الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العالم فى مرمى سلالة «دلتا» الفتاكة

مع تصاعد المخاوف فى أنحاء العالم من عودة فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19» للانتشار فى بقع جديدة من قارات العالم، حذرت دراسة فرنسية من أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بكوفيد-19 هم الآن أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى بسبب متغير دلتا الأكثر انتشارًا فى الهند.



ونشرت صحيفة «الديلى تليجراف» البريطانية أن باحثين فرنسيين فى معهد باستير فى باريس اكتشفوا أن الطفرة التى نشأت فى الهند لديها قدرة أكبر بـ4 مرات، للتغلب على الأجسام المضادة الناتجة عن عدوى سابقة مقارنة بمتغير ألفا الذى يمثل النسخة البريطانية من سلالات كورونا.

وأوضحت الدراسة أن جرعة واحدة من لقاحى فايزر وأسترازينكا توفر حماية بنسبة 10% فقط ضد متغير دلتا، فى حين أن سلالة دلتا معدية بنسبة تصل إلى 60% أكثر من النسخة التى اجتاحت المملكة المتحدة الشتاء الماضى.

وسلالة دلتا التى ظهرت فى الهند أولًا هى الأشد عدوى منذ ظهور الوباء فى بداية 2020. ودفع انتشارها ورفع القيود الصحية فى عدد من دول العالم منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن «العالم بات فى نقطة خطرة» بهذا الوباء الذى أودى بحياة أكثر من أربعة ملايين شخص حول العالم حتى الآن.

وفى ظل مخاوف العالم من تفشى متحورات الفيروس، أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن واشنطن «قلقة جدا» من تهديد متحورات فيروس كورونا لانتعاش الاقتصاد العالمى.

وأوضحت خلال مؤتمر صحفى من البندقية، الأحد: «نحن قلقون جدا بشأن المتحور دلتا ومتحورات أخرى قد تظهر وتهدد الانتعاشا لاقتصادى العالمى». 

وأضافت «تشكل المتحورات تهديدا للعالم بأسره» داعية «إلى العمل معا لتسريع عملية التلقيح وتحديد هدف تطعيم 70 % من سكان العالم العام المقبل.

وتأتى تصريحات يلين بعدما سجلت الولايات المتحدة لليوم الثالث على التوالى نحو 20 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهى عتبة لم تتجاوزها البلاد منذ مايو الماضي، مما ينذر بانتكاسة فى جهود مكافحة الوباء.

وذكرت مصادر صحية أمريكية أن المتحور «دلتا» سريع الانتشار، يتفشى على نطاق واسع فى المناطق التى شهدت معدلات التطعيم المنخفضة.

وقالت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها روشيل والينسكي: إن حوالى 93 % من الإصابات الجديدة فى الأيام الأخيرة حدثت فى مقاطعات تقل معدلات التطعيم فيها عن 40%.

وأضافت أن البيانات الأولية من الأشهر الأخيرة تشير إلى أن 99.5 % من وفيات كورونا حدثت فى أشخاص غير محصنين.

وقد حذر وزراء المال فى مجموعة العشرين أمس الأول فى ختام اجتماعهم فى البندقية من «الأخطار» التى يطرحها «تفشى متحورات جديدة من كوفيد-19 ووتيرات متفاوتة لعمليات التلقيح» على انتعاش الاقتصاد العالمى.

وتستمر متحورة دلتا الشديدة العدوى بالتأثير على انتعاش النشاط الاقتصادى فى العالم بأثره، وهى تسببت ببؤر وبائية فى آسيا وإفريقيا وبارتفاع فى الإصابات فى أوروبا والولايات المتحدة.

فيما استبعد حليف مهم للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قبل خطاب رئاسى أن بلاده يجب أن تتعايش مع الفيروس بدلًا من الاعتماد على إغلاق جديد لاحتواء انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا.

ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء أمس عن وزير الدولة للشئون الأوروبية، كليمنت بون أن البلاد يمكن أن تعيد فرض قيود على أعداد الأشخاص المسموح بهم فى الحانات والمطاعم وفى أماكن أخرى وتمدد استخدام ما يعرف بـ«تصريح صحى».

وأضاف «يجب أن نتعاش مع الفيروس وهذا لا يعنى أن نغلق كل شىء مرة أخرى الأوضاع ليست صعبة، كما كانت، نظرًا لأن لدينا لقاحات».

وينتظر أن يدق الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ناقوس الخطر بشأن الانتشار السريع لسلالة دلتا الأكثر عدوى فى فرنسا.

وحذر بون أيضًا من أن الوضع «مثير للقلق» فى إسبانيا والبرتغال، فى ضوء انتشار السلالة الجديدة. وحث مالطا على إلغاء قرارها بإغلاق حدودها أمام المسافرين، الذين لم يتم تطعيمهم بشكل كامل.

فى الوقت ذاته، أعلن رئيس اتحاد الأطباء العالمى فرانك أولريش مونتجومرى أن الكمامات لن تختفى من الحياة اليومية بعد الآن.

وردًا على سؤال عن الوقت الذين يمكن اعتبار فيروس كورونا المستجد فيه مرضًا عاديًا، قال فى تصرحات لبرنامج «أوروبا ماجازين» بالقناة الأولى الألمانية (إيه أر دى) إنه سيتم الوصول لهذا الوقت عندما يتمتع 85% من المواطنين بمناعة ضد المرض من خلال تلقى اللقاح أو تخطى الإصابة بالفيروس والتعافى منه.

واستدرك الطبيب «ولكننا لن نتخلص من كورونا مرة أخرى على الإطلاق، وسوف نضطر لارتداء كمامات دائمًا فى مواقف معينة وغسل الأيدى والإبقاء على مسافة، وسيتعين علينا أخذ اللقاح بصورة دورية مثلما نعهد مع الإنفلونزا».

وبالنظر إلى الزيادة الواضحة فى عدد حالات الإصابة بالفيروس فى بريطانيا والإلغاء المخطط له لقيود مواجهة كورونا هناك، قال مونتجومرى إنه تصرف «غير مسؤول على الإطلاق أن يتم القيام بتخفيف هذا النوع من الإجراءات فى ظل هذه المعدلات لحدوث العدوى وتعثر حملات التطعيم».