الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى أول اجتماعات اللجنة العليا المشتركة

تنسيق مصرى قبرصى للاستثمار فى الغاز والطاقة المتجددة والربط الكهربائى

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بقصر الاتحادية الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسياديس، وذلك للمشاركة فى أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص فى القاهرة، والتى تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسى.



وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الحكومية العليا، إذ رحب الرئيس بالرئيس القبرصى والوفد الوزارى المرافق له فى بلدهم الثانى مصر، مؤكداً  أهمية العمل على استثمار ما يتوفر لدى البلدين الصديقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمى فى الترابط والتعاون.

كما ثمن  الرئيس حرص مصر وقبرص على ترفيع الإطار العام للعلاقات الثنائية من خلال تدشين اللجنة العليا للتعاون الثنائى بين البلدين على المستوى الرئاسى، وهو ما يعكس الاهتمام بتعزيز ودفع العلاقات لمستوى متقدم، ويؤكد على الرغبة السياسية المشتركة لتفعيل وتطوير المشروعات القائمة، وإطلاق مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، ومتابعة تنفيذها على أعلى مستوى وبشكل دورى، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة التى وصلت مؤخراً إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة.

من جانبه، أعرب الرئيس القبرصى عن سعادته بزيارة القاهرة، موجهاً الشكر للرئيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً ما يجمع الشعبين المصرى والقبرصى من روابط حضارية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، واعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة.

كما أكد الرئيس القبرصى أن تدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص على المستوى الرئاسى من شأنه أن يمثل خطوة جديدة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتى باتت ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمى، وبما يعظم استفادة الجانبين من الفرص والإمكانات الكامنة فى علاقات التعاون الثنائى، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر فى القطاعات المختلفة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اجتماعات اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص شهدت استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائى بين البلدين، خاصةً فى عدد من المجالات التى تحمل فرصاً واعدة كمسارات للتعاون المستقبلى، وعلى رأسها مجال الطاقة بأطره القائمة مثل مشروعات الربط الكهربائي، أو أطر جديدة ممكنة فى هذا القطاع مثل مشروعات الطاقة المتجددة، مع التأكيد على فى هذا السياق على أهمية الإسراع فى خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذى سيربط حقل «افروديت» القبرصى بمحطتى الإسالة المصرية فى إدكو ودمياط تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.

كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة عدد من القطاعات والمجالات الأخرى، مثل التعاون فى مجالات الأمن والدفاع، والزراعة والاستزراع السمكى والسياحة والثقافة والنقل، فضلاً عن جهود رفع معدلات التبادل التجارى والاستثمارى بالشراكة مع القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال من الجانبين، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات البحث العلمى والتعليم العالى. وفى ختام المباحثات؛ جدد الرئيسان التأكيد على أن عقد اللجنة الحكومية العليا على المستوى الرئاسى يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين الصديقين، وتأكيداً للخط الصاعد فى العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح الشعبين، والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر، مع التشديد على ضرورة العمل على ترجمة هذا الالتزام السياسى إلى مشروعات وبرامج محددة تحقق مصلحة الجانبين فى مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، خاصةً من خلال تذليل كافة العقبات على المستوى التنفيذى والفني، بما يدعم الجهود المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة لمصلحة الشعبين العريقين.

وخلال كلمته فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بقصر الاتحادية، أكد الرئيس أنه أطلع نظيره القبرصى نيكوس أناستاسياديس على جهوده المستمرة للتوصل إلى حل عادل فى أزمة سد النهضة، وكذلك جهوده لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى وملزم لملء وتشغيل السد، مؤكداً أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدور جاد فى هذا الملف حفاظًا على استقرار المنطقة.

 

نص كلمة الرئيس

 

وجاءت كلمة الرئيس على النحو التالى:

 

فخامة السيد/ نيكوس أناستاسياديس

رئيس جمهورية قبرص الصديقة

إنه لمن دواعى سرورى البالغ أن أرحب بكم اليوم فى القاهرة ضيفاً عزيزًا على مصر وشعبها، فى إطار حرصنا المستمر على التشاور وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا العمل على مزيد من تعزيز علاقات التعاون بين مصر وقبرص، وبما يحقق مصالحنا المشتركة ويعضد من جهودنا لمواجهة التحديات الماثلة فى منطقتنا، ويسهم فى تحقيق الاستقرار والأمن والرفاهية لشعوبنا.

فخامة الرئيس

لا يخفى عليكم مدى تثميننا للعلاقات الخاصة التى تربط بلدينا، والتى تقوم على أرضية صلبة من التمازج الحضارى الذى ميز علاقات الشعبين المصرى والقبرصى تاريخياً.  كما إننى فخور بالعمل الذى قمنا به سويًا على مدى السنوات الماضية نحو تدعيم وتطوير صداقتنا التقليدية، إذ شهدت تلك الفترة بلا شك تنامياً ملحوظًا فى حجم التعاون والتنسيق بين بلدينا حيال العديد من الملفات والقضايا وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، سواءً كان ذلك على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، على نحو جعل من هذا التعاون الفريد نموذجاً يُحتذى به فى كيفية تحقيق التكامل على المستوى الإقليمى.

وفى إطار التزامنا بالاستمرار على هذا النهج فى تقوية أواصر صداقتنا، يسعدنى أن أعلن عن اتخاذنا لخطوة مهمة وأكثر تقدما على صعيد توليد مزيد من الزخم فى علاقاتنا الثنائية، حيث ترأست اليوم مع فخامة الرئيس الاجتماع الأول لتدشين اللجنة الحكومية العليا بين البلدين، لتصبح إطارا لمتابعة مسارات التعاون الثنائى على أعلى مستوى فى البلدين فى توقيت مفصلى ومهم، إذ نسعى لتحقيق نقلة نوعية فى وتيرة هذا التعاون فى خضم تحديات إقليمية ودولية هائلة لا تخفى على أى منا، وإننى على ثقة فى أن هذه الخطوة سيكون لها انعكاس إيجابى ملموس على مجمل العلاقات بين البلدين من حيث تعميق وتكثيف مسارات العمل المشترك فى مختلف المجالات؛ السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية والسياحية، فضلاً عن أن اللجنة العليا ستكون محفلاً مهمًا لتبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية بشكل دورى ومستمر.

السادة الحضور

إن الشراكة الاستراتيجية التى قمنا بتأسيسها فى شرق المتوسط تستوجب تنسيقا دائماً يهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، والالتزام بالدعم المتبادل إزاء كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفى هذا الإطار فقد أجريت اليوم على هامش الاجتماع الأول لتدشين اللجنة العليا للتعاون بين مصر وقبرص، مباحثات مثمرة وبناءة مع فخامة الرئيس القبرصى، شهدت توافقًا ملحوظًا فى وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك التى ناقشناها؛ حيث أكدت لفخامة الرئيس خلال المباحثات على الموقف المصرى الثابت إزاء الوضع فى منطقة شرق المتوسط والقضية القبرصية، والمستند إلى ضرورة التزام كافة الدول باحترام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول، وأهمية احترام الحقوق السيادية لدول المنطقة اتصالاً بمسألة التنقيب عن الغاز الطبيعى والثروات الهيدروكربونية فى مناطقها الاقتصادية الخالصة طبقاً للقانون الدولى واتفاقيات تعيين الحدود البحرية ذات الصلة.  كما أكدت لفخامة الرئيس على موقف مصر الثابت من مساعى تسوية القضية القبرصية وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشددًا على تضامننا مع قبرص حيال أية ممارسات من شأنها المساس بالسيادة القبرصية أو محاولات فرض أمر واقع مستحدث بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، وبما يقوض فرص التوصل لتسوية القضية القبرصية على أساس وحدة الجزيرة والأطر التى توافق المجتمع الدولى عليها لحل القضية.

واستمراراً لخطنا الثابت فى تعزيز العلاقات مع شركائنا فى إقليم المتوسط، فقد توافقتُ وفخامة الرئيس القبرصى حول أهمية تعزيز الآلية القائمة للتعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان لمواصلة التنسيق السياسى والتعاون الفنى بين الدول الثلاث، وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآلية التى تجمع دولنا الثلاث تحديداً بحكم تفرُد تلك العلاقة. وفى هذا السياق فقد اتفقنا على أهمية التحضير الجيد للقمة الثلاثية القادمة والمقرر أن تنعقد فى اليونان فى أكتوبر 2021.

وعلى الصعيد الإقليمى، تناولت مباحثاتنا اليوم آخر التطورات ذات الصلة بالملف الليبى، فاتفقت رؤانا على ضرورة عقد الانتخابات الليبية فى الموعد المحدد لها فى ديسمبر القادم، مع التشديد على أهمية خروج كافة القوات الأجنبية من الأراضى الليبية، وعودة ليبيا إلى أيدى أبنائها ليصونوا مقدراتها ويبنوا مستقبلها بإرادتهم الوطنية المستقلة دون تدخلات خارجية.

وفى هذا السياق، تناولت مباحثاتنا كذلك آخر التطورات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث أكدتُ لفخامة الرئيس القبرصى على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم اللازم لقطاع غزة المتضرر بشدة من جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وكذا العمل على عودة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى مجددًا إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية تفضى إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وفى هذا الصدد أطلعت فخامة الرئيس القبرصى على جهودنا المستمرة للتوصل إلى حل عادل لأزمة سد النهضة، وجهودنا لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى وملزم لملء وتشغيل السد، مؤكداً أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدور جاد فى هذا الملف حفاظاً على استقرار المنطقة.

فخامة الرئيس

اسمحوا لى ختامًا أن أرحب بكم مجددًا فى القاهرة، معربًا عن تطلعى لأن تشهد الفترة القادمة مزيدَا من التعاون والتنسيق بين مصر وقبرص، بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين، ويولد مزيدًا من الزخم لشراكتنا الاستراتيجية وللصداقة التقليدية التى تجمع بين شعبينا وبلدينا.

من جهته ثمن الرئيس القبرصى الدور المصرى فى المنطقة، واصفا إياه بالبناء والفعال للحفاظ على الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن العلاقات مع القاهرة تاريخية.