قمة «السيسى - تشيسيكيدى»: مصر محور مهم فى صون السلم والأمن بالقارة الإفريقية

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسيكيدى، بقصر الاتحادية فى أول زيارة له لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.

وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة المصرية: إن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس «السيسى» بأخيه الرئيس تشيسيكيدى فى مصر، معربًا عن التقدير للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك ووحدة الرؤى التى تربط بين البلدين الشقيقين، ومؤكدًا حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجى مع الكونغو الديمقراطية فى شتى المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، بما يعكس مزيدًا من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمى والعمل التكاملى لإرساء السلام والاستقرار فى المنطقة والقارة الإفريقية.

على صعيد العلاقات الثنائية؛ أشاد السيسى بمجمل العلاقات مع الكونغو الديمقراطية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، فضلًا عن تنامى التعاون بين البلدين فى مجال بناء القدرات فى إطار إيمان مصر بأهمية الاستثمار فى الموارد البشرية بالقارة، مؤكدًا أهمية مواصلة العمل على تطوير مشروعات التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، خاصة ما يتعلق بتعزيز التبادل التجارى والاستثمارات المصرية فى مختلف المجالات.

ومن جانبه، أعرب رئيس الكونغو الديمقراطية، عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية المتميزة مع مصر، والدعم السياسى المصرى الصادق والراسخ لبلاده، مؤكدًا الحرص على تطوير تلك العلاقات فى مختلف المجالات، لاسيما التعاون التجارى والاقتصادى، ليتناسب مع عمق وتميز العلاقات السياسية بين البلدين، ومشيدًا فى هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية فى الكونغو الديمقراطية فى قطاعات التشييد والبناء والطاقة والبنية الأساسية، مع الإعراب عن تطلعه لزيادة الاستثمارات المصرية فى بلاده، فضلًا عن تعظيم الدعم الفنى الذى تقدمه مصر لأبناء الكونغو الديمقراطية فى مجالات بناء القدرات، خاصة فى ضوء الطفرة التنموية الهائلة التى تشهدها مصر حاليًا والمشروعات القومية الكبرى الجارية والمخطط إنشاؤها.

كما أكد الرئيس تشيسيكيدى الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية، لتعزيز العمل الإفريقى المشترك وقيادة دفة الاتحاد الإفريقى، خاصة فى ضوء قرب تسلم الكونغو الديمقراطية لرئاسة الاتحاد خلال القمة الإفريقية السنوية المقبلة، إلى جانب ما تشهده القارة الإفريقية بشكل عام، ومنطقتى حوض النيل والقرن الإفريقى على وجه الخصوص، من تحديات متلاحقة ومتزايدة، الأمر الذى يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحورى الذى تمثله مصر فى المنطقة والقارة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن، وكذا المواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمى، والتى دومًا ما تنعكس على الدعم المصرى الكبير لمختلف دول المنطقة على شتى الأصعدة.

وأضاف المتحدث الرسمى، أن اللقاء بين الرئيسين تناول أيضًا التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصة قضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة التطورات فى هذا الصدد، لا سيما فى ضوء قرب تسلم الكونغو الديمقراطية رئاسة الاتحاد الإفريقى للعام الجارى 2021.

وفى ختام المباحثات؛ عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة أكد فيها إنه لمن دواعى سرورى البالغ، أن أرحب بأخى الرئيس تشيسيكيدى والوفد المرافق فى بلده الثانى مصر، وذلك فى أول زيارة له إلى القاهرة، متمنيًا له وللوفد المرافق إقامة طيبة ومثمرة.

وأعرب «السيسى» عن تقديره البالغ للعلاقات التاريخية التى تجمع مصر وشعبها مع الكونغو الديمقراطية من خلال روابط أزلية، وتاريخية مشتركة، ترجع إلى فترات التحرر الوطنى فى بلدان قارتنا الإفريقية خلال القرن الماضى، والتى تجسدت كذلك فى خصوصية العلاقات التى جمعت مصر بزعماء وقادة جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدار عقود.

وقال الرئيس السيسى، لقد أجريت مع أخى الرئيس تشيسيكيدى مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة تبادلنا خلالها الرؤى ووجهات النظر تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى نحو عكس إرادتنا السياسية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين فى مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين. 

كما أكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائى، من خلال زيادة معدلات التبادل التجارى، وتشجيع الاستثمارات المصرية فى الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الاتفاق على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين فى أقرب فرصة.

ولقد اتفقنا كذلك على تكثيف التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبناء قدرات الكوادر الوطنية فى الكونغو الديمقراطية الشقيقة فى مختلف القطاعات.

كما تناولت مباحثاتنا تعزيز التعاون القائم بين البلدين فى مجال الموارد المائية والرى وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدنا رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل مصدرًا للتعاون والتنمية وشريان حياة جامعًا لشعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا آخر المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل السد.

كما أعدت التأكيد خلال المباحثات على موقف مصر الراسخ، حيال دعم كافة جهود تثبيت السلام والاستقرار فى جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، واستمرار مصر فى العمل بشفافية وبدافع من اعتبارات الصداقة والأخوة على مساندة الجهود الكونغولية الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلى، وبما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع الشعب الكونغولى ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها للاستمرار فى مسار التحول الديمقراطى المؤسسى.

وأوضح السيسى فى كلمته، لقد تزامنت زيارة أخى الرئيس تشيسيكيدى مع قرب تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقى، وأود التأكيد على دعمنا الكامل لسيادته خلال فترة رئاسته للاتحاد وثقتنا فى قيادته الحكيمة للعمل الإفريقى المشترك، ونجاحه فى قيادة القارة خلال تلك المرحلة التى تشهد عددًا من التحديات، وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشى فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفعيل التكامل الاقتصادى والتجارى بين دول القارة.

وأبدى «السيسى» تطلعه لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الإفريقية، وأتمنى للكونغو الديمقراطية كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبى بكم والوفد المرافق لفخامتكم فى بلدكم الثانى مصر.

ومن جانبه أكد رئيس الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسيكيدى، أنه ناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مباحثاتهما بقصر الاتحادية، تبادل الخبرات فيما يتعلق بمياه النيل، منوهًا إلى أنه أحاط الرئيس السيسى علمًا باستقباله مؤخرًا فى كينشاسا لرئيسة إثيوبيا ووزيرى الخارجية والرى السودانيين كل على حدة، حيث تبادل معهم موضوع المياه وسد النهضة، وأكد موقفه وهو الالتزام التام اعتبارًا من يوم السبت بالتزامن مع توليه رئاسة الاتحاد الإفريقى، ببحث الأمر حتى لا تشهد هذه الدول الشقيقة تصاعدًا فى التوتر.

وقال: إنه تحدث معهم للخروج من هذه الأزمة وتفادى التصعيد من خلال الحوار والانصات للرئيس السيسى، وعبر رئيس الكونغو عن تفاؤله بالوصول إلى حل للدول الثلاث لنستمر فى التعايش السلمى.

وأكد رئيس الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسيكيدى أنه سيستغل زيارته لمصر للقيام بجولة سياحية، كما سيزور العاصمة الإدارية الجديدة.

وقال أود إنشاء نسخة منها فى كينشاسا، كما وصف رئيس الكونغو، الأهرامات التى سيزورها أيضا بمفخرة لإفريقيا كلها قائلا: سنرى ما قام جدودنا المشتركون ببنائه على حد قوله.