الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى الذكرى السادسة لافتتاح القناة الجديدة

قناة السويس شريان استراتيجى لحركة التجارة العالمية

تمكنت قناة السويس من تعزيز ريادتها ومكانتها كشريان رئيسى وحيوى فى مجال الملاحة البحرية العالمية باعتبارها الممر الملاحى الأقصر والأسرع والأكثر أماناً، فى وقت تستمر فيه جهود التطوير وفق استراتيجية متكاملة وخطوات متوازية، لتعظيم عائدات عبور السفن وزيادة الحصة السوقية للقناة، وميكنة الخدمات المقدمة للخطوط الملاحية، فضلاً عن تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة لها وإدخال معدات جديدة تواكب التطور الحادث فى مجال النقل البحرى واتجاه الترسانات العالمية نحو بناء السفن العملاقة، لتنجح بذلك فى التعامل بمرونة وحرفية مع التحديات الدولية والمتغيرات الطارئة وتداعيات جائحة كورونا على حركة التجارة الدولية. 



وفى هذا الصدد نشر المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على مواصلة قناة السويس إثبات أنها شريان استراتيجى لحركة التجارة العالمية، وما حققته من أرقام قياسية بالرغم من أزمة كورونا.

وأبرز التقرير الأهمية الاستراتيجية للقناة بالنسبة لحركة التجارة العالمية، حيث تعد أقصر الطرق الملاحية بين الشرق والغرب، كما أن نسبة الحوادث بها تكاد تكون معدومة مقارنة بالقنوات الأخرى، مشيرًا إلى أن القناة مهيأة لعمليات التوسيع والتعميق لمجابهة ما يحدث من تطوير فى أحجام وحمولات السفن، فضلاً عن أنها مزودة بنظام إدارة حركة السفن (VTMS) لمتابعة حركة السفن والتدخل فى أوقات الطوارئ.

وأشار إلى أن وكالة بلومبرج قد أوضحت أن 12% من حجم التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس،علاوة على الإجراءات التى اتخذتها القناة لتعزيز قدراتها فى مواجهة الأزمات، لافتاً إلى استلام كراكتين من هولندا هما الأحدث والأكبر بالمنطقة، حيث تم توريد كراكة «مهاب مميش» فى أبريل، فيما تم استلام كراكة «حسين طنطاوي» فى يوليو، كما تم تصنيع ٤ قاطرات محلياً منها القاطرتين «عبدالحميد يوسف» و»مصطفى محمود» اللتان شاركتا فى إعادة تعويم السفينة الجانحة «إيفر جيفن»، والانتهاء من تصنيع 34 لانش صيد من أصل 100 لانش صيد من المخطط تصنيعها.

وذكر التقرير، أن حجم الحمولات الصافية للقناة زاد بنسبة 51.1%، لتسجل 1.191 مليون طن فى 2020/2021، بينما زادت أعداد السفن المارة عبر القناة بنسبة 8.6%، لتسجل 19 ألف سفينة عام 2020/2021.

وأضاف أن قناة السويس الجديدة تعد أول مشروع قومى فى مسيرة إنجازات دولة 30 يونيو بسواعد وإرادة مصرية 100%، والذى يصل إجمالى طوله إلى 72 كم، بعمق 24 متراً، ويتراوح زمن العبور المباشر للسفن دون توقف بين 10 لـ 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة سابقاً، فى حين يتراوح زمن انتظار السفن حال وجوده ما بين 3 لـ 4 ساعات بدلاً من 6 لـ 8 ساعات.

وتتمثل أهمية المشروع فى المساهمة فى زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحى رئيسى عالمى ويرفع من درجة تصنيفها، كما يعد خطوة مهمة لإنجاح مشروع محور التنمية بمنطقة قناة السويس ودفع عجلة الاقتصاد المصرى لتحويل مصر إلى مركز تجارى ولوجيستى عالمي، وكذلك تحقيق الأمان الملاحى لوجود قناة بديلة تضمن عدم توقف الملاحة عند حدوث أى حادث طارئ.

وبشأن أبرز الإنجازات التى حققتها القناة الجديدة، أشار التقرير إلى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة لتصل إلى 97 سفينة/يوم مقارنة بنحو 77 سفينة/يوم قبل افتتاح القناة الجديدة، وأيضاً السماح بعبور السفن حتى غاطس 66 قدم فى كلا الاتجاهين، وهو ما ساهم فى جذب السفن العملاقة فى أسطول التجارة العالمى لعبور القناة.

ورصد التقرير إيرادات قناة السويس منذ عام 2009/2010، موضحاً أن القناة سجلت أعلى إيراد سنوى فى تاريخها عام 2020/2021 بواقع 5.84 مليار دولار، مقارنة بـ 5.72 مليار دولار عام 2019/2020، وذلك بالرغم من أزمة كورونا وتراجع حركة التجارة العالمية.

واستعرض التقرير عدداً من المؤشرات القياسية التى حققتها القناة وتؤكد مدى أهميتها لحركة التجارة العالمية وتخطيها لتداعيات أزمة كورونا، حيث زادت أعداد السفن المارة بنسبة 2.3%، لتسجل 9763 سفينة فى النصف الأول من 2021 مقارنة بـ 9546 سفينة فى النصف الأول من 2020.

كما زادت الحمولة الصافية بنسبة 3.8% لتسجل 610.1 مليون طن فى النصف الأول من 2021 مقارنة بـ 587.7 مليون طن فى النصف ذاته من 2020، بينما زادت إيرادات القناة بنسبة 8.7%، حيث سجلت 3 مليارات دولار فى النصف الأول من 2021 مقارنة بـ 2.76 مليار دولار فى النصف الأول من 2020.

وفى أبريل 2021، ذكر التقرير أن القناة حققت أعلى إيراد شهرى فى تاريخها على الإطلاق بإجمالى 553.6 مليون دولار، علماً بأن أعلى حمولة صافية يومية فى تاريخ القناة تم تسجيلها فى 2 أغسطس 2019 بإجمالى 5.619 ألف طن، كما حققت أيضاً ثانى أعلى حمولة صافية يومية فى تاريخها بإجمالى 5.618 ألف طن فى 1 أبريل 2021، وذلك بعد أزمة السفينة الجانحة.

وذكر التقرير أن أكبر سفن العالم تعبر القناة بكل سهولة ويسر، حيث عبرت أكبر سفينة ركاب فى العالم SPECTRUM OF THE SEAS القناة فى أبريل 2019، بحمولة 170 ألف طن، وعلى متنها 5400 فرد، وكذلك عبرت القناة أكبر سفينة حاويات فى العالم HMM ALGECIRAS فى مايو 2020، بسعة تبلغ نحو 24 ألف حاوية مكافئة.

وفى سابقة هى الأولى من نوعها، عبرت سفينة الحاويات العملاقة MILAN MAERSK بغاطس غير مسبوق بلغ 17.4م، بحمولة 214 ألف طن، وذلك فى أكتوبر 2020، كما نجحت أول عملية عبور من نوعها لإجمالى 12 ماسورة عملاقة من طراز HDPE فى سبتمبر 2020. وسلط التقرير الضوء على مشروع تطوير القطاع الجنوبى بالمجرى الملاحى للقناة، حيث تم بدء أعمال التكريك بموقع مشروع ازدواج القناة الجارى تنفيذه بالبحيرات المرة الصغرى فى مايو 2021، ومن المقرر الانتهاء من هذا المشروع فى مايو 2023.

كما تناول مشروع ازدواج القناة الجارى تنفيذه بالبحيرات المرة الصغرى، بطول ١٠ كم من الكيلو ١٢٢ إلى الكيلو ١٣٢ ترقيم قناة، تضاف إلى قناة السويس الجديدة، ليصبح طولها ٨٢ كم بدلاً من ٧٢ كم، والذى تتمثل أهميته فى تحسين حركة الملاحة وتقليل زمن عبور السفن بها، بالإضافة إلى زيادة عامل الأمان الملاحى فى المنطقة الجنوبية، وزيادة الطاقة الاستيعابية بحيث تتحمل 6 وحدات تمر بالقناة.

وفيما يتعلق بمشروع توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية لقناة السويس، وذلك بطول 30 كم من الكيلو ١٣٢ وحتى الكيلو ١٦٢ ترقيم قناة عرض 40 م، والذى تتمثل أهميته فى تسهيل حركة عبور السفن، بالإضافة إلى زيادة مسطح القطاع المائي، فضلاً عن تقليل التيارات الملاحية بالقناة.

واستعرض التقرير النظرة العالمية لأهمية قناة السويس بالنسبة لحركة التجارة العالمية، أهمها التوقعات الإيجابية لصندوق النقد الدولى بتحسن إيرادات قناة السويس خلال السنوات المقبلة، لتسجل 5.9 مليار دولار فى 2020/2021، و6.6 مليار دولار فى 2021/2022، و6.9 مليار دولار فى 2022/2023، و7.3 مليار دولار فى 2023/2024، و7.6 مليار دولار فى 2024/2025.

من جانبها أكدت فيتش أن قناة السويس أسرع طريق ملاحى يربط بين قارتى أوروبا وآسيا، كما ساهمت القناة الجديدة فى زيادة الإيرادات وحركة المرور عبر القناة وفرص التجارة وتوفير فرص عمل جديدة.

وبدورها علقت الإيكونوميست بأن قناة السويس أظهرت تماسكاً إلى حد كبير بالرغم من أثر جائحة كورونا على التجارة العالمية، حيث استمرت فى تسجيل معدلات تاريخية من الإيرادات، وهو ما يعكس التطوير الذى قامت به الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة بهدف زيادة جاذبية القناة.

فيما اعتبرت مجموعة أكسفورد للأعمال قناة السويس أحد الأصول الرئيسية لأن تصبح مصر نقطة محورية للخدمات اللوجستية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها بفضل موقعها فى قلب التجارة العالمية.

كما أشادت المنظمة البحرية الدولية بالجهود المضنية والفائقة المبذولة من قبل الجهات المصرية المختصة فى مواجهة التحديات الناتجة عن حادثة سفينة إيفر جيفن لأجل إعادة تعويمها، مما أدى إلى استئناف حركة النقل مرة أخرى فى واحد من أهم طرق التجارة البحرية بالعالم.

هذا وأعربت شركة EVERGREEN LINE عن امتنانها لهيئة قناة السويس وجميع الأطراف المعنية على مساعدتهم ودعمهم، كما أعربت عن تقديرها العميق للجهود المصرية الدؤوبة التى ظلت قائمة للوصول لهذه النتيجة.

وفى السياق ذاته، أشار التقرير إلى إشادة بلومبرج بخطوة تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس خطوة كبيرة نحو عودة حركة الملاحة مرة أخرى على طول أحد أهم الشرايين التجارية بالعالم، ذلك الممر المائى الذى يمثل قناة لحوالى 12% من التجارة العالمية ومليون برميل من النفط يومياً.

كما أشادت وول ستريت جورنال بنجاح المهندسين المصريين فى إنهاء مهمة إزاحة سفينة الحاويات الضخمة إيفر جيفن التى أغلقت قناة السويس لمدة 6 أيام، حيث ساهم ذلك فى تنامى آمال التخفيف من تأخير الواردات العالمية من خلال فتح ذلك الممر المائى الهام. وأضاف التقرير أن الأمين العام للغرفة الدولية للشحن (جاى بلاتن) أكد أن إنجاز تعويم سفينة إيفر جيفن خلال ستة أيام فقط يعد أمراً مذهلاً للغاية، خاصة وأن جنوح السفينة كان أمراً مقلقاً، حيث إن 12% من التجارة العالمية تتدفق عبر قناة السويس سنوياً.