين القوات المدعومة من أرمينيا وقوات أذربيجان فى المنطقة.

وأضافت الوزارة أن طائرة هليكوبتر لأذربيجان جرى إسقاطها، لكن طاقمها نجا.

وفى وقت سابق، ذكرت المتحدثة باسم الوزارة الأرمينية، شوشان ستيبانيان، أن القوات الأرمينية قصفت 3 دبابات أذربيجانية.

وقالت ستيبانيان إن القتال بدأ صباح الأحد بهجوم أذربيجاني، لكن أذربيجان قالت إن الجانب الأرمينى هاجم وأن أذربيجان شنت هجوما مضادا.

وأدانت وزارة الخارجية الأرمينية ما وصفته بأنه «اعتداء القيادة العسكرية السياسية فى أذربيجان» وقالت إن الجانب الأرمينى سيرد ردا عسكريا وسياسيا متناسبا.

وفى وقت لاحق، قال رئيس إقليم ناغورنو قرة باغ، فى بيان أمس، إن الإقليم أعلن الأحكام العرفية والتعبئة العامة للذكور بعد اشتعال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.

ودعت روسيا  لوقف فورى لإطلاق النار وبدء محادثات بعدما اندلعت مواجهات فى الإقليم، وفقا لفرانس برس.

وقالت وزارة الخارجية الروسية «ندعو الطرفين للوقف الفورى لإطلاق النار وبدء محادثات لإعادة الاستقرار إلى الوضع».

وفى السياق، دعت فرنسا كلا من يريفان وباكو إلى وقف الأعمال العدائية واستئناف الحوار على الفور بعد أن أعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون ديرمول، فى بيان: «تشعر فرنسا بقلق بالغ بسبب المواجهة» .

وتتشارك فرنسا والولايات المتحدة وروسيا فى رئاسة مجموعة مينسك التى تتولى جهود الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان.

ويدور صراع منذ فترة طويلة بين الدولتين السوفيتيتين السابقتين بسبب منطقة ناغورنو قرة باغ المنشقة فى أذربيجان والتى يقطنها أساسا سكان ينحدرون من أصول أرمينية

يذكر أن ناغورنو كاراباخ خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.