الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجانب المظلم للإسلاميين الأتراك.. اغتصاب الأطفال

ترجمة: سعيــد شعيــب



انتشر على نطاق واسع فى العالم الحديث أن الاعتداء الجنسى على الأطفال القصر هو سلوك اجتماعى عادى للإسلاميين الأتراك. فقد تم القبض على الشيخ فاتح نور الله، زعيم طائفة أوساكى الإسلامية المتحالفة مع اردوغان، فى سبتمبر بتهمة الاعتداء الجنسى على فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا.

طائفة اوساكى ليست الوحيدة، فتحت ستار الزواج تتبنى الكثير من الطوائف اغتصاب الصغيرات اللاتي لم يصلن إلى 18 عاماً. ولهذا السبب ولأسباب أخرى.حظر مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، فى عام 1925 جميع الطوائف الإسلامية والدراويش التى تعود إلى العهد العثمانى، قال علنًا: «لا يمكن للجمهورية التركية أن تكون جمهورية للشيوخ والدراويش. الطائفة الوحيدة الصحيحة هى طائفة الحضارة». وكان يقصد ان تركيا سوف تتبع التقدم الحضاري، ولن تكون تحت رحمة الشيوخ مجدداً.

 ولكن وبعد استيلاء الإخوان والإسلاميين على الحكم فى تركيا، عادت مجدداً نبرة ان هذا الاغتصاب حلال، بل صرحت علناً لجنة الشئون الدينية (اكبر مؤسسة دينية فى تركيا) ان الإسلام لا يمنع من زواج الصغيرات، وعندما تم رفض ذلك على نطاق واسع، تراجعت وأقرت انها تقبل بأن يكون الزواج عند ما تصل الفتاة الى سن 18، كما يقول القانون الذى أقره اتاتورك. 

 لكن هذا لم يمنع مخالفة هذا القانون، وعدم اتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضد من يخالف، والسبب ان الإخوان والإسلاميين انفسهم غير مقتنعين به. ولذلك سمحوا مجدداً بالتواجد المريح للكثير من الطوائف التى تدعم وتروج لاغتصاب الصغيرات  ولذلك: 

*ازدهرت الطوائف والمذاهب الإسلامية فى تركيا بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية (حزب الرئيس رجب طيب أردوغان) حيث نجح أعضاؤها فى بناء شبكات قوية للخدمة العامة. فقد ارتفع عدد المدارس الإسلامية بشكل حاد منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة فى عام 2002.

*بلغ الدعم المالى الذى تقدمه وزارة المالية للمدارس التى تديرها الطوائف الإسلامية مليار ليرة تركية [حوالى 126 مليون دولار].

*يدرس حوالى مليون تلميذ فى مدارس تديرها طوائف.

*ما مجموعه 2.6 مليون تركى لديهم نوع من الارتباط بهذه الأيديولوجيا الدينية التى تنشرها هذه الطوائف والمدارس. 

*يوجد الآن 30 طائفة، 400 فرع و800 مدرسة.

*يقوم الآباء بتسجيل أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات فى هذه المدارس الدينية. وهى ثلث المدارس الخاصة فى تركيا البالغ عددها 10000، لديها صلات برئاسة طائفة واحدة على الأقل. وكذلك الحال بالنسبة لـ 2800 مدرسة خارج تركيا، فى البلاد التى يتواجد فيها اتراك واهمها وأكبرها المانيا.  

* فى هذه المدارس يتعلم الطلبة  أن الأنثى أدنى مرتبة من الرجال، ويتم تعليم الفتيات أن يصبحن عبيدا عند الرجال.

  الأخطر ان كثيرا من هذه الطوائف المتحالفة مع اخوان تركيا، فيها أعضاء مسلحين. قال «كوبلى أحمد حوجه»، وهو نفسه زعيم طائفة، مؤخرًا أن هناك حوالى 2000 جمعية سلفية تضم أعضاء مسلحين. وقال: «تم استدعائى رسميا للشهادة،  وأعطيتهم أسماء 150 جمعية». وبعد أن أدلى بشهادته أمام الشرطة قال: «لم تتفاجأ الشرطة بما قلته !».

ليست الطوائف الإسلامية بما فيها الجمعيات الإسلامية التى ينتشر بينهم اغتصاب الصغيرات، تحت اسم الزواج، لكنه موجود لدى الإخوان والإسلاميين ايضاً. على سبيل المثال، عبد الله جول، الحليف الأقوى لأردوغان فى وقت من الأوقات وتم اختياره لمنصب الرئيس (عندما كان أردوغان رئيسًا للوزراء)، فى عام 2008 تزوج من زوجته، هيرونيسا، عندما كان عمرها 15 عامًا وكان عمره 30 عامًا. 

 اغتصاب الصغيرات أصبح منتشراً منذ حكم اخوان تركيا، ففى مدينة سيرت جنوب شرق تركيا، تم الكشف عن عمليات اغتصاب واسعة لقاصرات وغير قاصرات، بل تم قتل فتاة منهن. وقال عمدة المدينة رداً على هذه القصص المرعبة: «نحن بلدة صغيرة». «الجميع تقريبا مرتبطون بالجميع. لقد أغلقنا القضية بعد مشاورات مع المحافظ والشرطة والمدعى العام». لن يتم مقاضاة أحد.

بسبب ازدياد الظاهرة،  نشر الصحفى الاستقصائى التركى، إسماعيل صايماز، كتابًا فى عام 2019 بعنوان «طائفة الشهوة» («ehvetiye Tarikatı»)، وثق فيه تقارير قضائية عن الاعتداء الجنسى المنتشر فى  العديد من الطوائف. بعض فصول الكتاب تشمل: سأكون سعيدا إذا كان الشيخ يمارس الجنس مع زوجتى ؛ أختان  وزوج واحد . إساءة معاملة طفلة معاقة عقليا.

 بعد فضح ممارسات الشيخ فاتح نور الله، زعيم طائفة أوساكى الإسلامية، على نطاق واسع، تم توجيه اتهامات له بتهمة بالاعتداء الجنسى واستعباد الصغيرات جنسياً. وقد تصل عقوبة سجن تصل إلى 55 عامًا.

 تم تسجيل بعض المحادثات الهاتفية، بين الشيخ نور الله ووالد الطفلة المعتدى عليها، فى إحدى المحادثات، اعترف الشيخ نور الله بأنه قبّل الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا فى شفتيها، لكنه قال إنه فعل ذلك «بعاطفة الجد». كما كانت هناك مكالمة مسجلة للشيخ نور الله وهو يحاول إقناع وكالة الأنباء الفرنسية بالتستر على الحادث . وفى تسجيل صوتى آخر، قال الشيخ نور الله لوكالة الأنباء الفرنسية إنه لم يقتل الطفلة ولكنها انتحرت. 

بعد أن تقدم الأب بشكوى ضد الشيخ، تعرض الأب للضرب المبرح من قبل أحد تلاميذ الشيخ نور الله. ثم اتصل به آخرون تابعون للشيخ  وعرضوا عليه 50 مليون ليرة تركية (حوالى 6.3 مليون دولار) إذا وافق على سحب شهادته بقتل ابنته.

مركز دراسات الشرق الأوسط