السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر توحد الأشقاء وتساهم فى عملية إعمار ليبيا

يظل الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضى الليبية فى مقدمة اهتمامات القيادة السياسية المصرية، حيث تمثل ليبيا امتدادًا للأمن القومى المصري، لذلك حرصت الدولة المصرية على الحفاظ على وحدتها، عبر الدعم غير المحدود فى شتى المجالات، وجاءت زيارة رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى على رأس وفد رفيع المستوي، ليؤكد أن الدولة المصرية لم ولن تترك أشقاءها فى ليبيا فريسة لأى قوى خارجية، وعقب وصول رئيس الحكومة المصرى إلى «طرابلس»، عقد جلسة مباحثات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد دبيبة.



وخلال الجلسة، أكد «مدبولي» أنه نقل رسالة إلي »دبيبة« تؤكد فحواها دعم مصر؛ قيادة وحكومة وشعباً، للدولة الليبية خلال هذه المرحلة المهمة، وحرصها على دعم ومساندة المؤسسات الليبية فى تحقيق المصالحة الوطنية والوصول إلى وحدة الأراضى الليبية بالكامل وتحقيق التنمية والرخاء للشعب الليبي.

وأعرب مدبولى - خلال المباحثات - عن سعادته والوفد الوزارى رفيع المستوى المرافق له، عن تواجدهم على أرض ليبيا الشقيقة، كما نقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتمنياته للأشقاء فى ليبيا؛ حكومة وشعبا بالتوفيق فى هذه الفترة الفارقة من تاريخ ليبيا الشقيقة، لافتًا إلى حرصه وعدد كبير من الوزراء من أعضاء الحكومة المصرية على التواجد على أرض ليبيا؛ لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات المشتركة فى مختلف المجالات، كما قدم التهنئة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على نجاح تشكيل الحكومة، والحصول على ثقة البرلمان الليبي، مشيرا إلى أن الزيارة تُعد هى أول زيارة لرئيس وزراء مصرى منذ فترة طويلة، مؤكدا أنها تأتى للتعبير عن دعمنا الكامل للأشقاء فى ليبيا.

وقال مدبولي: اسمحوا لى أن أتوجه بالشكر -أيضا- على تصريحاتكم الداعمة لملف المياه والأمن القومى المصرى وحرص ليبيا على دعم مصر بالكامل فى هذا الملف المهم؛ وهو ما يعكس عمق الروابط والعلاقات بين الشعبين، والحقيقة أن مصر أيضا كانت داعمة للشعب الليبى طوال السنوات الماضية؛ وذلك لتسوية الأزمة الليبية، وقمنا بجهود كبيرة لتحقيق المصالحة بين الأشقاء الليبيين؛ سواء من خلال إعلان القاهرة، وكذلك دعم خارطة الطريق التى وضعت للفترة الانتقالية، إلى جانب استضافة اللجنة العسكرية المشتركة بمدينة الغردقة فى سبتمبر 2020، حتى تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى أكتوبر 2020 . وأكد مدبولى أن تواجده فى ليبيا كرئيس للحكومة المصرية على رأس وفد كبير من أعضاء هذه الحكومة إنما هو لإعطاء رسالة واضحة على دعم ليبيا ودعم حكومة الوحدة الوطنية فى سبيل نجاحها فى إتمام مهامها التاريخية تجاه الوضع فى ليبيا، مشيرا إلى دعم مصر لحكومة الوحدة الوطنية فى مسار تحقيق الإصلاح والتقدم والنماء خلال الفترة المقبلة.

كما أكد مدبولى أن الرئيس السيسى حريص كل الحرص على دعم المشروعات التنموية التى تخطط حكومة الوحدة الوطنية لتنفيذها فى كل بقاع ليبيا، مشيرا إلى اصطحابه الوزراء المعنيين بملفات مشروعات البنية الأساسية، التى من بينها الطاقة والكهرباء، والبترول، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والمرافق، والتجارة والصناعة، إلى جانب الصحة، وذلك فى إطار حرصنا على دعم ما يتطلبه قطاع الصحة فى ليبيا، إضافة إلى حرصنا على دعم مجال التنمية البشرية أيضا ولذلك فكان الحرص على اصطحاب وزير التربية والتعليم فى الوفد المصري، إضافة إلى تفعيل مجالات التعاون بين البلدين من خلال تواجد وزيرة التعاون الدولي، فضلا عن تنظيم تواجد العمالة المصرية فى ليبيا من خلال تواجد وزير القوى العاملة، كما حرصنا على تعزيز التعاون فى مجال الاستثمارات من خلال انضام رئيس هيئة الاستثمار للوفد؛ لمناقشة كل ملفات الاستثمار مع الجانب الليبى خلال الفترة المقبلة، وغيرها من الملفات المشتركة.

وأشار إلى إنه ينتهز هذه الفرصة لدعوة نظيره الليبى لزيارة بلده الثانى مصر بصحبة أعضاء الحكومة الليبية لوضع الخطوات التنفيذية لكل مذكرات التفاهم والمشروعات التى يتم مناقشتها أثناء الزيارة، معربًا عن تشرفه باستقبال عبدالحميد دبيبة فى مصر عقب اختياره رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، والتى تمت قبل اكتمال تشكيل الحكومة الليبية والحصول على ثقة مجلس النواب، مشيراً إلى أنها مثلت رسالة دعم من مصر بكافة مؤسساتها وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتنمية وتوحيد ليبيا خلال المرحلة المقبلة، معرباً فى هذا الصدد، عن انفتاح الجانب المصرى على مقترحات تعزيز التعاون، لاسيما تلك المتعلقة بتدشين خط ملاحى بين الموانئ المصرية والليبية، مشيرا إلى أنه وجه وزير الطيران المدنى بالسماح الفورى باستقبال رحلات الطيران القادمة من المدن الليبية إلى مطار القاهرة الدولي، والاتفاق على وضع الضوابط الخاصة بهذا الملف.

وأضاف مدبولي، أن مصر حريصة على نقل التجربة المصرية فى مجال التعليم، وإعادة فتح المدرسة المصرية فى ليبيا، كما أعرب عن ترحيب الدولة المصرية أيضا بإنشاء جامعة مصرية فى إحدى المدن التى يختارها الجانب الليبي، فضلا عن المساعدة فى إنشاء مستشفى مصريّ فى طرابلس أو أى مكان يختاره الجانب الليبي، هذا بالإضافة إلى إيفاد قوافل طبية فى التخصصات التى يحددها الجانب الليبي، مؤكداً أن مصر حريصة كل الحرص على إعادة الروابط التاريخية والعميقة بين الشعبين خلال الفترة القادمة. من جانبه، أكد عبدالحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن حكومته تعمل - خلال هذه المرحلة - على إعادة ليبيا إلى مرحلة الاستقرار، التى ستستعيد بها مكانتها الإقليمية والدولية، وستنتهى بإجراء انتخابات وطنية نزيهة تتميز بالشفافية التامة، تبدأ معها مرحلة تنمية حقيقية، مشيرا إلى أن إحدى أهم الإيجابيات التى أتت مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية، هو أن ليبيا بدأت فى استعادة علاقاتها الطبيعية مع الدول الشقيقة والصديقة.

وأضاف: ندرك - يقينا - أن انتهاء حالة الانقسام والنزاع فى ليبيا سيسهم بشكل كبير فى استقرار المحيط العربى والإفريقي، وفى هذا الصدد نُثمن بشكل كبير الدور المصرى فى تعزيز ودعم الحوار السياسي، وإيجاد حل شامل للأزمة الليبية، ونتطلع إلى أن تستمر مصر فى دورها الحالى مع باقى دول المنطقة؛ للمساعدة على تحقيق استقرار ليبيا وأمنها، فى الحاضر والمستقبل؛ لأن هذا يوفر مجالات واسعة للتعاون المشترك بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، فى إطار دورنا فى إرساء وتعزيز قواعد العمل المشترك البناء الذى يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، فلدى البلدين خبرات كبيرة للتعاون المشترك فى مجالات متعددة، منها تنمية الموارد البشرية، والتجارة، والبناء، والاستثمار، والخدمات؛ بما يعود بالنفع على الجميع.

وأشار إلى أنه ستتم ترجمة نتائج هذا الاجتماع إلى خطوات فعلية تتضمن عددا من الاتفاقيات، تشمل ثلاث اتفاقيات فى مجال الكهرباء، وثلاث اتفاقيات فى مجال الاتصالات والتعاون التقنى والفني، واتفاقية واحدة فى كل من مجالات: الصحة والقوى العاملة والبنية التحتية والنقل والاستثمار، موضحا أن هذه الاتفاقيات ستؤذن ببدء مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين، وإلى جانب هذه الاتفاقيات نحتاج لتعزيز العمل الدبلوماسى بين البلدين من خلال إعادة افتتاح السفارة المصرية فى طرابلس، وإعادة الرحلات المباشرة بين المطارات الليبية والقاهرة؛ لكى يتمكن الطلاب ورجال الأعمال وجميع المواطنين من البلدين التنقل بسهولة ويسر.