الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غزوة بدر الكبرى




كلما جاء شهر رمضان المبارك برزت إلى أذهان المسلمين ذكريات كثيرة لانتصارات المسلمين أولها غزوة بدر فهى أول مواجهة بين الحق والباطل بين الوحدانية والوثنية أن هذه الغزوة لم تكن انتصارا عسكريا للرسول فحسب إنما كانت انتصارا للقيم الفاضلة والأخلاق العالية كانت غزوة بدر فى اليوم السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة.
 
 وهى أول معركة كبيرة فى الإسلام قامت بين الحق والباطل فانتصر فيها الحق كان سبب هذه الغزوة قدوم قافلة تجارية لقريش من الشام فى طريقها إلى مكة وكان على رأسها ابوسفيان فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعترض طريق القافلة ليفجع قريش فى أموالها كما فجعت قريش المسلمين من قبل فى أموالهم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أصحابه فى اليوم الثامن من رمضان وحينما علم ابوسفيان بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فزع كل الفزع وأرسل إلى قريش يطلب الغوث والنجدة فثار القرشيون ثورة عنيفة وعلى رأسهم ساداتهم وكبرائهم وكانت عدتهم تسعمائة وخمسين رجلا ومعهم مائة فرس وسبعمائة بعير.
 
ومضى مشركو قريش لنجدة أبى سفيان وتخليص أموالهم من المسلمين فأصروا على الحرب ومضوا فى طريقهم حتى وصلوا إلى وادى بدر ونزلوا بالعدوة القصوى عن المدينة ولقد سجل لنا التاريخ أمثلة من الصحابة الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم فى سبيل نصرة الدين الإسلامى وها هو المقداد بن عمرو من المهاجرين رضى الله عنه قال يا رسول الله امضى لما أمرك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون ) ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون هذه صرخة جريئة تبنى عن عقيدة راسخة يحملها صاحبها واهم شيء عند المقاتل أن يقتنع بالمهمة التى خرج من أجلها.
 
وهذا أحد الأنصار سعد بن معاذ يقول يا رسول الله لقد أمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق فامضى يا رسول الله لما أمرك الله فنحن معك والذى بعث بالحق لو خضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد هذه مواقف تدل على شدة الوفاء للرسول صلى الله عليه وسلم وفى اليوم السابع عشر من شهر رمضان بدأت المعركة بين فئتين فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة وكان الكفار يبلغون ثلاثة أمثال المسلمين ولكن الله أيد المسلمين بإيمانهم وأيدهم بجنوده وملائكته فقتل من المشركين نحو السبعين واسر منهم مثل هذا العدد ولم يستشهد من المسلمين إلا أربعة عشر قال تعالى " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " ورجع الرسول إلى المدينة ومعه اصحابه فرحين بنصر الله وعدله مستبشرين بنعمته وفضله 
 
الشيخ فوزى عباس القوصى