القاهرة ونيلها

أقدم عاصمة مسجلة لدولة هى بابل فى العراق وذلك فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وأقدم عاصمة لمصر هى منف أو ممفيس،  والتى أسسها الملك نارمر فى حدود عام 3200 قبل الميلاد ومكانها الآن ميت رهينة بمحافظة الجيزة ثم انتقلت إلى مدينة طيبة عام 2134 قبل الميلاد أيضا ومكانها الحالى مدينة الأقصر بجنوب البلاد.

ومع الفتح الإسلامى أصبحت العاصمة فى مدينة الفسطاط عام 641 ميلادية وفى العصر العباسى انتقلت إلى مدينة العسكر ثم إلى القطائع التى بناها أحمد بن طولون، ثم عادت مرة أخرى إلى مدينة الفسطاط عام 905 ميلادية قبل أن تنتقل عام 969 ميلادية إلى مدينة القاهرة فى موقعها الحالى والتى بناها الفاطميون عند قدومهم إلى مصر. وبالنظر إلى عواصم كافة دول العالم فى العصر الحديث نجد أن أقدمها على الإطلاق هى مدينة دمشق، والتى أسست فى عام 650 ميلادية يليها مدينة القاهرة كما سبق الإشارة.

مدينة القاهرة لها أسماء كثيرة منها مدينة الألف مئذنة ومصر المحروسة وقاهرة المعز وجوهرة الشرق... قام ببنائها القائد جوهر الصقلى ذلك القائد الفاطمى المولود فى جزيرة صقلية والتى كانت تعتبر إحدى إمارات الدولة الفاطمية.. قام جوهر الصقلى ببناء الجامع الأزهر أيضا ويقال إن أول اسم اختاره لها هو «المنصورية» تيمنا بمدينة المنصورية التى بناها المنصور بالله والد المعز لدين الله خارج مدينة القيروان إحياء لذكراه حتى غير المعز نفسه الاسم بعد اربع سنوات من بنائها إلى «القاهرة» وقيل إنه سماها بهذا الاسم لتقهر الدنيا أو إنه سماها كذلك نسبة إلى كوكب القاهر المعروف حاليا باسم كوكب زحل.. يقال إن جوهر الصقلى كان يعمل فى صناعة الحلوى قبل أن يتحول إلى قائد عسكرى كبير وهذا هو سبب وصف بانى القاهرة بأنه كان فى الأصل «حلواني».

بعد انتهاء فترة الدولة الفاطمية مر على القاهرة كل من الدولة الأيوبية ثم الدولة المملوكية ثم العثمانية ثم الحملة الفرنسية ثم الفترة الثانية للمماليك لمدة أربع سنوات حتى قضى عليها محمد على باشا الوالى العثمانى فى مذبحة القلعة الشهيرة عام 1805ثم استتب الحكم له ولذريته وتدخل الاحتلال الإنجليزى حتى زال مع قيام الثورة فى عام 1952 وعاد حكم البلاد إلى ابنائها.

عن سحر هذه المدينة حدث ولا حرج ليلا ونهارا تجذبك بعراقتها وباهلها الطيبين وبنيلها الخالد... كل مكان وكل شارع بها يحمل تاريخًا عريقًا وثقه الكثيرون فى العديد من المنتجات الادبية والارشيفية.

لوزارة الثقافة تجربة متميزة فى توثيق المبانى الآثرية ومشروع آخر بعنوان «عاش هنا» لتوثيق أماكن معيشة الشخصيات المهمة والمؤثرة أتمنى أن يتطور ليشمل توثيق الأحداث المهمة التى شهدتها تلك المدينة العريقة تحت عنوان «حدث هنا».