الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: ما حدث فى محاكمة «داعش إمبابة» فضح التيار السلفى وأسقط القناع الزائف عن يعقوب 

 تعليقا على شهادة الداعية محمد حسين يعقوب فى القضية المعروفة باسم «داعش إمبابة» قال عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، إن محمد حسين يعقوب هو أحد رموز تيار السلفية المستقلة، وصاحب فتوى »غزوة الصناديق« وجاءت شهادته أمام المحكمة مخالفة لما قامت عليه الأسس الفكرية للسلفية الأصولية التى تتخذ موقفًا حادًا من الحاكم يصل إلى درجة تكفيره دون الإعلان عن ذلك صراحة، إذ إنها تستخدم دائما «التقية» فى مواقفها تجاه قضايا «الفقه السياسى»، وفتاويها غالبًا ما تطلق فى تلك المساحة على عدم تعيين وتحديد شخص الحاكم وسيرته.



وأضاف انتقل محمد حسين يعقوب بشهادة أمام المحكمة من دائرة «السلفية الأصولية»، إلى دائرة «السلفية المدخلية»، التى تعتبر ضمن إطارها الفكرى أن رئيس الدولة الحاكم الشرعى الذى لا يجوز منازعته فى الحكم والسياسة، ويمثلها الشيخ محمد سعيد رسلان، وطلعت زهران، وأسامة القوصى، ومحمود لطفى عامر وليس مستغربًا أن كلا من «السلفية الأصولية»، و«السلفية المدخلية»، يكفر بعضهما البعض، ودخل رموزهما فى حالة من التناحر على مدار سنوات طويلة، لا سيما فيما يخص إطاعة الحاكم وتأييد مؤسسات الدولة.

وقال وليد البرش الباحث فى شئون الحركات الإسلامية محمد حسين يعقوب لم يلب نداء الله ولم يخف أن يكون من الآثمة قلوبهم وآثر أن يكتم الشهادة مخالفا قول الله تعالى (وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا) وراء ظهره ولكن استجاب للمحكمة حين أصدرت أمر ضبط وإحضار له فجاء مهرولا على كرسى يدعى إصابته بانزلاق غضروفى وأدلى بشهادته وأهم ما جاء بالشهادة هو أن هدف جماعة الإخوان الوصول للحكم وسيد قطب ليس فقيه ولا يجوز اتباع جماعة غير جماعة النبى ورئيس الدولة هو ولى الأمر وأنا من العباد ولست من العلماء.

وأضاف شهادة يعقوب أسقطت القناع الزائف عنه وعن كل التيار السلفى بمصر، مشيرا إلى أنه لم يكذب أمام المحكمة بأنه ليس عالما وحاصل على دبلوم المعلمين وكشف فكره هى خطوة مهمة يجب التركيز عليها مضيفا هذه شخصيات ضعيفة وتخاف عندما يواجهها أحد مختص وفاهم لأفكارهم، وتابع: قوة الدولة المصرية وأن القانون سيطبق على الجميع هو ما دفع يعقوب إلى التصريح بذلك.

وتابع أيضا يجب تجريم إنشاء جماعات اسلامية بمصر ويعقوب قال ذلك فى شهادته بأنه لا جماعة إلا جماعة الإسلام إذا أى جماعة أخرى فهى مجرمة يعنى لا وجود لجماعة أنصار السنة أو الدعوة السلفية او جماعة الإخوان. 

وأضاف ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، فى تعليق له على حسابه الرسمى بمواقع التواصل، أجاب الشيخ محمد حسين يعقوب إجابات نموذجية عن أسئلة كنا نناشد أمثاله ليل نهار أن يطرحوها أمام الشباب، الذين اتخذوهم قدوة ومثالا: علاقة الدين بالسياسة، الحاكمية، موقع الوطن فى الدين، الخروج على الحاكم، تكفير الحكومات، قتال الطائفة ودفع الصائل، فكر سيد قطب وغيرها.

وقال صبرة القاسمى المنسق العام للجبهة الوسطية إن ما حدث فى محاكمة داعش إمبابة عرى التيار السلفى فى مصر وأوضح حقيقته أحد أهم رموز ذلك التيار، الذى يدعى عدم انتمائه لأى تنظيم وكان عضوًا مهمًا فى الهيئة التى أسسها الإخوان عقب 25 يناير ما عرف وقتها بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى حاولت طرح نفسها كبديل عن الأزهر الشريف.

وأضاف: الشيخ الذى جاء قعيدا اشتهر عنه صحته الجثمانية الطاغية ظهرت فى أكثر من 22 مناسبة نافيا كونه سلفيا متخليا عن كل ما قاله سابقا وما فعله وجعل عددا من الشباب يؤمن به كشباب داعش إمبابة الذين قالوا فى تصريحاتهم إن دروس الشيخ كانت نبراسًا لهم للانضمام إلى داعش.

وتابع يعقوب كان أول من قسم المصريين إلى قسمين منفصلين وزعزع استقرار المجتمع فمن قال نعم من فسطاط الدين والمشايخ وفى الاتجاه الاخر «ناس تانية شكلها وحش لأنها ما كانتش فى الناحية اللى فيها المشايخ» وكان من ضمن الذين يوجهون الناس لعدم الاعتداد بالأزهر الشريف ومخاصمته وترك فتاويه.

وأوضح: تخلى الشيخ عن الشباب وظهرت التنصل والتملص من نتائج أفعاله الإرهاب والتطرف والقتل وكل أنواع العنف فى الأصل فكرة وصاحب الفكرة تأثيره أكبر من تأثير الفاعل وكم من مقتول قتل بكلمة من شيخ مثل شيخ الغزوات الـ 22.. وكم من عملية إرهابية قُتل فيها أبرياء جاءت بكلمة.

قال أسامة القوصى الداعية السلفى إن كلام يعقوب كشف عن الخارطة الكلية لكهنة التيار السلفى المتلون الذين طالما صدعونا أنهم جميعا فى خندق واحد وأن هذه الجماعات المختلفة ليست مختلفة وإنما هى كالكليات المتنوعة فى جامعة واحدة، مشيرا إلى أن يعقوب وعمرو خالد وجماعة التبليغ والدعوة وأمثالهم يصطادون العوام ومن يستجيب لهم يسلمونه لحسان ووجدى غنيم وعمر عبد الكافى وفوزى السعيد وبرهامى وأمثالهم ممن ينفخون هؤلاء الملتزمين الجدد ويجهزونهم للمرحلة التالية.