الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتحور المرعب

فزع أوروبى من الانتشار المتسارع لـ«أوميكرون»

فى إطار التضخم العددى لمصابى المتحور «أوميكرون» والتفشى المتسارع له، قرر المئات من مؤيدى التطعيم فى إنجلترا الخروج إلى الشوارع الرئيسية فى جميع أنحاء البلاد للترويج للحصول على الجرعة المعززة ضد كورونا.



وذكرت وكالة «بى إيه ميديا» البريطانية أن ما يقرب من 900 شخص سيقومون بتوزيع منشورات فى مناطق شهيرة مثل «برايتون بيير» و«ليفربول ون» و«كينجز كروس» كل يوم نيابة عن هيئة الخدمات الصحية فى إنجلترا إلى أن يحين موعد «الكريسماس» عيد الميلاد.

ويأمل المشاركون فى الترويج فى نشر الوعى حول المتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون» وتشجيع جميع الأشخاص البالغين فى بريطانيا للحصول على جرعة لقاح معززة قبل «الكريسماس».

وقدمت الحكومة مبلغ 22.5 مليون جنيه استرلينى ما يعادل 29.8 مليون دولار للترويج للتطعيم فى 60 سلطة محلية ذات معدل تطعيم منخفض.

وقال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانى ساجد جاويد، إن «الحكومة تبذل كل ما فى وسعها لتقديم اللقاحات».

وتابع «ندعو الناس للحصول على الجرعات المعززة الآن فى إطار مهمتنا الوطنية لتعزيز حائط الصد ضد الانتشار السريع لأوميكرون.

كما رجح امكانية فرض قيود جديدة للحد من انتشار مرض كورونا قبل عيد الميلاد، قائلا: إن انتشار سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا يمثل وضعا سريع التغير للغاية.

إلى ذلك، قال مستشارون علميون للحكومة البريطانية إن «من شبه المؤكد إصابة مئات الآلاف بالسلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا يوميًا، وإن من المرجح ارتفاع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات».

وأضافت المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ فى محضر اجتماع يوم 16 ديسمبر الجارى أن «أعداد حالات الإصابة المسجلة بعدوى أوميكرون، والتى تم إدخالها إلى مستشفيات المملكة المتحدة، ربما تكون حوالى عُشر العدد الحقيقى بسبب تأخر بيانات تقارير المستشفيات».

وأظهرت البيانات المنشورة أمس السبت، أن الإصابات المؤكدة بأوميكرون بلغت 24968 حالة يوم 17 ديسمبر الجاري، بما يزيد قليلًا على 10 آلاف حالة مسجلة قبل 24 ساعة.

ووفقًا لمحضر الاجتماع، فإنه دون اتخاذ المزيد من الإجراءات لإبطاء انتشار كوفيد-19 فسوف تصل ذروة الدخول إلى المستشفيات إلى ما لا يقل عن 3 آلاف حالة يوميًا فى إنجلترا.

ولمواجهة الانتشار، أعلنت السلطات الألمانية ليل السبت إدراج المملكة المتحدة على لائحة الدول العالية المخاطر لناحية تفشى كوفيد-19، وهو ما سيستدعى فرض قيود كثيرة على السفر.

ويهدف هذا القرار إلى الاستجابة للانتشار السريع للمتحورة أوميكرون.

وقالت هيئة مراقبة الصحة فى ألمانيا إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من «الأحد عند منتصف الليل» وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامى لمدة أسبوعين فى ألمانيا، بما فى ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكوفيد.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكترونى إن «المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية متأثرتان بشدة بكوفيد-19. كما تم رصد متحورة جديدة شديدة العدوى»، ولهذا السبب وُضِعت هذه الأراضى، بما فى ذلك جزيرة وايت وجزر القنال، لمدة 14 يومًا، فى فئة المناطق العالية المخاطر فى ما يتعلق بفيروس كورونا.

وبالإضافة إلى الحجر الصحى، يُسمح فقط للمواطنين الألمان أو الأجانب المقيمين فى ألمانيا بالدخول إلى البلاد من بريطانيا.

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الهولندى مارك روتي، أمس الأول «إغلاق» البلاد فى فترة عيد الميلاد فى قرار يرمى إلى احتواء التفشى التسارع للمتحور أوميكرون من فيروس كورونا.

وقال روتي، فى مؤتمر صحفى متلفز: «أقف هنا الليلة بحزن. ولاختصار الأمر بجملة واحدة، سيفرض إغلاق فى هولندا اعتبارا من الغد».

وأضاف: «هذا أمر لا مفر منه بسبب الموجة الخامسة التى تأتى إلينا مع المتحور أوميكرون».

وأوضح روتى أن كل المحال غير الأساسية والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح يجب أن تُغلق اعتبارا من يوم الأحد وحتى 14 يناير، فيما ستُغلق المدارس حتى التاسع من يناير على أقرب تقدير.

كذلك سيُخفّض عدد الزوار المسموح باستقبالهم فى منزل واحد من أربعة إلى اثنين، باستثناء يوم عيد الميلاد فى 25 ديسمبر.

ويوم الجمعة، أفادت وسائل إعلام هولندية بأن خبراء الصحة الذين يقدمون المشورة للحكومة الهولندية بشأن التعامل مع كوفيد-19 يوصون بأن تدخل البلاد فى حالة إغلاق «صارمة».

وفى وقت سابق، قال وزير الصحة هوجو دى جونج لصحفيين على هامش اجتماع لمجلس الوزراء إن لديه «مخاوف كبيرة» بشأن الانتشار السريع لأوميكرون، والذى ظهر بعد وقت قصير من بدء انحسار موجة سابقة من الإصابات فى هولندا.

ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إن متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون بات منتشرا الآن فى ما لا يقل عن 89 دولة حول العالم.

وأضافت إنه ينتشر بشكل أسرع من سلالة دلتا، إذ أن الأمر يستغرق ثلاثة أيام فقط حتى تتضاعف الحالات.

وكانت المنظمة قد اعتبرت متحور أميكرون مثيرا للقلق، بعد يومين فقط من إبلاغ جنوب أفريقيا منظمة الصحة عن اكتشافه لأول مرة فى 24 نوفمبر.

وأوضح الدكتور أحمد المشتت استشارى الجراحة بالمستشفى الملكى فى لندن أن جرعتين من لقاح استرازينكا تحمى من الإصابة بـ أوميكرون بنسبة 10% فقط، بينما تحمى جرعتى فايزر بنسبة 35%، لهذا سلالة أوميكرون هى السلالة المهيمنة فى بريطانيا. 

واستطرد أن بريطانيا تعطى مواطنيها لقاحى فايزر ومودرنا كجرعة تعزيزية ثالثة لمواجهة متحور كورونا الجديد، وأوضح أن هناك عقاقير تعطى فى الـ 5 أيام الأولى للإصابة بكورونا توقف المرض.

وأضاف أنه لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن عن نسب الوفيات بسبب متحور كورونا، وسكان جنوب أفريقيا لديهم جهاز مناعى قوى قادر على مواجهة متحور كورونا الجديد.

وأردف الدكتور أحمد المشتت استشارى الجراحة بالمستشفى الملكى فى لندن أن تجربة جنوب أفريقيا مع متحور كورونا الجديد لا يجب أن تعمم على كل دول العالم، ودول كثيرة أوقفت استخدام جونسون آند جونسون بسبب تسببه فى جلطات.

واختتم الدكتور أحمد المشتت أن مختبرات شركة استرازينيكا توصلت لنتائج مهمة حول سبب حدوث جلطات من اللقاح.

فى سياق متصل، سلطت دراسة طبية حديثة الضوء على فائدة «العدوى الاختراقية» بالنسبة للمناعة من متحور كورونا «أوميكرون»

وقالت الدراسة التى أجراها باحثون من جامعة «أوريجون للصحة والعلوم»، فإن «العدوى الاختراقية» لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد كوفيد-19، تؤدى إلى «مناعة فائقة» ضد متحورات الفيروس التاجي، بما فيها «أوميكرون».

و«العدوى الاختراقية»، هى حالة يصاب فيها الشخص المتلقى للقاح بنفس المرض الذى يهدف اللقاح إلى الوقاية منه.

وتوصل الباحثون فى دراستهم التى نشرت نتائجها فى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن الأجسام المضادة فى دم الأشخاص المصابين بعدوى اختراق، كانت فعالة تماما، مقارنة بالأجسام المضادة التى تم إنتاجها بعد أسبوعين من الجرعة الثانية من لقاح «فايزر».

وتعليقا على الدراسة، قال المؤلف المشارك فى الدراسة الدكتور مارسيل كيرلين: «نتائج الدراسة تفتح الباب أمام خيارات وقف تفشى المتحورات».

وأضاف كيرلين: «الدراسة تؤكد على ضرورة أخذ اللقاح وذلك لكونه السلاح الأقوى للحماية من كورونا ومتحوراته»، حسبما نقلت وكالة «يو بى آي» للأنباء.