المزارع السمكية تحقق الاكتفاء الذاتى.. وفرص عمل للشباب وتفتح أبواب التصدير

تعد المزارع السمكية من أهم مصادر إنتاج الغذاء فى مصر, حيث تسهم بنسبة 80 % من إجمالى إنتاج الأسماك، بالإضافة لخلق فرص للعمل، بعد أن قامت الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية بتنفيذ عدد من المشروعات الكبرى في عدة محافظات، تبدأ من إنتاج الزريعة حتى التصنيع، ومعاملات ما بعد الحصاد، مثل مشروع الاستزراع السمكي التابع للهيئة العامة لقناة السويس، ومشروع الاستزراع السمكى، ببركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، ومشروع الفيروز بشرق بورسعيد، بالإضافة للمشروع القومى لتطوير وتطهير البحيرات مثل بحيرة قارون والمنزلة والبرلّس، وهو ما يساعد على فتح آفاق جديدة للتصدير للدول المجاورة وخاصة للأسماك البحرية الفاخرة عالية القيمة الاقتصادية، حيث تتصدر مصر المرتبة الأولى بين دول قارة إفريقيا والسادسة على مستوى العالم فى الاستزراع السمكى، والمركز الثالث عالميًا فى إنتاج أسماك البلطى، بكمية إنتاج تقدر الآن بنحو 2 مليون طن إجمالى الإنتاج فى عام 2020 من كافة مصادرنا السمكية، ويسهم الاستزراع السمكى بنحو 80 % من الإنتاج الكلى.

 

كفر الشيخ 42% من بحيرة البرلس  إنتاج الجمهورية سنويًا

كفرالشيخ -  محمود هيكل 

تتمتع محافظة كفرالشيخ بمساحات شاسعة من المزارع السمكية المختلفة التى تنتج الآلاف من الأطنان سنويًا، وذلك لموقع المحافظة الجغرافي، حيث تقع فى نهاية مصب الدلتا، وتوجد بها بحيرة البرلس التى 42٪ من إنتاج الجمهورية، وتطل أيضًا على البحر الأبيض المتوسط، لذلك فإن المياه تتوفر فيها بكثرة ويستخدمها أبناء كفرالشيخ فى تربية الأسماك فى مزارع بأنواعها المختلفة، حيث يوجد بالمحافظة كل مقومات زراعة الأسماك، من مياه، ومساحات أرض كبيرة، بالإضافة إلى مصانع الأعلاف المتعددة فى المنطقتين الصناعيتين « بلطيم ومطوبس «.

ويوجد بمحافظة كفرالشيخ  الآلاف من المزارع السمكية التابعة لعدد من الجهات الحكومية منها: هيئة الثروة السمكية، ومديرية الزراعة، والأملاك، بالإضافة إلى بركة غليون، كما أن كفرالشيخ من أكثر المحافظات إنتاجًا للأسماك على مستوى الجمهورية كل عام، بالإضافة إلى أن الهيئة العامة للثروة السمكية تقوم بتوفير كل سبل الدعم لأصحاب هذه المزارع.

وأضاف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن هناك عددًا  من الشروط لإصدار التراخيص لتلك المزارع منها: أن المتقدم للتأجير يقوم بتقديم الطلب لإجراء المعاينة لتأجير هذه المزارع، وأن تكون المساحات المطلوب تأجيرها أو ترخيصها مطابقة لجميع القرارات فى هذا الشأن، مشيرًا إلى أن المساحات التى يتم تأجيرها وتابعة للهيئة يجب أن تكون داخل مساحة الـ 200 متر، حرم بحيرة البرلس، وأن تكون ضمن المساحات المخصصة للاستزراع السمكي، والصادر لها قرار من وزارة الزراعة.

وأوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن المساحات التى يتم ترخيصها من الهيئة « المزارع الأهلية « يجب أن يقوم المتقدم للتأجير بتقديم سند الملكية، أو موافقة كتابية من المالك الأصلى لهذه المساحة، وذلك لاستغلالها فى الاستزراع السمكي، بالإضافة إلى تقديم موافقة وزارتى الزراعة والرى بالإضافة إلى موافقة مديرية الصرف.

البحيرة 48 مليون وحدة زريعة للبلطى تنتج من المحافظة 

البحيرة - محمد البربرى

قال الدكتور صلاح مصيلحى رئيس الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية لـ«روزاليوسف»:إنه يجب تكاتف أجهزة الدولة للنهوض بقطاع الثروة السمكية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى والسيد القصير وزير الزراعة،  موضحًا أن محافظة البحيرة من محافظات قطاع إنتاج الأسماك، لافتًا إلى أنها تمثل حوالى 10% من إجمالى الإنتاج السمكى بمصر بإجمالى كمية تقترب من 20 ألف طن من المصايد الطبيعية وكمية تقترب من 195 ألف طن من الاستزراع السمكى وإنتاج ما يزيد على 48 مليون وحدة زريعة من أسماك البلطى والمبروك بأنواعه مع وجود المساحات الشاسعة لأراضى الاستزراع السمكى والبالغة حوالى 15 ألف فدان إضافة الى مفرخات إنتاج زريعة الأسماك وبحيرة إدكو وفروع نهر النيل وموانى الصيد.

وأشار إلى أن الثروة السمكية تمثل أهمية كبيرة فى الاقتصاد القومى موضحًا أنها أحد المكونات الرئيسية للقطاع الزراعى، الذى يعد العمود الفقرى للدخل القومى، لذلك كان الاهتمام بالاستزراع السمكى فى مصر ضرورة حتمية للمساهمة فى زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتى بل والسعى إلى التصدير.

الحاج حمدى حجازى أحد مزارعى الأسماك بالبحيرة يؤكد ربحية مشروع الاستزراع السمكى, مؤكدًا أن الزراعة الحديثة تسهم فى زيادة الإنتاج, لافتًا إلى أن هناك بعض المشكلات التى تواجه المزارعين, منها ارتفاع تكلفة استخدام بعض الموارد الإنتاجية المستخدمة فى إنتاج المزارع.

الحاج حسن عبد الجواد أحد كبار مستزرعى الأسماك بالبحيرة شدد على اهتمام الدولة بالاستزراع السمكى, موضحًا أن الأسماك طوال فصل الشتاء لا يقدم لها الأعلاف ويبدأ موسم الاستزراع من شهر فبراير ويتم وضع الأعلاف حتى شهر سبتمبر.

دمياط 10 أطنان من أسماك البلطى إنتاجية الحوض

دمياط – محمد هشام

تعتبر محافظة دمياط من أولى المحافظات التى بدأت فى الاستزراع السمكى من بين محافظات الجمهورية، حيث كانت بدايتها فى منطقة الرطمة فى المثلث ومنطقة السيالة شرق دمياط، وتمتلك دمياط مزرعة سمكية حكومية واحدة مؤجرة من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية على مساحة 1856 فدانًا، ومقسمة إلى خمسة أحواض، ومع فجر كل يوم يستيقظ العشرات من العاملين بالمزارع السمكية بقرى محافظة دمياط، للذهاب إلى عملهم فى المزارع السمكية لينتشروا فى أحواض المياه مُمسكين بشباك بين أيديهم لاصطياد الأسماك من الحوض تمهيدًا لبيعها  للمواطنين. «وائل قنديل»، أحد المزارعين شرح لـ«روزاليوسف»، آلية عمل المزرعة وكيفية اختيار أنواع الأسماك التى يجرى تربيتها، وأسعارها فى السوق, موضحًا أنه يتم زراعة البورى والطوبار، والبلطى نحصل منه على 4 درجات، فالبلطى درجة أولى سعره 23.5 جنيه فى سعر الجملة والكيلو يتراوح بين سمكة واحدة و5 سمكات، أما الدرجة الثانية فسعره 20 جنيهاً للكيلو، والدرجة الثالثة سعر الكيلو 15 جنيهاً، أما سعر القراميط فيصل إلى 18 جنيهاً، دون فرز، بالإضافة إلى إنتاج سمكة المبروك التى تلتهم الحشائش، فنحن ننتج أجود الأسماك، وبأقل الأسعار لافتًا إلى أن مساحات الأحواض السمكية متعددة، فالحوض شبه المكثف مساحته تكون فداناً، وإنتاجه يزيد على 10 أطنان، ويضم 50 ألف وحدة بلطى، وقليلاً من العائلة البورية، نحو 100 سمكة، و200 سمكة المبروك، وتبدأ الزراعة فى شهر مايو ولدينا الحوض الكبير الذى يتراوح حجمه بين 5 و13 فداناً، ويضم نحو 65 ألف سمكة بلطى، 1500 بورى وطوبار، و2500 مبروك، و500 سمكة مبروك حشائش، وممكن الحوض يشيل أكتر، لكن الزيادة تؤثر على حجم الأسماك، موضحًا أن الفائزين بمزاد الأسماك يستلمون الإنتاج ليبدأوا فى إعداده للبيع بعد الفرز، والتعبئة ووضع الثلج عليه وبعده يكون جاهزًا للبيع للجمهور.