الأربعاء 3 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكمة وفاة أبناء الرسول صلي الله عليه و سلم الذكور




قد يسأل سائل لماذا لم يعش لرسول الله  أولاداً ذكوراً بعد وفاته؟
الجواب : أن ابن النبي لابد و أن يكون نبياً ولو عاش ولد من أبناء الحبيب   لكان نبياً بعده، ولو كان نبياً بعده ما كان هو   خاتم الأنبياء والمرسلين، إنها حكمه الرب سبحانه وتعالي البالغة وقدرته وثناءه المتناهيه، في العظمة وسمو الرفعة في التقدير ولذا قرر القرآن العظيم هذة الحكمة وأجاب علي المفسرين وردع الشامتين بقول الحق سبحانه وتعالي {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} سورة الكوثر، والمعني: أي كيف تكون أبتر وقد رفع الله تعالي لك ذكرك، فسرنا نقول يا رسول الله في الأذان وفي الإقامة وكل شيء، وكيف تكون أبتر وقد أعطيناك الكوثر وهو نهر في الجنة، أنت يا رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين ولو عاش لك ولد يخلفك في الدنيا لابد وأن يكون نبياً مثل أبيه وكيف يكون نبياً بعدك وأنت خاتم الأنبياء؟ وقد بين القرآن العظيم هذة الحكمة البالغة أنه لم يوجد ليكون أباً لأحد من الرجال وإنما ليكون أخر المرسلين قال تعالي {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب، إن الأبتر الحقيقي يا محمد هو الذي يضايقك بهذا القول لأنة لن ينفعة مالة ولا ولدة و ليس لة بعد موتة إلا الخلود في النار وإن الذي يضايقك بهذا القول هو الأبتر حيث لا عمل صالح له ولاقيمة له ولا رجاء ومصيرة جهنم وبئس المهاد. ولموت أبنائه حكمه أخري وهي البلاء فكان رسول الله أشد بلاء من الخلق فمات أبوه قبل أن يراه وماتت أمة وهو صغير ومات عمه الذي كان يحميه ثم ماتت زوجته الحنونه وها هو الأن يموت له أولاده ومع كل هذا فهو الخلوق الصابر الذي قال عنه ربه {وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم ولتكن حكمه الله تعالي في أن يبتلي حبيبه محمد   ليكون للناس عبره لأنه أحب إنسان إلي الله تعالي ومع ذلك إبتلاه بلاء عظيماً ليعلم الناس أن كلما ذاد الإيمان والحب لله تعالي، كلما ذاد الإبتلاء والمرض والله أعلم.