الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
“الأضرحة” ما بين الفتح والإغلاق

“الأضرحة” ما بين الفتح والإغلاق

بناءً على اتصالات مكثفة من الكثيرين طلبوا منى أن أفتح باب النقاش فى مسألة إعادة التفكير والتذكير فيما يتعلق بفتح أضرحة آل البيت مرة أخرى بعد الغلق الذى استمر لمدة عامين كاملين. 



الأضرحة بمثابة الخط الأوسط الرفيع للحالة النفسية والدينية للملايين من أهل مصر المحبين لعطرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هنا فى قلب القاهرة يرقد سيد شباب أهل الجنة سيدنا الإمام الحسين بن على كرم الله وجه أبيه ورضى الله عنهم أجمعين.. يأتى إلى هذا المقام الرفيع ملايين من الناس من خارج مصر ومن داخلها، مسلمون ومسيحيون ولا غرابة فى حديثى عندما أروى عليكم قصة حقيقية سمعناها من أحد الصالحين، عندما قدم رجل من أهل الريف قاصدًا زيارة الإمام الحسين بعد أن ضاقت به السبل وطرق كل الأبواب لكى يستدين مبلغًا من المال لعلاج أحد أبنائه من مرض خطير بعد أن باع كل ما يملك لعلاج ابنه الوحيد على ثلاث بنات..  وقد أشار عليه أصحابه إلى أن يذهب لزيارة أبى عبد الله الحسين عسى أن تصيبه نفحة من نفحات آل البيت رضى الله عنهم..  ذهب الرجل ودخل المقام صلى ما شاء له أن يصلى ودعا وسجد وبكى متضرعًا ومستشفعًا بسيدنا رسول الله وبالإمام الحسين أن يفك الله كربه وأن يرسل إليه مالًا كثيرًا لاستكمال علاج فلذة كبده.. خرج الرجل من الضريح وقصد ركنًا بعيدًا من أركان المسجد وأخذته سنة من النوم فشاهد رسول الله والإمام الحسين، حيث قال له الإمام اذهب إلى «فلان الفلانى» فى الصاغة وسلم عليه وأخبره بأن رسول الله يسلم عليك بأمارة كذا وكذا واطلب منه قرضًا لعلاج ابنك.

استيقظ الرجل الصالح وذهب يسأل عن «فلان» وكان رجلًا من الإخوة الأقباط فى سوق الذهب.. الرجل الصالح  لم يكن يتوقع أن يجد هذا الاسم فى سوق الذهب «الصاغة».. دخل عليه وفى نفس واحد قال له سيدنا الحسين بيسلم عليك وبيقولك «بأمارة كذا وكذا» اقرضنى مبلغًا من المال.. انتفض  صاحب محل الذهب وقام وسلم  على الرجل الصالح وأقرضه ضعف ما يريد وزيادة .. أحداث الواقعة تعود إلى أوائل الستينيات من القرن الماضى ويعلم بها الكثيرون من أهل التصوف وبعض كبار تجار الصاغة .. مقصد رواية هذه الواقعة الحقيقية وهى ليست ضربًا من خيالى، أن  المصريين يعشقون زيارة آل البيت ويشعرون بالسعادة فى هذه البقاع الطاهرة التى تتنزل فيها الرحمات. 

إذًا المطلوب إعادة النظر من اللجنة العليا لمواجهة تداعيات أزمة كورونا أن تجد حلًا للأضرحة المغلقة بطول البلاد وعرضها أسوة بفتح الكثير من الأماكن العامة.

اطلبوا من الناس التى تريد زيارة آل البيت وأولياء الله الصالحين أن يحصلوا على اللقاح من قبيل الإجراءات الاحترازية وأن يلتزموا بالإجراءات إذا ما أرادوا الزيارة مثل ما فعلت المملكة العربية السعودية فى المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوى بالمدينة المنورة. 

 فيروس كورونا مستمر ويجب أن نتعايش معه.. اعتبروا الأضرحة من ضمن الأنشطة السياحية والاقتصادية يأتى إليها ملايين من المصريين وغيرهم طوال العام وتحصد صناديق النذور ملايين من الجنيهات تصرف فى أوجه البر والخير .. حكى لى صديق من إحدى الدول العربية أن أفواجًا سنوية تأتى للسياحة فى البحر الأحمر وتحديدًا فى منطقة مرسى علم السياحية ولا يفوتهم يوم لزيارة سيدى أبو الحسن الشاذلى فى صحراء حميثرة بالبحر الأحمر.. افتحوا الأضرحة للناس حتى تقل الضغوط النفسية على الكثيرين فهى متنفس مثل الشواطئ والقرى السياحية ودور السينما. تحيا مصر.