150 فنانا من 25 دولة شاركوا بأعمالهم
ملتقى الأزهر للخط العربى.. نجاح كبير وإبداع متجدد
مروة فتحى
للخط العربى والزخرفة أهمية فى حفظ مقومات الهُوِيَّة العربية والإسلامية، فعليه كان العماد فى حفظ القرآن والسنة النبوية، فضلًا عن علوم الإسلام كافة، شرعية أو إنسانية أو طبيعية منذ فجر الإسلام إلى عصر ظهور الطباعة، وفى هذا الإطار انطلقت فعاليات ملتقى الأزهر السنوى الثانى للخط العربى والزخرفة، بالجامع الأزهر، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المنعقد فى الفترة من 18 حتى 27 فبراير الجارى، لتشجيع الخطاطين من مصر والعالم لعرض أعمالهم المختلفة، وذلك فى محاولة من الأزهر للحفاظ على هذا الموروث الثقافى والإسلامى.
وحقق الملتقى نجاحًا وإقبالًا لافتًا سواء من حيث عدد المشاركين أو أعداد الجمهور المتوافد للزيارة. فمنذ انطلاقه فى 18 فبراير الجارى، ضم الملتقى أعمالا لـ150 مشاركًا تم اختيارهم من أصل 500 متقدم من ٢٥ دولة.
وما زاد من أهمية ونجاح الفعالية كان اختيار الجامع الأزهر كموقع لإقامة الملتقى، فالجامع يستقبل يوميًا آلاف المصلين، فضلًا عن زيارات العديد من السائحين الممثلين لمختلف الثقافات.
يقول الفنان إسماعيل عبده كوميسير ملتقى الأزهر الشريف للخط العربى والزخرفة، إن الأزهر الشريف كان منذ تأسيسه شاهدًا على الكثير من مراحل تطور فنون الخط العربى والزخرفة الإسلامية، فالجامع نفسه بما فيه من خطوط وزخارف إسلامية تزين أبوابه وجدرانه ومآذنه، تنوعت عصورها ما بين العصر الفاطمى والعصر الأيوبى والعصر المملوكى والعصر العثمانى، واختلفت مدارسها ما بين الخط الكوفى الفاطمى المزهر والزخارف الفاطمية، وخط الثلث المملوكى والزخاف المملوكية الجميلة التى زينت رؤوس دربزينات المآذن والقباب التى أضيفت فى العصر المملوكى الذى عرف بطابعه الخاص فى الخط والنقش والزخرفة، ثم الخط الثلث فى العصر العثمانى والذى يعد واحدًا من أكثر العصور ازدهارًا لفنون الخط العربى والزخرفة الإسلامية، حيث احتل الخط الثلث مكانة مهمة فى العمارة العثمانية للجامع الأزهر بنقشه على الأبواب والجدران بحروف بارزة وبطرق جمالية غاية فى الروعة والجمال، وبما يمكن معه القول إن الجامع الأزهر الشريف كان وسيظل خير شاهد على تطور هذا الفن العربى الإسلامى الأصيل، وهو أولى المؤسسات بحفظه وحمايته.
وأضاف أن ما يميز ملتقى الأزهر الشريف للخط العربى والزخرفة انعقاده بشكل مفتوح فى ساحة الأزهر الشريف وإتاحته للجمهور، ما جعل الإقبال عليه كبيرًا وصل إلى عشرات الآلاف من زوار الجامع ومحبى هذا الفن الراقى من مختلف الجنسيات والأعمار، وذلك على عكس المعارض الفنية المغلقة التى كانت تقتصر النخبة من المتخصصين فقط، وبهذا خرج فن الخط العربى والزخرفة الإسلامية من محليته إلى عالميته داخل أروقة الأزهر الشريف.