السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

براءات اختراع لقاحات كورونا تثير الجدل

أثار قرار الرئيس الأمريكى جو بايدن بتنازل بلاده عن براءات اختراع لقاحات مضادة لفيروس كورونا، مما يمكن كل مختبرات الأدوية فى العالم من تصنيع اللقاح بدون مقابل، جدلا كبيرا بين الأوساط الدولية والطبية.



وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت تأييدها رفعاً عالمياً لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، موضحة أنها تشارك فى المفاوضات حول شروط ذلك فى منظمة التجارة العالمية.

وقالت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاى فى بيان، إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن واشنطن تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19.

وأضافت: «هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 تستدعى اتخاذ تدابير استثنائية». 

 

المفوضية الأوروبية

وقد أثار القرار خلافات بين الدول الأوروبية ، وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبى مستعد لمناقشة الاقتراح الأمريكى برفع حماية الملكية الفكرية للقاحات كورونا، من أجل تسريع الإنتاج والتوزيع.

منظمة «جافى»

فيما رحبت منظمة جافى بتأييد الرئيس الأمريكى للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات المضادة لكوفيد-19.

ألمانيا

أبدت الحكومة الألمانية تحفظها حيال اقتراح واشنطن بتعليق براءات الاختراع للقاحات كورونا، مبينة أن الأمر لا يتوقف على براءات الاختراع فقط، بل هناك عوامل مهمة أخرى.  وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن اقتراح الولايات المتحدة الأمريكية التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19 سيكون له تداعيات كبيرة على الإنتاج،

روسيا 

أما الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فقد رأى أن التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد فكرة تستحق الدراسة وإنه منفتح على الفكرة، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء انترفاكس، مشيرا إلى  أن «الجائحة تعد حالة طارئة».

البابا فرانسيس

وأيد البابا فرانسيس رفعا مؤقتا لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا 

منظمة التجارة العالمية

وجعلت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزى أوكونجو إيويالا إتاحة اللقاحات أولوية لمؤسستها. وتطالب الهند وجنوب إفريقيا بشكل خاص بالرفع المؤقت لبراءات الاختراع عن اللقاحات من أجل التمكن من تسريع الإنتاج، لكنّ بعض البلدان بما فى ذلك فرنسا تعارض الأمر. وتطالب باريس بدلًا عن ذلك بتقديم هبات لصالح الدول الفقيرة.

الاتحاد الدولى للمصنعين والجمعيات الصيدلانية

اعتبر «الاتحاد الدولى للمصنعين والجمعيات الصيدلانية» أن قرار الولايات المتحدة «مخيّب للآمال».

وأضاف: «نتفق تمامًا مع الهدف المتمثل فى مشاركة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل سريع وعادل فى جميع أنحاء العالم. ولكن كما قلنا مرارًا وتكرارًا، فإن التعليق (لبراءات الاختراع) هو الحل السهل ولكن الخاطئ لمشكلة معقدة».

شركات الأدوية

وتعارض شركات الأدوية القوية بشكل عام تعليق براءات الاختراع الخاصة بها، بحجة أن ذلك سيحول دون إجراء أبحاث مكلفة. وأقرت كاثرين تاى بأن المفاوضات فى منظمة التجارة العالمية «ستستغرق وقتاً نظراً للطبيعة التوافقية للمؤسسة وتعقيد القضايا المطروحة». وأكدت أن «الهدف هو توفير أكبر عدد ممكن من اللقاحات الآمنة والفعالة لأكبر عدد ممكن من الناس فى أسرع وقت».

وشددت على أن «الإدارة ستواصل تكثيف جهودها، بالتعاون مع القطاع الخاص وجميع الشركاء المحتملين، لتوسيع تصنيع اللقاحات وتوزيعها».

اليابان

كما انتقدت جمعية الصناعات الدوائية اليابانية، دعم الولايات المتحدة الأمريكية لدعوة «التنازل المؤقت» عن براءات اختراع اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» التى تحتفظ بها شركات الأدوية.  وحذرت جمعية الصناعات الدوائية فى اليابان - حسب ما أوردته وكالة أنباء (كيودو) اليابانية - من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدى إلى تفاقم النقص العالمى فى المكونات الحيوية للقاحات.

 

البورصة العالمية

وفى «وول ستريت»، تراجعت أسهم شركات تصنيع اللقاحات، فى نهاية الجلسة إثر الإعلان الأمريكى. وتراجع سهم شركة «موديرنا» المدرجة فى مؤشر «ناسداك» بنسبة 6.19٪ إلى 162,84 دولار. أما سهم شركة «نوفافاكس» التى لا يزال لقاحها قيد الدراسة، فقد انخفض بنسبة 5٪ تقريباً. وظلّ سهم شركة «فايزر» ثابتاً بينما انخفض سهم شريكتها الألمانية «بيونتك» بنسبة 3,45 فى المائة،

 

الصحة العالمية

من جهته، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء بـ»القرار التاريخي» للولايات المتحدة بتأييدها رفعاً مؤقتاً لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لـ»كورونا» الذى سينهى وفق خبراء النقص فى الإمدادات. وقال المسئول الأممى فى تغريدة: «أحيى الولايات المتحدة على هذا القرار التاريخى لصالح الإنصاف فى اللقاحات، معطية الأولوية لرفاهية الجميع فى كل مكان فى هذا الوقت الحرج. فلنتحرك الآن جميعاً إلى الأمام بسرعة وتضامن للبناء على براعة والتزام العلماء الذين أنتجوا لقاحات كوفيد-19 التى تنقذ الأرواح». 

ويحثّ غيبريسوس منذ أشهر على اتخاذ هذا الإجراء، وهو يعتبر أن نصوص منظمة التجارة العالمية تسمح بهذا الرفع المؤقت فى حالة وقوع حدث خطير. 

وقد صرّح مراراً بأنه «إذا لم نفعل ذلك الآن، فمتى؟»، فى وقت يواجه العالم أسوأ جائحة منذ قرن فى حين أن اللقاحات موجودة. وتابعت المسئولة الأمريكية أن بلادها تشارك «بنشاط» فى المفاوضات الجارية فى منظمة التجارة العالمية حول رفع تلك البراءات.