الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المعادلة المصرية فى لقاح كورونا

المعادلة المصرية فى لقاح كورونا

بدأ تصنيع لقاح كورونا سينوفاك الصينى فى مصر فى شركة فاكسيرا (المصل واللقاح) وخلال أشهر قادمة سيتم تصنيع لقاح سبوتنيك الروسى مع الحصول على كمية لا بأس بها من اللقاحات الأخرى ضمن مبادرة كوفاك للصحة العالمية وفيها كل أنواع اللقاحات سينوفارم الصينى واسترازينكا الإنجليزى وسبوتنيك الروسى وأيضا فايزر وموديرنا وجونسون الذى ستتسلم منه مصر كمية خلال الأسابيع القادمة ضمن خطة منهجية سمحت بوجود هذا التنوع الكبير من اللقاحات المعتمدة من الصحة العالمية لتحصين المصريين من الفيروس اللعين على نحو لم يتحقق لشعوب ولم نسمع عن إنجازه فى دول أخرى. 



فالمعادلة التى استخدمتها مصر هى الحصول على الكميات المتاحة من اللقاحات - كل اللقاحات - المنتجة عالميًا وسط ضغوط محدودية توفر اللقاحات طبقًا للعملية الإنتاجية من جانب والصراع التجارى الشرس بين شركات ودول الإنتاج من جانب آخر، مع التوصل إلى اتفاقيات إنتاج للقاح أو لقاحات تستطيع به مصر توفيره للمصريين كتغطية لحاجة محلية من جانب، وتتمكن من طرحه فى أسواق أخرى خارجية من جانب آخر كقيمة مضافة لعملية التصنيع، وأيضا على نحو لم يتحقق لشعوب ولم نسمع عن إنجازه فى دول أخرى.

ومن الواضح أن مسألة فيروس كورونا ستمتد عالميًا لفترة أخرى قادمة ربما عدة سنوات أخرى قبل أن تتم السيطرة تمامًا على انتشار الفيروس والحد من مضاعفاته التى تصبح قاتلة لبعض المصابين وعلى الرغم من التقديرات العالمية التى حددت فترة السيطرة ما بين  30 - 36 شهرا بعدها يصبح فى الإمكان التعامل مع فيروس كورونا طبيًا مثل التعامل مع الأنفلونزا كفيروس موسمى قابل للسيطرة عليه وعلى مضاعفاته باللقاحات والعقاقير الطبية التى تحد من أعراضه إلى أن تغلبه المناعة الذاتية للأجسام.

والمتحورات من فيروس كورونا تفاجئنا كل يوم بشكل أصبح من الصعوبة التنبؤ بها طبيًا أو تحديد السلالات التى من الممكن أن تظهر فى أوقات معينة أو تحت ظروف بيئية أو بشرية معينة، وهى بلغة العلم تحتاج إلى سنوات وسنوات طويلة من الأبحاث وأيضًا الإصابات حتى يتم تحديد دورات التحور للفيروس اللعين وصحيح أنه تم التوصل إلى مجموعة من اللقاحات تعاملت مع هذه المرحلة من انتشار الفيروس ومضاعفاته إلا أن العقاقير الطبية ستظل الحصان الرابح فى السيطرة على الفيروس وأعراضه.

وإلى أن تظهر هذه العقاقير الطبية الناجزة فنحن أمام تحد شخصى فى الالتزام بمعايير السلامة من الإصابة بالفيروس اللعين، ومن الأخبار المبشرة إعلان شركة فايزر عن إنتاجها لدواء يعالج أعراض فيروس كورونا ويحد من مضاعفاته عند حلول شهر ديسمبر القادم يمكن تداوله مثل عقارات الأنفلونزا الموجودة فى الأسواق، ومعروف أن هناك أدوية يتم استخدامها ضمن بروتوكول العلاج داخل المستشفيات للإصابات المتقدمة ولكنها تظل قاصرة على الاستخدام داخل مستشفيات العلاج، وغير متاحة للتداول السوقى فى الأسواق.

ويقينًا.. وبالتجربة العملية.. لن تصبح العقاقير الطبية المنتظر إنتاجها بعيدة عن المعادلة المصرية فى مكافحة فيروس كورونا.