الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمس يبحث عن مليم ملح!

أحمس يبحث عن مليم ملح!

دقائق قليلة من «برومو» مسلسل الملك أحمس أقامت الدنيا وأقعدتها، واحتلت مناقشات وحوارات ومداخلات القنوات الفضائية سواء مصرية أو عربية، أو فضائيات أجنبية ناطقة باللغة العربية!!



المسلسل مأخوذ عن رواية الأديب الكبير «نجيب محفوظ» كفاح طيبة وهى ثالث رواية تاريخية يكتبها «عبث الأقدار» عام 1939 و«رادوبيس» عام 1943.

يعترف نجيب محفوظ للأستاذ «رجاء النقاش»:

خطر لى أن أكتب تاريخ مصر من خلال سلسلة أعمال روائية تاريخية أشبه بما فعله «جورجى زيدان» وبدأت هذه السلسلة برواية «كفاح طيبة» لكننى توقفت بعدها لأننى وجدت أنها ستعطلنى عن عملى الأصلى وهو الرواية الفنية، ذلك لأن الرواية التاريخية تحتاج إلى جهد من البحث والدراسة وتجميع المعلومات، وربما عاودنى الحنين إلى الرواية التاريخية - بعد الأعمال الفرعونية الأولى - لمرة واحدة فى رواية «العائش فى الحقيقة» التى تناولت فيها شخصية «إخناتون».

وأظن أن كلام الأستاذ نجيب محفوظ يلخص بالضبط أزمة مسلسل الملك أحمس من خلال الدقائق القليلة التى عرضها البرومو ورأينا فيها العجب العجاب من لحية «عمرو يوسف» إلى الشعر الأصفر والأشقر وتصميم الملابس وغيرها من الملاحظات!!

بطبيعة الحال دافع صناع المسلسل عنه بعد قرار إيقافه وتشكيل لجنة من أساتذة الآثار والتاريخ لمراجعة سيناريو المسلسل!!

وعلى الناحية الأخرى هوجم المسلسل بانتقادات وهجوم كاسح سواء من أساتذة التاريخ والآثار وبعض نقاد الدراما فى مصر.

ولعل أغرب وأعجب دفاع عن المسلسل جاء من قنوات الإخوان فى اسطنبول، والمثير للدهشة أنهم دافعوا عن «أحمس» من منطلق حرية الإبداع والتعبير التى تضيق مساحتها فى مصر يومًا بعد يوم.

ونسى هؤلاء السفهاء ما كان بعض رموزهم وقادتهم يطالبون بتكسير وتحطيم تماثيل الفراعنة بل طالب أحدهم بهدم الأهرامات نفسها لأنها جاهلية وكفر وعبادة أوثان وأصنام!! هؤلاء الأعضاء النشيطون فى حزب الجهل النشيط هم أنفسهم قبل أيام ممن سخروا من موكب المومياوات الملكية والحفاوة العالمية التى صاحبته، وقال الجاهل الأكبر «زوبع» وتابعه «غنيم» كيف نحتفل بموتى كفار؟!

وأظن أن الدفاع عن المسلسل بمنطق «نشوف الأول وبعدين نحكم عليه» هو قول مزيف وزائف فماذا بعد أن يشاهده الملايين ويرون بالصوت والصورة والأداء المبهر كل هذه التشوهات التى طالت فترة ذهبية من عمر مصر.

المشاهد - الذى لم يقرأ أصلًا تاريخ هذه المرحلة - سيظل التاريخ بالنسبة له هو ما شاهده فى المسلسل.

وإذا كان المسلسل قد تكلف الملايين من الجنيهات هل كان مستحيلًا شراء بضعة مراجع تاريخية وبها مئات الصور التى توضح ماذا كان يرتدى رجال ونساء الفراعنة وشكل الأسلحة المستخدمة لكنها فكرة المثل الشعبى العظيم «بتبوظ الطبخة على مليم ملح».. نعم مليم ملح كان كافيًا لإنقاذ أحمس!!