الثلاثاء 18 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حروب لا تعرف السلاح

حروب لا تعرف السلاح

الحروب فى العصور الحديثة مختلفة تمامًا عن حروب الماضى التى كانت لا تعرف غير السلاح والبارود والقتل وسفك الدماء.. المفهوم الآن عن الحروب العصرية أصبحت أقل دموية وأقل شراسة ولكنها أكثر فتكاً فى إزهاق الأرواح.. الحروب الآن تبيد الحضارات والثقافات والأصول والتقاليد وأعراف الدول تنشر الرذائل وتهتك ستائر المحرمات التى حرمها الله على أهل الأرض فى كل زمان ومكان ولذلك لم نكن نسمع أو نشاهد هذا الانحراف والشذوذ الأخلاقى والنفسى عند البعض عندما نقرأ أو نشاهد على «السوشيال ميديا» تلك الجرائم البشعة متمثلة فى انتهاك أب لخصوصية ابنته أواعتداء أخ على زوجة أخيه وعمليات التحرش بالأطفال مؤخرا أو مشاهدة تلك الإعلانات المخلة بالشرف لبعض الأشخاص فى صورة تبادل الأزواج ونشر الرذيلة والإفساد داخل المجتمعات  العربية والإسلامية.



الحقيقة: إن الموضوع شائك والكتابة فيه سلاح ذوحدين ولكن الشعور بالخوف على الثوابت الدينية والأخلاقية داخل المجتمع المصرى هى الدافع الرئيسى لدق ناقوس الخطر من التحولات الرهيبة التى تسعى إلى  تغيير الطبيعة والفطرة البشرية خاصة المصرية والعربية.. دخلت منذ عدة أيام فى نقاش مطول مع الأخ والصديق العزيز زميلى الأستاذ أحمد باشا رئيس التحرير عن التحولات الخطيرة التى من الممكن أن تتسبب فيها  التطبيقات الجديدة على «الموبايل أبلكيشن» ووسائل التواصل الاجتماعى  وتطبيقات غرف الدردشة الخاصة والعامة المباح منها وغير المباح تحدثنا عن «الكلوب هاوس» وآخر ما اطلعت  عليه عن «الكلوب هاوس» هذا التصريح على شبكة  (CNN) يقول : على مدار عدة أشهر، يطالب الكثير من الأشخاص بالوصول إلى Clubhouse، وهو تطبيق من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعى، يمكن دخوله حتى الآن من خلال دعوة فقط، ويسمح للأعضاء بالانضمام إلى غرف افتراضية لإجراء مناقشات صوتية حول مختلف الموضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية وجنسية .

وعلى عكس شبكات التواصل الاجتماعى الأخرى التى تعتمد بشكل كبير على الكتابة، فإن النظام الأساسى لتطبيق Clubhouse قائم على الصوت، وليس النص، ما يجعله يبدو وكأنه «بودكاست» تفاعلى أومكالمة جماعية.

ويقول بول دافيسون وروهان سيث، مؤسسا تطبيق Clubhouse إنه فى أى ليلة، هناك الآلاف من الغرف المختلفة التى يمكن للأشخاص الانضمام إليها لإجراء محادثات مباشرة. يعمل «المضيفون» كمشرفين على المحادثات ويمكن لمن فى الغرفة رفع أيديهم، افتراضيًا، لتشغيل ميكروفوناتهم وإعطائهم فرصة للتحدث. ومن بين المشاركين، قائمة من أصحاب رءوس الأموال ورواد التكنولوجيا والمشاهير إلى هنا انتهى الخبر.. طلبت من أحد أصدقائى الخبراء فى السوشيال ميديا ومواقع التواصل ولديه دعوة من صديق مشارك فى هذا التطبيق وجلسنا  سويا لنرى ما يدور فى غرف  الدردشة  وما تحويه من تيارات وفئات عمرية وجنسيات مختلفة من كل أنحاء العالم لنكتشف عالمًا جديدًا من الأفكار المختلفة الوافدة على عالمنا العربى والإسلامى تحاول بصورة أو بأخرى اقتلاع الجذور والثوابت الدينية والأخلاقية والوطنية عند الكثيرين من أبناء الشعوب العربية من خلال نشر الرذائل بين الشباب واقتلاع النخوة الوطنية من البعض ووجدنا أن التكنولوجيا سلاح ذوحدين والعالم ليس له حدود والقوانين الجديدة التى تفرضها العولمة من الصعب مقاومتها .. الوضع يحتاج إلى وقفة من الخبراء والمختصين ورجال الإعلام والدين  والفكر والسياسة حتى نبنى حائط صد منيعًا يقاوم حروب الجيل الجديد التى لا تطلق صاروخًا أوطلقة واحدة وإنما تبيد الأعراف والتقاليد والأصول التى تربينا عليها داخل المجتمعات الشرقية والعربية. تحيا مصر