هبة الله زادة كابوس واشنطن المنتظر

محمود محرم
لم يدر بخلد الولايات المتحدة الأمريكية بعد مرور 20 عاما من احتلال أفغانستان أنها ستسلمها مرة أخرى إلى نفس الحركة التى حررتها منها فى عام 2001م ولكن الفارق أن زعيم الحركة الأول والمؤسس كان مجهولا لواشنطن ولكن زعيمها الحالى هبة الله آخوند زادة كان معلومًا لها وتفاوضت معه ولكنه خدعها واستولى على أفغانستان حتى قبل أن تسحب كامل جنودها فى مشهد مهين لأكبر وأقوى دولة فى العالم.
هبة الله زادة الذى ولد فى 19 أكتوبر 1967، بمنطقة باجواى فى ولاية قندهار بأفغانستان هو أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان وكان مساعداً مقرباً لمؤسس الجماعة الملا محمد عمر وقاتل معه ضد قوات الاحتلال السوفييتية وقوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة فى أفغانستان.
وعندما حكمت طالبان أفغانستان عمل رئيساً لمحكمة عسكرية فى كابول وفى أعقاب الغزو الأمريكى لأفغانستان عام 2001 لعب هبة الله زادة دوراً «فاعلاً وقيادياً» فى «إحياء وتنظيم الجهاد» ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف فى الحرب فى أفغانستان، حسب الحركة ولكنه سرعان ما فر من أفغانستان إلى باكستان المجاورة, حيث استقر فى مخيم «جنغل بير أليزاي» للاجئين فى مقاطعة بلوشستان الحدودية.
وفى 30 يوليو 2015 تم تعيين هبة الله زادة نائباً لزعيم الجماعة الجديد الملا أختر محمد منصور بعد تأكيد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحى الملا محمد عمر فى 22 مايو 2015 وتولى هبة الله آخوند زادة زعامة حركة طالبان الأفغانية فى 26 مايو 2016 بعد أن تم تعيينه فى هذا المنصب من قبل مجلس الشورى الحركة خلفاً لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذى قتل فى غارة أمريكية بطائرة بدون طيار فى 22 مايو 2016.
رغم أنه تحت قيادته وقّعت طالبان اتفاق سلام وصف بالتاريخى مع الولايات المتحدة فى قطر فى 29 فبراير 2020م وهو ما اعتبره «انتصار كبير» للجماعة ، لكن يبدو أنه كان يحضّر لانتصار تاريخى آخر وهو حكم أفغانستان منفردًا وإقصاء كل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية والتى صنعتهم على مدار عقدين من الزمن.