الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العالم يدعم الانتفاضة ضد الإخوان

دعا الاتحاد الأوروبى إلى الأطراف التونسية المختلفة إلى الحفاظ على الهدوء وتجنب العنف والحفاظ على استقرار البلاد.



جاء هذا الموقف على لسان المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، أكدت فيه أن بروكسل تتابع عن كثب التطورات الأخيرة فى المشهد التونسي.

وقالت نبيلة مصرالي، فى معرض ردها على أسئلة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أمس: «ندعو كافة الأطراف المعنية فى تونس إلى احترام الدستور، المؤسسات وسيادة القانون». وينظر الأوروبيون إلى تونس على أنها البلد الوحيد الذى نجا من اضطرابات ما سُمى بالربيع العربى ونجح فى إنجاز مرحلة «الانتقال الديمقراطي»، ما دفعهم إلى ضخ مبالغ طائلة لصالح السلطات هناك لمساعدتها على تطوير قطاعات متعددة منها البنى التحتية، التعليم وتمكين الشباب، خلق فرص العمل، تعزيز الأمن، ضبط الحدود والتعامل مع ملف الهجرة.

سى إن إن: «النهضة» الإخوانية سبب الفشل والبطالة والاضطرابات السياسية  سلطت شبكة سى إن إن الأمريكية الضوء على قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد وتجميده عمل البرلمان، الذى يرأسه رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، وإقالته حكومة هشام المشيشي، معتبرة أن تلك القرارات «تأتى نتيجة لسنوات من الشلل والفساد وتراجع خدمات الدولة والبطالة المتزايدة والاضطرابات السياسية» التى تسببت فيها حركة النهضة، وزادت سوءًا بعد أن ضرب وباء فيروس كورونا اقتصاد البلاد العام الماضى وارتفعت معدلات الإصابة به هذا الصيف بشكل غير مسبوق. 

ولفتت الشبكة إلى البيان الذى بثته وسائل إعلام رسمية فى تونس، والذى حذر فيه «سعيد» من مغبة الرد على قراراته بالعنف ونقلت عنه قوله: «أحذر كل من يفكر فى اللجوء للسلاح، ومن يطلق رصاصة ستجابهه قواتنا المسلحة بوابل من الرصاص»، مضيفًا أن رئيس الجمهورية تولى السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة ويعيّنه رئيس الجمهورية.

وذكرت أنه بعد ساعات من البيان انطلقت الناس إلى شوارع العاصمة تونس تعبيرا عن الفرحة بقرارات الرئيس التونسي، حيث تدفقت الحشود المبتهجة واحتفلت وأطلقت أبواق السيارات، وطوقت عربات عسكرية مبنى البرلمان، بينما تجمع الناس فى مكان قريب، وهتفوا وغنوا ورددوا النشيد الوطنى بينما كانت المركبات تظهر خارج المبنى.

وأضافت «بقيت حشود يصل عددها إلى عشرات الآلاف فى شوارع العاصمة ومدن أخرى، حيث أطلق بعض الناس الألعاب النارية وحلقت طائرات هليكوبتر فى سماء المنطقة». 

ونقلت الشبكة الأمريكية عن لمياء فتحي، إحدى الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن ابتهاجهم بقرارات الرئيس واستجابته للتحركات الشعبية ضد حركة النهضة الإخوانية، قولها «لقد ارتحنا منهم»، وأضافت «هذه أسعد لحظة فى حياتى منذ ثورة 2011». 

«فرانس برس»: الرأى العام التونسى يشعر بالغضب من حكومة النهضة

فيما أشادت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» بقرار الرئيس التونسى بتجميد كل أعمال مجلس النواب وحل حكومة هشام المشيشي، مشيرًا إلى أن القرار استند إلى الفصل 80 من دستور البلاد الذى يخول للرئيس اتخاذ تدابير استثنائية حال وجود خطر داهم.

ولفتت إلى أن الرئيس التونسى استجاب لدعوات طالبت بحل البرلمان برئاسة رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، وأكد على أن البلاد تمر بـ «أخطر اللحظات وأدقها» ولا مجال لترك أى أحد يعبث بالدولة وبالأوراق والأموال والتصرف فى تونس كأنها ملكه الخاص. 

وذكرت أن تونس تواجه أزمة صحية غير مسبوقة بسبب تفشى فيروس كورونا وصراعات على السلطة، مشيرًا إلى أن بعد أن أعلن الرئيس التونسى عن قرارته بحل «النهضة» الإخوانية، نزل الشعب إلى شوارع البلاد للتعبير عن ابتهاجه بقرارات الرئيس. 

وأضافت «سمعت أصوات أبواق السيارات فى الشوارع للاحتفال بقرارات الرئيس التى أتت إثر احتجاجات فى كثير من المدن فى أنحاء البلاد الأحد على الرغم من انتشار الشرطة بشكل كثيف للحد من التنقلات». 

وتابعت «يشعر الرأى العام التونسى بالغضب من الخلافات بين الأحزاب فى البرلمان، ومن الصراع بين رئيس البرلمان راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة، وبين الرئيس سعيد، وهو أمر أدى إلى حال من الشلل، لا سيما بعد أن تظاهر آلاف التونسيين ضد حركة النهضة ذو الخلفية الإسلامية (المحسوبة على جماعات الإسلام السياسي)».

وأوضحت أن المتظاهرون احتجوا على عدم إدارة حكومة «النهضة» الأزمة الصحية بشكل جيد، خصوصاً أن تونس تعانى نقصًا فى إمدادات الأكسجين، مضيفة « مع نحو 18 ألف وفاة لعدد سكّان يبلغ 12 مليون نسمة، فإنّ البلاد لديها أحد أسوأ معدلات الوفيات فى العالم».

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، ماريا أديبهر،إن برلين قلقة من الاضطرابات السياسية المتصاعدة فى تونس وتدعو إلى إعادة البلاد إلى حالة النظام القانونى الدستوري، ومع ذلك ترى أن ما حدث ليس «انقلابا».

وأكدت المتحدثة أن برلين لا تعتبر أحداث تونس «انقلابا»، موضحة أن الخارجية الألمانية تنوى إجراء مفاوضات مع السفير التونسي.

وقال أديبهر للصحفيين: «نرى أن تونس قد قطعت طريقا مثيرا للإعجاب فى السنوات الماضية. إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة والانتخابات البرلمانية بشكل سلمى يظهر أن الشعب فى تونس يريد الديمقراطية، وأن الديمقراطية قد تعززت فى تونس منذ عام 2011».

وتابعت: «علاوة على ذلك، نحن نشعر بقلق بالغ بعد متابعتنا عن كثب لتصاعد العنف فى الأيام والأسابيع الماضية وتفاقمه منذ أمس، فمن المهم إعادة النظام الدستورى فى أسرع وقت ممكن، وندعو كل من يضمن الحفاظ على القانون الدستورى وتنفيذه، لفعل ذلك». الاتحاد الأوروبى يدعو إلى الهدوء والحفاظ على استقرار تونس

دويتشه فيليه: حكومة النهضة الإخوانية فشلت فى معالجة الأزمة الاقتصادية 

من جانبها، اعتبرت شبكة «دويتشه فيليه» الألمانية، أن حكومة النهضة الإخوانية فشلت فى معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة فى تونس أضعف ثقة الشعب فى النظام السياسي، وهو ما دفع التونسيون بتنظيم احتجاجات شعبية جابت العاصمة التونسية وشملت جميع المحافظات التونسية للمطالبة بإسقاط تلك المنظومة الحاكمة.