الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ69: 25 يناير..

يوم الكبرياء الوطنى والدافع القوى لمسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل لأجيالنا المتعاقبة

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة التاسع والستين، الذى أقيم أمس بمجمع الاحتفالات والمؤتمرات بمقر أكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ووزير الداخلية وقيادات وزارة الداخلية وهيئة الشرطة وعدد من الوزراء وكبار المسئولين بالدولة.



وخلال الاحتفالية شاهد «الرئيس» أفلامًا تسجيلية ترصد إنجازات وبطولات وزارة الداخلية فى حفظ الأمن والاستقرار والخدمات التى تقدمها، كما ألقى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، كلمة أكد فيها دور رجال الداخلية والشرطة فى حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب، كما حرص الرئيس على تكريم أسماء بعض من شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لوطنهم، وعدد من القيادات الأمنية على تميزهم.

وألقى الرئيس السيسى كلمة بمناسبة عيد الشرطة، قال فيها: «نحتفل معًا بعيد الشرطة، والذى يوافق ذكرى غالية فى سجل الوطنية المصرية، وهى معركة الإسماعيلية المجيدة، التى تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعًا عن تراب الوطن، وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود».

وأضاف الرئيس: «إن احتفالنا هو مناسبة نستدعى فيها من ذاكرة الوطن الثرية المعانى والقيم التى ضحى أبطالُنا من أجلها بأرواحهم الغالية، ومن أسمى تلك القيم والمعانى قيمة الكبرياء الوطنى، فنتذكر معًا شهداء الشرطة الذين أصبحوا أبطالًا وضحوا بأرواحهم من أجل رفع راية مصر عاليا، حيث رسمت معركة الإسماعيلية عام 1952 لوحة خالدة تلاحمت فيها بطولات «الشرطة والشعب» أثناء تصديهم للعدوان، لتشهد للعالم أجمع بأن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم، وليصبح هذا اليوم عيدًا يحتفل به المصريون بكل طوائفهم وثقافاتهم كل عام، ويظل هذا الكبرياء الوطنى والرصيد الحضارى العميق، هو الدافع القوى لمسيرة الوطن وأجياله المتعاقبة نحو مستقبل وواقع أفضل».

وتابع الرئيس: «إننا وإذ نستذكر بطولات رجال الشرطة فى الماضى، فإننا نتوجه بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم فى الحاضر، فمع المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة، والتى تمضى فى تسارع محموم لتعصف باستقرار الأوطان ومقدرات الشعوب وأمنهم واستقرارهم، لتزيد من مخاطر الإرهاب وشراسته بعدما أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات، وفى خضم تلك المخاطر والتحديات الجسيمة، كان الوضع المستقر لمصر تجسيدًا للإرادة الجمعية الصلبة للدولة وشعبها العظيم، وكان حصادًا لتضحيات أبنائها الأوفياء من رجال الشرطة بجانب إخوانهم البواسل من القوات المسلحة، المدركين لمسئوليتهم تجاه وطنهم بالقضاء على آفة الإرهاب، وأقول بكل وضوح أن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد منا جميعًا لمحاصرة وتطويق أية محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصرى العظيم».

واستطرد الرئيس: «لا يخفى عليكم أن تحقيق ما نصبو إليه من تقدم وازدهار فى المجالات كافة، يحتاج بالأساس إلى بيئة آمنة ومستقرة وأرض ثابتة، ونحن اليوم نخوض معركةَ لا تقل ضراوة أو أهمية، عن معركة البناء من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ومن هنا فقد عقدنا العزم وعاهدنا الله وعاهدناكم، على أن نفعل ما هو فى مصلحة وطننا وشعبنا، دون النظر إلى أية عوامل أو مصالح أخرى».

واستكمل الرئيس كلمته: «لقد انتقلنا بخطى ثابتة بفضل المولى عز وجل، ووعى ومساندة الشعب المصرى العظيم من مرحلة ترسيخ استقرار الدولة وتثبيت أركانها، إلى مرحلة البناء والتعمير والتنمية، وها نحن الآن نستكمل بجدية واجتهاد، ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت فى جميع أنحاء البلاد، لتغير الواقع المصرى إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، ونحصد ثمار العمل الدؤوب على الإصلاح الاقتصادى، فى مؤشرات تتحسن باطراد، على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، والتى سببت صعوبات جمة وهيكلية لمعظم الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم، وأكرر ما أقوله دائمًا لكم، أن تلك هى الخطوة الأولى على طريق التطور والتنمية لوضع وطننا الغالى فى المرتبة التى تليق به».

وأردف الرئيس: «يتواكب الاحتفال بعيد الشرطة مع احتفال مصر بذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الثورة التى قادها شباب مخلصون، متطلعين لمستقبل وواقع أفضل، وأقول لشباب مصر إن وطنكم يتطلع حاليًا لسواعدكم الفتية وجهودكم الصادقة لاستكمال طريق الإصلاح والبناء والتنمية، ولتحقيق آمال كل المصريين فى مستقبل مشرق، يوفر لجميع المواطنين فرصًا متساوية فى الحياة الكريمة».

فى تلك المناسبة الوطنية التى يحفظها التاريخ للشرطة المصرية، أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة الساهرين على أمن مصر على امتداد مواقع العمل الأمنى فى جميع أرجاء البلاد، وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، كما أتوجه بتحية وفاء وتوقير لشهدائنا الأبرار فى معارك النضال الوطنى وفى ملاحم العمل الأمنى، وأقول لأبنائهم وعائلاتهم أن مصر لم ولن تنساكم.

وتحية للشعب المصرى العظيم الذى يعى قيمة الأمن والأمان والاستقرار ويحافظ عليها ويقدر لرجال الشرطة مجهوداتهم المخلصة فى خدمة هذا الوطن، حفظ الله بكم مصرنا العزيزة الغالية، لتظل لنا دائمًا وطنًا آمنًا مطمئنًا ومنارةً للخير والنماء والتقدم، وكل عام وأنتم بخير، ومصر العزيزة الغالية فى تقدم وازدهار دائمًا وأبدًا.. تحيا مصر... تحيا مصر... تحيا مصر.