الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى حضور وزيرة الثقافة

الدولة تكرم مبدعيها فى جميع المجالات

فى ظل جائحة كورونا التى أصابت الحركة الثقافية بالركود اجتمع المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الوزيرة إيناس عبد الدايم للتصويت على جوائز الدولة لهذا العام من أجل التصويت إلكترونيا على جوائز الدولة التى تمنح على عدة مستويات. والملاحظ فى هذه الدورة فوز الشخصيات الأكثر شهرة 



 

جوائز النيل

 

 حصد الروائى والمسرحى محمد سلماوى جائزة النيل لفرع الآداب، وسلماوى ينتمى إلى جيل الستينيات وقد سبقه فى الفوز بها من أبناء جيله الروائى بهاء طاهر، والروائى الراحل جمال الغيطانى. وقد رشح نادى القصة سلماوى لجائزة النيل. وفى مجال الفنون فاز الفنان التشكيلى مصطفى عبد المعطي، كما فاز المؤرخ والمفكر اللبنانى الشهير رضوان السيد كاتب المقالات والأستاذ بالجامعة اللبنانية بجائزة النيل للمبدعين العرب وتعد جائزة النيل هى أرفع جائزة تمنحها الدولة المصرية للمبدعين فى مجالات الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية. 

وقد عبر الكاتب الكبير محمد سلماوي، على سعادته بفوزه بجائزة النيل فى الآداب، فقال «لقد حزت جوائز كثيرة على مدار حياتى منها الجائزة التقديرية، كما حزت عددًا من الأوسمة من دول عديدة مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا، إلا أن جائزة النيل تظل لها وضع خاص ومكانة خاصة لدىّ».

وأوضح «سلماوي» أن من أهم الأسباب التى تجعلنى سعيدًا بالجائزة أنها أكبر الجوائز التى تمنحها الدولة لأبنائها فى مختلف المجالات الفنية والأدبية والفكرية.. فهذه الجائزة تتويج لمسيرة المفكرين والأدباء، على مدى سنوات عمرهم وهى ليست تقديرية أو تشجيعية، ويتم منحها على مجمل الإنتاج».

وتابع: «من أهم الأسباب التى تضاعف فرحتى بهذه الجائزة، هو اسمها، فالنيل العظيم الذى تتدفق مياهه فى شرايين الوطن والذى يتعرض الآن إلى مؤامرات صغيرة لن تنال منه ومن قيمته التى تمتد إلى عصور ما قبل التاريخ، وكون حصولى على جائزة تحمل اسم النيل فى هذا التوقيت هو أمر يمنحنى أمل وتفاؤل أن أبناء مصر الذين هم أبناء النيل لن تنال منهم مثل هذه التهديدات التى تواجههم».

 

الجوائز التقديرية

 

وقد جاءت الجوائز كالتالى:

فاز بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الفنون راجح سامى داود (راجح داود)، ومصطفى محرم مصطفى عنبر (مصطفى محرم)، وزينب محمد سالم على (زينب سالم).

وفى مجال الآداب فاز كل من محمد المنسى المنسى قنديل (المنسى قنديل)، وسلوى أحمد بكر طلب (سلوى أحمد بكر)، وأحمد شوقى أحمد محمد حجاب (شوقى حجاب).

وفى مجال العلوم الاجتماعية أحمد يوسف أحمد محمد عبد الرحمن (أحمد يوسف أحمد)، وسرية عبد الرازق محمد صدقى (سرية صدقي)، ومحمد عفيفى عبد الخالق عفيفى (محمد عفيفي)، وأحمد أحمد صقر عاشور (أحمد صقر عاشور).

الروائية والناقدة سلوى بكر بالشكر فقد تقدمت بالشكر لأتيليه القاهرة لأنه الجهة التى رشحتها للفوز بالجائزة كذلك لجان الفحص والتحكيم والدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة على منحها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب لهذا العام.

 

جوائز التفوق

 

وفى جوائز الدولة للتفوق، فاز فى مجال الفنون منى الصبان الأستاذة بالمعهد العالى للسينما والمايسترو شريف محيى الدين، وفى مجال الآداب فاز الروائى أحمد خنيجر والروائى الراحل بهاء عبد المجيد، وفى مجال العلوم الاجتماعية فاز محمد سالمان طايع أستاذ العلوم السياسية وعالية المهدى عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة والصحفى وائل لطفي.

 

الجوائز التشجيعية

 

وجاءت أسماء الفائزين فى جوائز الدولة التشجيعية كالآتى:

أولاً - الفنون:

فن التصوير: أحمد يحيى سعيد البدوى «أحمد البدوى»، الجرافيك: الفنان باسم عبد الجليل حسين عبد الجليل، العزف على آلة الكونترباص: العازفة سمر طلعت أحمد حافظ «سمر حافظ»، نقد مسرحي: حجبت، تصميم ديكور مسرحي: محمود فؤاد صدقى محمد »محمود فؤاد صدقي»، النشر المعمارى والعمراني: الدكتور محمد كمال عبد العزيز الشاهد، دراسة على الآلات الموسيقية الشعبية: محمد سيد محمد حسن «محمد أبو شنب»، الموسيقى التصويرية للفيلم الروائى الطويل: المؤلف الموسيقى خالد أحمد محمد الكمار «خالد الكمار».

ثانيًا- الآداب:

دراسة فى شعر النهضة فى مصر: حجبت، استلهام التراث فى الرواية المعاصرة: المرحوم الدكتور عبد الهادى على عبد الهادى عليوة، ديوان شعر فصيح: محمد أبو زيد محمد عبد اللاه «محمد أبو زيد»، ديوان شعر عامي: المهندس محمد شعبان شوقى محمد «محمد شعبان»، رواية خيال علمي: أحمد محمد أحمد الصادق «أحمد الصادق»، مجموعة قصصية: المهندس أحمد خالد محمد داود «أحمد داود»، ترجمة كتاب عن الفنون التشكيلية: الدكتور حمدى السيد السيد مهران «حمدى مهران»، رسوم لمرحلة ما قبل المدرسة فى مجلة أو كتاب: الفنانة إسراء محمد على حديرى «إسراء حديري».

ثالثًا- العلوم الاجتماعية:

علم الاجتماع: ابتهال عادل أنور على هارون، التاريخ: الدكتورة رضوى يسرى زكى عطية «رضوى زكي»، الجغرافيا: الدكتور محمد إبراهيم محمد سيد أحمد خطاب «محمد إبراهيم محمد خطاب»، الفلسفة وعلم النفس: الدكتور مصطفى عبد المحسن عبد التواب عبد المحسن «مصطفى عبد المحسن الحديبي»، الآثار: حجبت، الثقافة العلمية: حجبت، الإعلام: محمد سيد توفيق محمد شعبان «محمد توفيق»، التربية: الدكتورة نجوى شكرى يمنى أحمد «نجوى يمنى».

رابعًا- العلوم الاقتصادية والقانونية:

السياسات المالية وأثرها على الأداء الجارى للاقتصاد المصري: الدكتورة إسراء عادل السيد أحمد الحسينى «إسراء الحسيني»، دور صناعة السياحة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية: الدكتور أحمد محمد رجب محمد، دراسات أفريقية: الدكتور باسم عدلى رزق، الاستراتيجية والأمن القومي: الدكتورة هالة أحمد محمد حسن رشيدى «هالة رشيدي»، القانون الخاص: حجبت، القانون العام: حجبت، ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان: الدكتورة إسراء أحمد إسماعيل إبراهيم «إسراء أحمد إسماعيل»، السياسات والتشريعات المقترحة لمناهضة التمييز: الدكتور أحمد سعيد عزت عامر.​

وقدم الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق التهنئة لكل من الكاتب محمد سلماوى والفنان مصطفى عبد المعطى على فوزهما بجائزة النيل والفنون متمنيا لهما دوام النجاح والتوفيق.

وقد عبر الفنان والناقد التشكيلى عصمت داوستاشى عن حزنه العميق لعدم فوزه بجائزة هذا العام على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قائلا:» الشكر والحمد لله.. لم أفز بجائزة الدولة التقديرية للفنون لثالث مرة.. فاز بها من هم أصغر منى عمرًا وعطاء، وكأن كل جهدى فى الحياة هباء. لقد هرمت على الجوائز وتجاوزتها.. ومبروك للفائزين ومبروك للفائزين بها، ومبروك لدولة الثقافة التى أنا لست منها.. أشكر كل من لم يمنحنى صوته، لأنه اختار الصح لهذا الزمن.. أشكركم ويكفينى هذا».

كما عبر الدكتور أسامة أبو طالب أستاذ المسرح الشهير عن حزنه لتجاهل جوائز الدولة له هذا العام قائلا:» بعد عطاء خمسين عاما بإخلاص معلما ومسؤولا فى العمل الثقافى، ثم مرشحا مرتين للوزارة خسرت جائزة لم أرشح نفسى لها وإنما شرفنى بالترشيح بيتى الحقيقى معهد الفنون المسرحية وأكاديمية الفنون بأساتذتها المبدعين المتخصصين فى علوم المسرح وفى الفنون - كما شرفنى كسب ثقتكم وتقديركم وهما عندى أرفع تقدير وأرقى تكريم. شكرا لتأييدكم وامتنانا لدعمكم. لكم جميعا أخلص الأمنيات. ومن كل قلبى وبكل صدق واخلاص أهنئ جميع الفائزين.

كما أعلن المجلس الأعلى للثقافة أسماء الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية لعامى 2020 و2021 والتى تقدم فى مجالات الفنون والموسيقى والشعر والرواية والقصة القصيرة والترجمة والعلوم الاجتماعية.

وإذا كانت لجنة تحكيم هذا العام قد كرمت المبدعين الراحلين بوباء كورونا أمثال الروائى بهاء عبد المجيد والسينارست الشهير مصطفى محرم، وهى لفتة فى غاية التقدير من وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، لكنها تجاهلت الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد صاحب الإنتاج النقدى المتميز، وقد جاء التصويت هذا العام بمشاركة عدد من أعضائه الحضور وعدد آخر من خلال التصويت الإلكترونى لأول مرة.

 

مشاهد

 

وجاء اسم الشاعر الكبير شوقى حجاب ليضفى البهجة والتفاؤل فى الأجواء الثقافية بحصوله على جائزة الدولة التقديرية لفرع الآداب لتتوج مشواره الإبداعى حيث ولد حجاب فى محافظة الدقهلية عام 1946، تربى فى كنف أب أزهرى كان يكتب الشعر ويقتنى الكتب ويعشق الثقافة، وأم متعلمة تقرأ وتمتلك خيالا خصبا وتراثا من الأمثلة الشعبية والحواديت والحكايات. 

على يد أبيه تعلم عروض الشعر وتعرف على مكتبته، وقد ساعده على الاتجاه لكتابة الشعر كل من أبيه وأخيه الأكبر الشاعر الراحل سيد حجاب. ورغم كتابته الشعر والأغنية للكبار، إلا أن الكتابة للطفل لها النصيب الأكبر فى اهتماماته، وتميز إبداعه فى مجال البرامج والدراما التلفزيونية وكذلك فى مسرح الطفل، درس أيضا الإخراج بمعهد السينما ومارسه.

شخصيات عديدة ابتكرها شوقى حجاب، لاقت نجاحا كبيرا، ومنها شخصية «أرنوب» وهو قفاز أصفر مصنوع من التريكو وله أذنان ويجسد شخصية الأرنب كثير الأسئلة، فهو يسأل الناس من حوله ببراءة شديدة ويتكلم بصوت الفنان «طلعت عطية»، ثم قدم شخصية «دبدوب» وهو قناع كامل يرتديه الفنان سيد محمد ويجسد به شخصية دب طيب القلب، يفاجئ المحيطين به بأفعاله وأفكاره وكان هذا الدب يحمل معه دائما صندوقا يضع به أشياء متنوعة، وشخصية «دقدق» وهو خيال مآتة لشخصية غير مصرية ابتكرها شوقي، تحلم دائما وتكره أن يعاملها الناس كخيال مآتة، وتتمنى أن يتعاملوا معها ككائن له قيمة وشخصية محترمة.

وكذلك شخصية «ضاضا العضاضة» وهى فارة قراضة تخطف أى شيء من حولها وتحاول أن تبدو فى منتهى البراءة، وشخصية «الغزالة لا لا» بطلة لمسرحية تحمل اسمها، وهى عبارة عن عروسة من القفاز، تعيش فى مجتمع متخلف لقبيلة متزمتة، تحرم السهر والغناء والتعليم والكهرباء، والشخصية الأشهر «بقلظ» وهو شخصية لطفل يشبه الطفل الإيطالى بينوكيو الذى تمدد أنفه ويزداد طوله كلما كذب، صنعه على هيئة أراجوز مصري، وغيرها من الشخصيات مثل «بسبس هو، فركش وفرفوشة، كوكى كاك».

لم تغفل الجائزة أحد أبرز شعراء السبعينيات المتميزين ممن كان لهم الفضل فى الخروج على النص الشعرى السائد على مدار أربعة عقود شهد خلالها الشاعر محمد سليمان نهوض مصر بعد نكسة 1967 وكللت مسيرته بجائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2021 بعد سنوات من النتاج الشعرى الذى ترجم لعدة لغات.

برز الشاعر محمد سليمان كأحد الشعراء المتميزين فى موجة شعراء السبعينيات فى مصر. وتبلور ذلك فى الكثير من أعماله الشعرية ومنها «سليمان الملك» و»هواء قديم» و»بالأصابع التى كالمشط» وغيرها، والتى وظف فيها بشكل لافت روح التراث الشعبى سعيا لخلق أسطورة خاصة نابعة من هموم الواقع اليومى الحي. كما ان له تجربة فى المسرح الشعري، وترجمت مختارات من شعره إلى الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والهولندية.

كما فاز فى مجال الفنون الموسيقار راجح داود والفنانة التشكيلية زينب سالم والسيناريست الراحل مصطفى محرم، وفى مجال العلوم الاجتماعية فاز كل من أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وسرية عبد الرازق صدقى الأستاذة بكلية التربية الفنية ومحمد عفيفى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة وأحمد صقر عاشور أستاذ الإدارة الاستراتيجية والموارد البشرية.